كتاب 11

04:53 مساءً EET

محادثات فيينا والنهاية المتوقعة

محادثات دولية هامة وربما تكون غير مسبوقة تمت في فيينا العاصمة النمساوية جمعت كل الأطراف الخارجية المتقاطعة مع الأزمة السورية التي خلفت حتي الآن 250 ألف قتيل وأردت أكثر من نصف الشعب السوري ما بين لاجئ وجريح ومشرد وقتيل .

شاركت الأطراف الدولية الفاعلة علي اختلاف توجهاتها من نظام الأسد وكل لدية من الحجج الأسانيد الكثير الذي يدعم وجهه نظره في الصراع الرهيب الدائر في سوريا، روسيا وإيران الداعمون لنظام الأسد ولقائه يجلسان جنبا الي جنب مع السعودية وتركيا والولايات المتحدة الداعمون للمعارضة السورية إضافة إلي كل من الترويج الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبحضور كل من مصر ولبنان .

يا له من تجمع كبير ومتنوع من الأطراف اللاعبة علي المسرح السوري ..والتي تضطلع بالدور الأكبر في أحداث اية تسوية سواء عسكرية او سياسية سواء برحيل الأسد أولا وفقا للرؤية السعودية او حتي الخليجية او ببقاء الأسد كحل (واقعي) وفقا للرؤية الإيرانية والروسية التي انتقلت من الدعم السياسي النظري الدبلوماسي للنظام السوري الي الدعم العسكري الصريح علي الأرض .

ثم تأتي الرؤية الأمريكية والغربية التي بدأت تتغير تحت وطأة طول الأزمة وازدياد إعداد اللاجئين السوريين الذين يدقون ابواب أوروبا غير المحكمة بقوة حتي بات الضغط الإنساني ومواثيق حقوق اللاجئين التي تتبناها أوروبا المتحضرة وما يخالفها من واجب إنساني تقف أمام محك يضع أوروبا في أزمة أخلاقية حقيقية ناهيك عن الضغوط الاقتصادية و….الخ مما حرك المواقف الأوروبية تصطف حول بقاء مؤقت للرئيس السوري يساهم في الوصول الي حل سياسي …ولعل تصديق أوباما علي دخول قوات أمريكية الي الأراضي السورية لهو دليل علي عدم ترك الساحة لروسيا بوتين وبما يمثل تعظيما للرؤية الأمريكية الداعمة للمعارضة السورية ،،ومن هنا فإن صدمات روسيا امريكيا يمكن أن يفشل هذه المفاوضات الشاقة المعقدة في فيينا …

ومن هنا تأتي دعوة بأن كي مون لإبداء المرونة الدولية لكسر الهوة الكبيرة بين من يدعمون الأسد -روسيا وإيران ،وبين من يدعمون رحيل السد أمريكا وحلفائها.

 

وفي النهاية فإن للواقع الكلمة الأخيرة بغض النظر عن بقاء او عدم بقاء الأسد فالقضية ليست في وجود شخص زائل بقدر ما هي قضية دولة انهارت بالفعل وتغير ديموغرافي وسكاني أخرج سوريا من كل معادلات القوة العربية الشاملة …واحسرتاة

التعليقات