كتاب 11

08:28 صباحًا EET

دى إهانة!

لا مصر سوف تستسلم، ولا روسيا سوف تستسلم.. ضرب فندق القضاة، أمس، لا يوقف القطار، ولا حتى يعرقله.. قد يثير بعض الغبار لا أكثر.. كما أن إسقاط السوخوى فوق سوريا بصاروخ تركى لا يجعل روسيا ترجع إلى حدودها، لكنه قد لا يجعل تركيا فى مأمن بالمرة.. فما حدث هنا وهناك «قلم»، ولكن قد تعقبه «سبعة أقلام» على قفا أردوغان شخصياً.. إذا كنتم مازلتم تتذكرون فيلم «عنتر ولبلب»؟!

فى كل مرة تعرضت مصر لحادث إرهابى، نفضت هدومها وقامت، ثم صفعت الإرهابيين عدة صفعات.. وعادت من جديد تواصل المشوار، دون أى ارتباك، كالذى يحدث فى بروكسل وباريس حالياً.. نحن نعرف أننا نخوض حرباً، ومع ذلك نعمل بلا خوف.. فقد تصوروا أننا سوف نقوم بإخلاء منطقة رفح والشيخ زويد، وتوهموا أننا سنتركها لهم والسلام.. إلا أن مصر حاربت بجسارة، ولكن ماذا نفعل فى الانتحارى؟!

يبقى أن نعرف موقف روسيا.. هناك ثلاث طائرات الآن.. الأولى تنقل سائحين خرجت من شرم الشيخ.. الثانية طائرة شحن بضائع وعليها 40 راكباً، سقطت جنوب السودان.. الثالثة طائرة حربية ماركة سوخوى 24، تم إسقاطها بسلاح الجو التركى، دون أن تخترق الحدود التركية.. إذن الحكاية «أصلها روسيا».. الآن «ثلاثة أقلام» موجهة ضد موسكو.. فهل نشهد «سبعة أقلام» على قفا تركيا، ومَن وراء تركيا؟!

أولاً: هل نسمع عن قرارات بسحب الرعايا الروس من تركيا فوراً؟.. ثانياً: هل نسمع عن استدعاء السفير التركى؟.. ثالثاً: هل يكون الرد بإسقاط طائرة مماثلة، أم بإسقاط أردوغان نفسه؟.. رابعاً: كيف تتصرف روسيا؟.. خامساً: فيمَ يفكر «بوتين» الآن؟.. ما نعرفه أن طائرة شرم كانت محل شكوك ومازالت، واتخذت موسكو قرارات عنيفة جداً.. الآن طائرة سوخوى لا يرقى إليها شك، وأنقرة نفسها اعترفت بإسقاطها!

وكالة الأناضول قالت إن الطائرة تجاهلت التحذيرات، و«بموجب قواعد الاشتباك قامت طائرتان تابعتان للقوات الجوية- من طراز إف 16- بإسقاط الطائرة».. المشكلة هنا فى قائدى الطائرة سوخوى.. للأسف وقعا فى الأسر أيضاً.. فما معنى هذا؟.. معناه أن روسيا سوف تكون فى مصيدة تركيا.. فهل ينعقد مجلس الأمن الروسى؟.. وهل نسمع عن المادة 51 التى تعطى روسيا حق معاقبة مَن يعتدى عليها فى أى مكان؟!

لا أتخيل أن تفعل تركيا ذلك من تلقاء نفسها.. ولا أتخيل أنها حدثت صدفة.. خاصة أن الطائرة لم تخترق حدود تركيا، وطائرات روسيا فى المنطقة.. إذن هو تدبير أمريكى، وتنفيذ تركى.. وقد يحدث استدعاء لحلف الناتو ليكون مستعداً.. فهل نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة؟.. أم أنها ستبقى مناوشات، لا أكثر ولا أقل؟.. هل تسكت روسيا على إهانتها ثلاث مرات فى شهر تقريباً؟.. وكيف تتصرف إذن؟!

ما حدث إهانة لروسيا بكل المقاييس.. أمريكا تمارس معها فيلم «عنتر ولبلب».. تلعب معها عبر تركيا مرة، وداعش مرة.. فكيف ترد روسيا الإهانة؟.. هل تهديدات «بوتين» كانت من النوع الفشنك؟.. هل يبدأ بسحب الرعايا ووقف طائرات تركيا، أم يوجه «سبعة أقلام» دفعة واحدة، فى أماكن متفرقة؟.. سنرى!

التعليقات