كتاب 11

10:55 صباحًا EET

متخافوووش!

هل يكفى أن يقول الرئيس لرجال الأعمال «متخافوووش»؟.. وهل يكفى أن يبعث برسالة عابرة؟.. أم أن الأصل هو إيجاد مناخ عام للعمل بلا خوف؟.. وما الأسباب التى دفعت الرئيس للقاء المفاجئ؟.. هل قالها لأنه أحسّ بحالة الخوف والذعر؟.. هل تحدث أحدهم عن حالة الخوف التى تضرب رجال المال والأعمال؟.. ولماذا يشعرون بالخوف الآن، لدرجة تجعل الرئيس نفسه يشعر أنهم «خايفين ومنكمشين»؟!

نعم هناك شىء من الخوف لدى رجال الأعمال.. وما قاله الرئيس إجابة عن سؤال، ربما لم يسأله رجال الأعمال، وربما قالت العيون ما لم تقله الألسنة.. وربما كانت المؤشرات تُشير إلى تراجع الاستثمار.. أو لكل ما سبق.. الرئيس لا يعقد اجتماعات مع قطاعات بعينها، تزجية لوقت الفراغ، وإنما يلتقى بقطاعات معينة، فى أوقات معينة لتحقيق نتائج محددة، وربما اقتضت الظروف عقد هذا اللقاء فى هذا «التوقيت»!

ورغم هذا فإن الوعد الرئاسى وحده لا يكفى.. لابد من إجراءات على الأرض.. ولابد من مناخ عام، لا يُحبس فيه رجل الأعمال لأى سبب، ولا يُمنع من السفر تحت ضغط أى بلاغ كيدى.. المنع من السفر عقوبة كاملة، قبل حكم المحكمة بالإدانة أو البراءة.. فلا أحد سوف يسافر ولا يعود.. لا أحد يطيق البقاء برّه.. عندنا نموذجان.. الأول أُنسى ساويرس أيام الإخوان.. والثانى حسين سالم وهو «يُعافر» حتى يعود!

بغض النظر عن ظروف كل من ساويرس وسالم.. لكن نحن أمام نموذجين مختلفين، رفضا البقاء فى الخارج.. معناه أن حرية السفر لا تعطى أحداً فرصة الهروب.. ثانياً كل المشروعات موجودة فى الداخل.. كل الاستثمارات هنا على أرض مصر.. الأسرة هنا.. ما قيمة أن يسافر أى رجل أعمال؟.. هل يريد السفر ليهرب مثلاً.. أبداً.. لكنْ هناك أعمال قد تخسر وتتم تصفيتها ويخرب بيته، ليسرح بعدها بعربة بليلة!

هل شرح رجال الأعمال أسباب الخوف؟.. هل قالوا لماذا يجلسون على دكة الاحتياط؟.. هل كشفوا للرئيس سر الانكماش؟.. هل كان من ضمنها حادثة القبض على زميلهم صلاح دياب؟.. هل كان مشهد الكلابشات سبباً فى حالة الذعر والخوف والانكماش؟.. ماذا قالوا للرئيس؟.. ربما أعرف ما قاله الرئيس.. ربما أعرف أنه استبق لقاءهم بلقاء جهاز الشرطة.. وهى لفتة لا تخلو من دلالات وإيحاءات!

من المصادفات أن الرئيس التقى فى يوم واحد برجال الأمن ورجال الأعمال.. اللقاء الأول حذّر فيه الشرطة من أى تجاوزات.. اللقاء الثانى كان «يطبطب» فيه على رجال الأعمال.. أتفهم سر غياب صلاح دياب.. أتفهم عدم دعوته للقاء الرئيس.. كان يحضر سابقاً.. أظن أن «دياب» نفسه كان يستشعر الحرج، ويعرف أن وجوده سوف يكون مُحرجاً.. لكن الرسالة وصلت.. ووصلت لـ«دياب» أيضاً، على كل حال!

سيدى الرئيس: الخوف قد يحدث نتيجة غلطة، والانكماش يحدث بسبب «فلتة».. كل الذين التقوا بك يصدقونك.. لكنهم يخشون من غلطات هنا، أو فلتات هناك.. افتح الأبواب ليعمل الكل.. الاستثمار جبان، لا ينمو فى مناخ يملؤه الخوف.. دولة القانون هى التى تجعل الكل يعمل بلا خوف، أو انكماش، أو مرارة!

التعليقات