أفضل المقالات في الصحف العربية

10:37 صباحًا EET

الأسد والحوثي.. وحلم الإمبراطورية العظمى

يتفق الباحثون المختصون في علم «السياسة والدراسات الاستراتيجية» في الوطن العربي أو دول الغرب، على أن الحكومة الإيرانية تستغل العداء لـ «إسرائيل» استراتيجياً كطريق لفتح الأبواب أمام القوة الفارسية في قلب العالم العربي..

وتسعى لأن تثبت لشعوب المنطقة أنها أكثر شجاعة، وأكثر قرباً لمشاعرهم من حكوماتهم ويقصد بها شعوب سوريا والعراق ولبنان واليمن، بعبارة أخرى، فإن الحكومة الإيرانية في إطار طموحاتها الاستراتيجية للهيمنة الإقليمية وحلمها بالإمبراطورية العظمى، تصور نفسها على أنها قوة إقليمية مؤثرة تتحدى الوضع القائم وقادرة على التحدي..

كما أن سوريا أصبحت في إطار هذا التحالف القوي مع إيران بمثابة «الجسر الأساسي» الذي عبره يمتد النفوذ الإيراني في المنطقة، ذلك أن معظم الأسلحة التي تذهب إلى «حزب الله» تمر عبر سوريا، وسوريا هي التي توفر لإيران قاعدة موالية لها في قلب العالم العربي بما يمكن إيران من تدعيم نفوذها، وفي حين أن دعم إيران لـ«حزب الله» يندرج، في هذا الإطار، من حرص إيران على تدعيم نفوذها في المنطقة..

وهو الشيء الذي أكده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطبه مراراً وتكراراً، وتناغم معه الأسد معترفاً ومؤكداً في تصريحات عدة، أنه ومنذ أن وصل الحوثيون وتغلغلوا داخل الأراضي اليمنية والتصريحات المتكررة التي يطلقها الإيرانيون بعبارات عدائية استباحية شديدة اللهجة وبوتيرة متكررة..

وهي التي يطلقها مراراً وتكراراً المتحدث باسم النظام الإيراني «محمد صادق الحسيني» في تصريحاته على «قناة الميادين» التابعة للنظام الإيراني، زاعماً أن باب المندب ومضيق هرمز سيخنقان البحر الأحمر، وفي حالة حدوث حرب عالمية سنتحول لسلاطين البحر الأحمر والمتوسط “الجدد”!! وسلاطين الخليج ويقصد بذلك: ستكون لإيران الزعامة بدل مصر كأكبر دولة عربية مطلة على البحر الأحمر والمتوسط.

إن الإيرانيين يرون أن العلاقة الوثيقة بين اليمن والثورة الإيرانية تمثل تحولاً استراتيجياً في منطقة الخليج العربي كما يدعون في مزاعمهم! وأنهم محور المقاومة مع (دمشق وبغداد والضاحية الجنوبية وصنعاء)، أما نصر الله فقد اعترف بتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، مرجعاً ذلك لتراجع سياسة الدول العربية الخارجية في المنطقة.

وكال الأمين العام لحزب الله، المدح والإشادة لقادة طهران، خلال كلمة متلفزة تمت إذاعتها على قناة الميادين المحسوبة على إيران والموالية للحزب في لبنان، زاعماً خلالها أن إيران هي الداعم الأول للشعوب العربية في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا ضد الاحتلال الأميركي الإسرائيلي والجماعات الإرهابية! إن الحرب الدائرة الآن في اليمن هي حرب وجود، وهي حرب مشروعة قامت عندما فقد الحلفاء الحل السياسي مع فئة الانقلابيين الضالة.

تطمح إيران بأن تحول (اليمن السعيد) مهد التاريخ والحضارة إلى دويلة تابعة لها وتعيين «الحوثى زعيم الانقلابين» مرشداً لها، ومن ثم تكمل حلمها بوجود منفذ يسهل لها الدخول للمملكة العربية السعودية، والاستيلاء على المقدسات الدينية، وهو حلمها الأكبر! ولكن هيهات هيهات.. لقد بدأ العد التنازلي لتحرير صنعاء بإذن الله تعالى.. وأصبح قاب قوسين أو أدنى.

إن شهداءنا، الذين ارتقت أرواحهم إلى بارئها وهم يدافعون عن جزء مهم من أرض الوطن العربي وأرض الإسلام، نفذوا واجباً وطنياً ودينياً تحض عليه مختلف الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وإجماع علماء الأمة.

قضوا نحبهم ذوداً عن شعب عربي مسلم تكاتفت عليه كل قوى الشر في المنطقة، حيث إنه لو لم يقف المصلحون في وجه المفسدين لعم الفساد أرجاء الأرض، بحسب الآية القرآنية الكريمة: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».

وقد أكد عدد من علماء الأزهر الشريف ورجال الدين في مصر في حوار لـ«البيان» أن تضحيات جنود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن شهادة في سبيل الله والأمة، موردين آيات في هذا الصدد تدعم ذلك.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر والرئيس السابق لجامعة الأزهر د. أحمد عمر هاشم أن البيانات المشبوهة التي تصدر من هنا وهناك، مثلما فعل مقتدى الصدر في العراق الذي ادعى زوراً وبهتاناً أن شهداء الإمارات في اليمن ليسوا شهداء، داعمة لميليشيات الانقلابيين في اليمن ولا تعترف بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هدفها تقويض جهود التحالف العربي الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى اليمن.

وشدد على أن أي بيان لا يعترف بالتضحيات التي يقدمها جنود دول التحالف العربي «محاولة للوقيعة بين الدول العربية وإثارة الفتنة الطائفية» وأشار هاشم إلى أن «التدخل العربي في اليمن جاء لإعادة الأمن والاستقرار إلى بقعة عزيزة من بقاع الوطن العربي، بعد أن عاث الحوثيون في الأرض فساداً وسعوا إلى الانقلاب على السلطة المنتخبة بمعاونة ودعم من قوى إقليمية».

وأكد هاشم أن «جنود الإمارات والسعودية والبحرين الذين تم استهدافهم في اليمن شهداء، لأنهم قضوا نحبهم دفاعاً عن كرامة العرب ودمائهم وعرضهم ومالهم وأرضهم، وعن أخوة لهم يعانون من مؤامرات خبيثة تستهدف تقسيم الوطن العربي وإيقاظ الفتن».

إن دولة الإمارات لن يثنيها أي عارض عن تكملة واجبها الوطني والإنساني لأنها مدركة ومستوعبة أنها تخوض حرب وجود من أجل استرداد شرعية وكرامة وطن عربي مسلم عزيز وجار تعرض لإرهاب معتدي إرهابي آثم وهو ما أكدته قيادتنا الرشيدة.. العزاء لأمهات شهدائنا الأبرار، والنصر لجنودنا في أرض المعركة الأبطال (اللهم آمين).

 

التعليقات