كتاب 11

09:34 صباحًا EET

قمة الاستعبااااط!

الاستعباط المحلى لا يختلف عن الاستعباط الدولى أحياناً!

محلياً: لا أنت شاركت فى الانتخابات مرشحاً ولا ناخباً.. ولا حتى سكتّ.. لكنك عاوز ديمقراطية وحرية ومية فى الحنفية.. ولا أنت شاركت فى الحرب على الإرهاب، ولا حتى أسعفت المصابين، ولا قمت بزيارتهم فى المستشفيات، ولا حتى سكتّ.. ومع ذلك عاوز وطن ترمح فيه.. طب إزااااى؟!

قمة الاستعباط أن تكون الديمقراطية هى مقاطعة كل شىء.. وقمة الاستهبال أن تكون الحرية هى نشر الأكاذيب على صفحة «فيس بوك».. لا المقاطعة مجدية، ولا هى اسمها ديمقراطية.. ولا نشر الأكاذيب والتشكيك حرية.. خدعوك فقالوا هذه حرية وهذه ديمقراطية.. إنها «فوضى» يا ولدى!

قمة الاستهبال أن تسهر حتى الصباح، وتنام طوال اليوم، ثم تنتظر أن تهبط عليك الثروة.. وتتكلم عن الفشل، ولا تعرف أنك أفشل مخلوق على ظهر الأرض، ولا ترى الخشبة التى فى عينيك.. تكتب عن الحرية بمفهومك للفوضى، وتكتب عن الديمقراطية بلا مشاركة.. كأنك وحدك «فيلسوف الغبرة»!

قمة الاستعباط أن تعتقد أن المعارضة هى التريقة، والسخرية، وقلة القيمة.. وقمة الاستهبال أن تتصور أنك «واد جن» محصلتش، وانت لسّه فى «كى. جى. وان».. اتعلم الأول.. واتدرّب الأول.. غير كدة اتلهى واسكت.. سيب المركب تمشى.. افتكر إن بلدك فى «حالة حرب» مش «لعب عيال»!

افتكر بس إن الجيل اللى مش عاجبك، حافظ على الوطن عشانك.. وافتكر إنه فى زمن الحرب كان الكل جنود.. الشباب كان فى الحرب، والنساء فى المستشفيات.. يُسعفن الجرحى ويضمدن الجراح.. أنت لا فى الحرب، ولا فى المستشفى مثل النساء.. عالة على أهلك ووطنك.. روح موووت أحسن(!)

■ ■ ■ ■

عالمياً: الاستعباط الدولى أشد قسوة وانحطاطاً من المحلى:

قمة الاستهبال أن تهتم قمة المناخ بالمخاطر التى تواجه كوكب الأرض، مع أن الأمم المتحدة لا ترى تلوث كوكب الأرض بدماء الأبرياء.. لا ترى ملايين البشر يموتون، بسبب «عصابة الكبار».. لا ترى ولا تريد أن ترى.. الأمم المتحدة ربما ترى انتهاكات صغيرة، لكنها لا ترى الخشبة فى عينيها!

قمة الاستنطاع أن تكون قمة المناخ أولوية أولى، بينما لا توجد قمة لأمن البشر، وحقن الدماء.. كأن إراقة الدماء لا تُلوّث البيئة الدولية، ولا تُهدد بحرق كوكب الأرض.. أرواح الملايين سوف تطارد «بان كى مون» فى نومه، وسوف تطارد أوباما حتى الموت.. أما «كاميرون» فلا لوم عليه، لأنه «سنّيد»!

تخيلوا هذه الأمم المتحدة، لم تتحرك لسقوط دول وعروش وأنظمة، وهجرة ملايين من الأوطان.. بينما أمينها العام «بان كى مون» يشعر بالقلق.. يقلق مرة بعد الإفطار، ومرة بعد الغداء، ومرة بعد العشاء.. يقلق داخل مكتبه فقط.. لكنه لا يهدد ولا يتوعد أبداً، ولا يلقى استقالته فى وجه الأنظمة المستبدة!

قمة الانبطاح ألا نطالب بإصلاح المنظمة الدولية.. فهل يشعر «بان كى مون» بالأزمة أصلاً؟.. هل نحتاج إلى «القذافى» ليمزق ميثاق الأمم المتحدة؟.. هل من حقنا أن نُصلح هذه المنظمة الفاسدة؟.. هل يمكن أن نهدد بالخروج منها؟.. إلى متى السكوت؟.. الأنكى أنهم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان!

التعليقات