كتاب 11

12:38 مساءً EET

ألوان من الكراهية

وكأننا والعالم كله معنا ضحايا نسينا.. أو دعنا نقول نتناسى أننا جميعاً شركاء فى قبح التحريض على الكراهية بكل أنواعها وأشكالها.. بكل ما يتحمل أصحابها من أسباب أو منطق أو غيمان بما يحرضون عليه.. أو ضده.. نسينا.

وكأننا هذا الملاك الباعث الناشر للمحبة والسلام الذى صدم بدعوة وتصريحات المرشح للرئاسة الأمريكية الملياردير رونالد ترمب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتم البث ومضمون الأسباب التى تؤدى إلى اغتيال الأمريكيين على أيدى المسلمون الأشرار!!.. فهل أفاقنا هذا التصريح وهدم حواسنا الساذجة أننا نحيا فى عالم فيه بشر يحرضون على الكراهية ويشعلون لغة الثأر الفورى والاندفاع الجنونى للنيل من هؤلاء الأعداء؟؟.. أم أننا كنا شركاء فى هذه الجريمة الإنسانية التى تبثها مشاعر الحقد والتخلف لكل ما هو يحمل معنى «من ليس معى فهو ضدى».. فهل هذه الجملة.. وهذا المعنى غريب علينا؟؟!.. لست بالتأكيد فى دفاع عن هذا المعتوه الأهطل رونالد ترمب ولكنى فقط فى حالة من الدهشة والاستغراب من كل هذا الهجوم عليه كمصدر عالمى ومُحرض مع سبق الإصرار والترصد لمعانى الكراهية..!! كنموذج غير مشرف للولايات المتحدة الأمريكية ومبادئها ومفاهيمها لحقوق الإنسان واللجوء السياسى والهجرة والديمقراطية والسلام وحرية الرأى والتعبير!!!

فيما هذا الرجل؟؟ العالم كله من شرقه لغربه.. من شماله لجنوبه عبارة عن ماكينة تضخ كراهية وتحرض عليها.. العالم كله يدعو لحوار الأديان وتبادل الثقافات ونبذ العنف والتمييز وتحدى وتفهم الاختلافات وفى نفس الوقت يمارس أحقر الأساليب الازدواجية المعايير التى تشجع على كراهية الآخر.. يفيق فقط عندما يحدث له مكروه.. يعلن الحداد والحرب فقط عندما يسقط له ضحايا.. يدير رأسه ويغمض عينيه عن أعلامه وصحفه- الطاحونة الدوارة- التى لا تكف عن التحريض.. ينسى أنه المسؤول الأول عن الاستهزاء والأسلحة للإسلام.. إلا فى حالة أنا أشتم بس أنت ماتشتمش-!!! يتجاهل أنه من زرع بؤر الإرهاب لخدمة أطماعه ومصالحه وعندما تفتح «بقك» «تقول» «ماهذا»؟؟.. يقولك حرية الرأى والتعبير!!.. فهيا دعونا إذن نفتح باب الحوار.. قولوا لنا ما هو الفرق بين الحريتين حرية الرأى.. وحرية الكراهية؟؟.. قولوا لنا متى تكون هذه إيجابية ومتى تكون خطرة ومدمرة؟؟ ومتى تستخدم كشماعة للتضيق على كافة أنواع البشر؟؟ وأين نحن – لأننا نحن أساتذة متخصصون لا نختلف كثيراً أو نبتعد عن هذا العالم المنافق المندمج.. نحن أساتذة الأساتذة أئمة وشيوخ اعتلوا المنابر وافترشوا الجوامع ودخلوا البيوت ورفعوا اليافطات والشعارات وغسلوا « الأدمغة» ودمروا مستقبل أجيال متلاحقة.. بل مستقبل أمة باكملها تعانى حتى الآن من هذه الكراهية التى زرعها هؤلاء الجهلاء الذين ارتخى لهم الحبل دون حساب أو رقيب.. أين نحن من هذه القوانين الدولية ضد كل من يمارس خطاب الكراهية والتحريض ويدعو إلى التمييز؟؟ أين نحن؟؟

هذه قضية ليست جديدة وهى صعبة وشائكة ولكننا كدولة تسعى لنشر معانى الحريات لا تتعامل مع هذه القضية الحيوية أو ترسم مسارا أكثر وضوحا لها.. فكيف يمكن للدولة أن تجد طريقا آمنا وسطيا لحماية حرية التعبير مع منع التحريض.. أنا لا أتذكر أننى شاهدت برنامجاً إعلامياً واحداً يدعو لمناقشة هذا الموضوع الهام.. وقليلاً ما نكشف فى صحفنا النقاب عن ضرورة هذا التوازن.

مرة أخرى الحوار والمناقشة فى هذا الموضوع هام وجاد.. هو خطوة للحد من التمييز والتحرش والعنف والتطرف الذى نعانى منه كلنا.. افتحوا الأبواب للمناقشات والحلول الجادة الأساسية لحل مشاكلنا بدلاً من التهريج الذى يحدث فى هذا المستنقع الذى يسمونه الإعلام.. رسالة لك سيدى الرئيس!!.

التعليقات