كتاب 11

10:43 صباحًا EET

لا تُحاكموه وحده!

لا تغضبوا من أحمد موسى وحده، ولا تطلبوا محاكمته وحده، ولا تطلبوا مقاطعته وحده.. حاكموا كل من ينشر الصور والجوابات والتسجيلات والسيديهات.. مصر ليست بهذه البشاعة.. حد يقولهم: عيب.. إذا كان أحمد موسى عنده صور، وعبدالرحيم على عنده تسجيلات، ومرتضى منصور عنده سيديهات، ووائل الإبراشى عنده جوابات، فالمعنى الذى يتبادر إلى ذهنك فوراً، أننا مجتمع مشوّه، وفاسد، ومتعفن!

لا تكن غضبتكم لأن أحمد موسى نشر صوراً للمخرج خالد يوسف.. اغضبوا للمبدأ أولاً.. خالد يوسف يستطيع أن يثأر لنفسه.. «فتاة المول» لم تعرف أن تثأر لنفسها.. حتى الآن ينشرون لها صوراً فى غرف النوم والشقق المفروشة.. لا لشىء إلا لأنها تجرأت، ورفعت دعوى ضد ريهام سعيد.. هل يعقل هذا؟.. هل نحن مجتمع «فاجر» إلى هذا الحد؟.. هل تحولت الفضائيات إلى «سلاح للتشهير والانتقام والثأر»؟!

منذ أيام قرأت أن عبدالرحيم على يمتلك تسجيلات على نواب البرلمان، وسينشرها فى الوقت المناسب.. ما معنى هذا؟.. هل المعنى أن يخرس الجميع؟.. هل المعنى أن يتحسس الكل راسه؟.. هل يصح هذا؟.. متى نمارس حياة سياسية سليمة ونظيفة؟.. إذا كانت التسجيلات تتعلق بخيانة الوطن، فليس الحل هو إذاعتها، وإنما تقديمها للنائب العام.. الخونة لا يستحقون التشهير فقط، وإنما يستحقون «الإعدام» فوراً!

ما فعله أحمد موسى لم يصدم خالد يوسف وحده.. الصدمة أصابت المجتمع كله، بحيث لا تصلح معها الاعتذارات.. ولا تصلح معها التبريرات.. ولا يصلح معها ظهور خالد يوسف فى نفس المحطة، ونفس البرنامج، لينفى الاتهامات.. حالة الغضب سببها أن المذيع استفزّ الجميع.. فقد تحولت القنوات إلى أداة «تعبث» بالأمن الداخلى للبلاد.. وفى تقديرى أن «موسى» لم يفعل ذلك، إلا لأنه يعرف أن أحداً «لن» يحاسبه!

لقد كان موقفى، ومازال، ضد إعلام غرف النوم.. فلا يُعقل أن يتعرض الإعلام للحياة الخاصة.. سواء كان صوراً أو تسجيلات أو سيديهات.. كل هذا ليس مكانه الإعلام.. وكل هذا لا يصح التعامل معه بلا إذن نيابة أو أمر قضائى.. حرمة الحياة الخاصة «مصونة».. كيف نهدرها بهذا الشكل؟.. كيف نلهث خلف نسب المشاهدة، ولو كان على جثة الأخلاق؟.. كيف تتحكم «الإعلانات» فى المحتوى الإعلامى؟!

الحكاية لا تخص أحمد موسى فقط.. ولكنها تخص الإعلام كله.. تخص الفضائيات والمواقع والسوشيال ميديا.. الاتحاد الأوروبى يبحث الآن عدم تعرض الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعى.. يفكرون فى فرض قانون.. أتحدث عن أوروبا.. فما قولكم؟.. ما معنى نشر الفضائح والسموم؟.. ما معنى نشر صور «العناتيل» على مواقع الصحف فى أوضاع جنسية؟.. هذا إعلام البورنو.. لا يصح أن نتغاضى عنه أبداً!

لا تحاكموا أحمد موسى وحده.. فلا يصح أن نشوّه مصر هكذا.. ولا يصح أن تتحكم فينا الصور والتسجيلات والسيديهات.. فمازلت أحلم بتطهير الفضائيات، ومازلت أحلم بظهور جيل يعرف المهنة أولاً.. تعلمنا زمان ألا ننشر خلافات، ولو كان على «ميراث».. الأصل أن يذهب هؤلاء إلى القضاء.. لا إلى الفضائيات!

التعليقات