كتاب 11

03:41 مساءً EET

الفجوة (2)

 تحدثت في المقال السابق عن نوع معين من الفجوات التي تتعدد مساراتها وتنتظم تفرعاتها حتي انها في الغالب الاعم تتسبب في كثير مما نحن فيه من معضلات ومشكلات –في هذا المقال سوف القي الضوء عن نوع جديد من الفجوات التي تلعب دورا حاسما في التيه العام .نعلم ان نقل الثقافة من السلف الي الخلف لا يقتصر عن دور محدد يقوم به الاب لابنة او الام لابنتها ولكن يصلح ذلك علي كل مناحي الحياة بما يتخطي علاقة الدم الرابطة والدافعة لذلك النقل الذي يطلق علية مصطلح التربية ….ان الفجوة قائمة في المؤسسات الادارية للدولة في كل انماطها ومواقعها فنجد مثلا طبقة عازلة سميكة بين الرئيس والمرؤوس بين الشاب الذي يبدا حياته الوظيفية وبين زملاءه الاقدم في مواقع العمل .

يضن السابقون بخبراتهم ومعارفهم التي اكتسبوها خلال حياتهم الوظيفية علي اللاحقين من الاجيال الجديدة فيتركونهم فريسة سهلة للمعرقلات المعطلات  عن قصد خبيث او جهل بغيض دون رعاية او اهتمام او تصويب للاخطاء او تعليم بقيم المكان التي اصابها الصدا وتاكلت بمرور الزمن وبالتالي لا يحدث التجديد او التطوير المنشود ويظلم اللاحقون ويحملون بمسئولية وهميه عن الفشل .

 

ان هذه الطبقة العازلة التي يصطنعها( منافقو المكان) الازليون المرتبطون بشبكات مصالح معقدة يقومون بعملية الحجب هذه عن قصد, فيحدث انقطاع الاتصال الراسي ثم الافقي بين المستويات الادارية المختلفة الا النواحي الشكلية فقط التي تعمل كمساحيق تجميل لراس المكان الذي يصبح منفصلا كليا او جزئيا عن ما يدور حولة ثم يتطور الامر الي ان يعمل الكل في جزر منعزلة تقريبا الا هذه الفئة النفعية وهذه ماساة الجهاز الاداري للدولة .

 

 لماذا لا يدفع اي شخص بخبراته المكتسبة وبحب الي من يلحقه حتي يتجنب المزالق والمطبات التي تصادفه وتعرقله ؟لماذا لا يلعب المدير دور القائد المعلم ولا يكتفي بدور البطل الاداري الوهمي الهلامي الي ان ياتي سن المعاش ولا يظهر له وجها بعدها في المكان الذي كان جزءا رئيسيا فيه و يتمتع فيه بكل طقوس وفروض الطاعة والولاء الزائفة والمصطنعة الزائلة وقت بلوغ سن التقاعد حيث تظهر الحقيقة العارية ؟-هو يعرف حجمه وقيمته بعد تقاعده-لذا لا يظهر له وجه بعد ذلك وكل ادري بما اقترفت يداه-!

 

 ان المناخ السائد في مؤسسساتنا لا يسر عدو ولا حبيب لذا فان اعداد القادة القادرين علي اشاعة قيم عملية حقيقية هي مسئولية المجتمع والموظف الخبير والكبير ومؤسسات اعداد القادة فلا يتولي مسئولية القيادة الا من يستحق ذلك وفقا لمعايير صارمة –وهذة نوعية جديدة من الفجوات ارجو ان تلتئم –ولو أني اشك

التعليقات