كتاب 11

04:21 مساءً EET

هل يحسمها الدب الروسي؟

التدخل العسكري الروسي المباشر و المفاجئ والمعد له جيدا وبشكل سري طوال الاشهر الماضية أصاب الأوساط العالمية والدول الكبري سواء الولايات المتحدة الأمريكية او الدول المتحالفة معها لضرب تنظيم داعس في سوريا والعراق بالصدمة بل والشلل والارتباك فقد كانت العمليات الجوية لدول التحالف الدولي تسير كالمعتاد وعلي نفس الوتيرة الركيكة التي لا تسمن ولا تغني من جوع طوال عام كامل دون أحداث اي تغيير علي الأرض يمكن أن يكون عاملا حقيقيا في تغير المعادلات او حتي حسم الصراع المعقد في سوريا والذي يزداد تعقيدا وتوحشا يوما بعد يوم ولنا في ذلك جملة ملاحظات نجملها فيما يلي:

1-  ان روسيا بوتين عازمة كل العزم علي الدخول في المياة الدافئة في البحر المتوسط مثلما أوجدت لنفسها موطئ قدم في المياة الباردة إلي البحر الأسود بعد سيطرتها علي شبة جزيرة القرم وهو تطور نوعي هائل يكشف قوة المارد الروسي القادم من جديد إلي مناطق نفوذه القديمة التي تآكلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتقلص مناطق النفوذ الروسي طيلة 25 عاما تركت الساحة لأمريكا وحلف الناتو.. إلا موطئ قدم بائس في طرطوس عند الحليف السوري.


2- الضربات الروسية القوية الحاسمة لن تنهي فقط تنظيم داعش البائس بل يمكن أن تطول كل -المعارضات-لنظام بشار الأسد وهو ما يعني إعلان روسي صريح بدعمه اللانهائي وغير المحدود لبشار الأسد بما يمثل صدمة وضربة قوية للدول الراعية (للمعارضات) المتنوعة والتنظيمات الإرهابية سواء داخل الإقليم او خارجة حيث لم تستطع المعركة علي الأرض طيلة السنوات الأربع .


3- ردود الفعل الأوربية شبة الصامتة تخفي حالة من الرضا الأوروبي للتدخل العسكري الروسي خاصة مع استفحال أزمة اللاجئين السوريين بما يمثل ضغطا علي أوروبا لن تتحمله علي المدي المتوسط مع وصول عدد اللاجئين السوريين إلي أكثر من 8 ملايين.وبما يمثل خطورة رهيبة لا يمكن التخلص من تطلعاتها.


4- إذا كانت القوي العربية او الإقليمية المتعارضة مع بشار الأسد لم تستطع حسم الموقف بإنهاء نظام الأسد فإنها علي الأقل افاقت علي حقيقة صادمة وهي أن ضرب الأسد ما هو إلا ضرب للقوة الديموغرافية للدولة السورية وذلك أن هجرة هذه الملايين السورية سوف يؤدي إلي فراغ سكاني سيمكن نظام الأسد أكثر في السيطرة ويحدث خللا رهيبا وتغييرا ديموغرافيا لم يحسب له حساب.


5- التدخل العسكري الروسي لن يحسم جويا إلا بالتدخل البري وهذه مهمة الجيش السوري الذي يعيد تنظيمه ودعمه الخبراء الروس الآن وبما يمثل عاملا معنويا ولوجستيا حاسما سينهي الصراع متعدد الأطراف في سوريا في فترة يمكن أن تصل إلي ثلاثة أشهر علي الاكثر

 

6- ان حسم الصراع السوري روسيا او حتي دوليا إنما يعكس فشل المظلة العربية في احتواء المشكلات العربية وأصبح التدخل الدولي في نهاية المطاف حكما إبديا لا مفر منه إلي أن نصبح فاعلين ولو اني اشك.فتدويل الازمات العربيه ناهيك عن كونه عاملا يعقد الموقف بتعدد وجهات النظر الدولية وصراع المصالح اصبح فيما يبدو قانونا وعلامة علي فشل النظام العربي وجامعته الكرتونية


7- التدخل الروسي جعل روسيا تمسك عمليا -وليس اعلاميا كما فعلت امريكا وحلفائها-بكل أوراق اللعبة في سوريا وربما يتطور الأمر إلي العراق خاصة بعد مناجاة الحكومة العراقية لها لتمتد عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية لدحر تنظيم داعش.


8- التدخل الروسي يمكن اعتباره البداية الحقيقة ونقطة التحول المركزية التي سيذكرها التاريخ لتحول العالم من الاستقطاب الأحادي إلي عالم متعدد الأقطاب وينهي السيطرة الأمريكية عمليا عن رقعة الشطرنج العالمي .


9- مصر قرأتها مبكرا ….مرحبا بالصديق الروسي 

التعليقات