كتاب 11

10:20 صباحًا EET

روسيا وتنوع الخيارات المصرية

توجه جديد للسياسة الخارجية المصرية وعلاقاتها مع مختلف القوي الدولية من الواضح انه بدا جليا وظاهرا الان اكثر من اي وقت مضي مع الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي الي روسيا ..وهي التي حظيت باللقاء الرابع بينه وبوتين خلال عام ونصف . .

مصر تنوع خياراتها الاستراتيجية والدبلوماسية مع مختلف القوي في هذا العالم الفسيح الآن.. فمخطئ من يظن ان العالم حكر علي قوة بعينها مهما طال- الامد الانتقالي الطبيعي- ما بين حرب باردة واخري ساخنة فنظرية القطب الاوحد بدات في الخفوت تدريجيا والتقلص طبيعيا فالعالم قائم علي الثنائية كاحد اهم قوانين التوازن والتموضع الطبيعي .فمع سوء تقدير الادارة الامريكية وبعض القوي الغربية لما يحدث في منطقة الشرق الاوسط فيما يشبه التواطؤ علي مقدرات هذه المنطقة واتباع المؤامرة متكاملة الاركان..فظهرت مصطلحات سياسية غربية منحوتة بما يتوافق مع الافكار الغربية الجديدة التي ظهرت علي السطح وكلها تدور حول وجهة النظر الامريكية وفلاسفتها المتطرفين مثل -الفوضي الخلاقة -والشرق الاوسط الكبير-وصراع الحضارات- ثم دعم الادارة الامريكية لما يطلق علية الجماعات الراديكالية والافكار الرجعية وكانه قدر محتوم علي هذه الامة لا فكاك منه.. علي خلفية تصور خاطئ من ان هذه المنطقة ما زالت تعيش اسيرة لشبكة عنكبوتية من الافكار والمعتقدات الماضوية التي لا فكاك منها ولا امل في تغييرها لتلحق بركب الحداثة –حتي لو كانت ثورية –فحتي ثورتهم لا تجعلهم يقفزون للامام بل للخلف –(اقصد عرب الشرق الاوسط )بعدها تبين خطا للادارة الامريكية ان دولة سايكس بيكو لابد من تغييرها واستبدالها بالدولة الدينية الماضوية الرجعية المنغلقة في اطارجيتو من المعتقدات المتطرفة المشوهة وكان قدر شعوب منطقة الشرق الاوسط قد ارتسم وتكرس وتقزم وتحوصل بداية من فترة اواخر السبعينيات_مع المد الوهابي والخروج الاخواني .

ولا شك ان موقف الادارة الامريكية مما حدث في الشرق الاوسط ومن الازمات المصرية والسورية والليبية لهو خير دليل علي تغير السياسات الامريكية وفقا لمصالحها وليس وفقا للمبادئ المتعارف عليها ،علي عكس الموقف الروسي والصيني الرصين والمتماسك الذي يقف مع الصديق وقت الضيق وللنهاية كما حدث مع الازمة السورية فلم تترك روسيا ومن بعدها الصين سوريا او النظام السوري وحدة امام كل هذة المخططات الصهيوامريكية .

ومن هنا فان مصر قد ادركت ان تنوع خياراتها وتحالفاتها مع مختلف القوي العالمية لهو خير ضمان لها علي الاضطلاع بمسئولياتها في منطقتها وحيزها الواسع في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي ومن هنا وجب البحث عن صديق حقيقي لا حربائي يتلون بتلون مصالحة وبما لا يتناقض مع الثوابت والقيم الدولية المتعارف عليها ومن هنا جاء هذا التحالف المصري الروسي الاستراتيجي الذي يضمن تحقيق المصالح المتبادلة بين مص وروسيا .

ولا يفوتني التنوية بان الجانب الروسي ايضا له مصلحة هائلة في التعاون مع مصر لانها مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط فهي الحديقة الخلفية لروسيا خاصة وانها تتماس مع بحر قزوين والحدود الروسية ومن مصلحة روسيا استقرار هذة المنطقة والقضاء علي الارهاب عابر الحدود بما يخدم مصالحها في هذة المنطقة …والمفتاح الكبير مصر..مرحبا بالصديق الروس

 

التعليقات