آراء حرة

07:58 صباحًا EET

عمرو عبدالرحمن يكتب: الإرهاب الإعلامي

من قرأ خبر أمس المنشور في موقع أونيج الاخباري عن قيام البعض بقطع الطريق أمام قصر القبة الرئاسي وإحراق الإطارات الفارغة وتهديد السيارات بمنعها من المرور وإرهاب المواطنين ، يظن أن من كتب الخبر يتحدث عن ” متظاهرين شرفاء ” لهم مطالب حاولوا عرضها بالقانون وبعد حصولهم علي التصاريح اللازمة من الجهات الأمنية كما تفعل كل الشعوب المتحضرة وليس الهمج …….!

أرشيف مثل هذه الأخبار كثيرة جدا بعد نكسة يناير السوداء .. أخبار تساوي بين الرعاع وبين المواطنين ، أنباء تضع رأس صاحب الحق الذي يعرف أن الحق لا يؤخذ بخرق القانون .. برؤوس من يستبيحون القانون ويستحلون دماء الناس سواء كانوا مدنيين أو رجال أمن وعسكريين .. بدعوي الحرية والتظاهر ضد القانون والدولة .

إلي كاتب الخبر ورئيسه وحتي أكبر رأس في الموقع والذي يموله .. أولا: الداخلية أعلنت كذب الخبر .. 

ثانيا : إذا – سمحت لنفسك بوصف من يحرق ويدمر ويخرب ويرهب الناس ويسمح لنفسه عمدا أو بجهالة أن يكون عنصرا إرهابيا أو من قطاع طرق وأرزاق الناس ، بدعوي أنه متظاهر أو ناشط سياسي أو صاحب حق فأنت مشارك في جريمته ضد الشعب والوطن .

ملحوظة : فرنسا أم الحريات الغربية جعلت قانون الطوارئ نصا دستوريا ولم تعد الطوارئ “حالة” استثنائية كما هو الحال عندنا.

فأنت – عزيزي الإعلامي – إذا كتبت خبرا عن وقوع “اشتباكات” بين أي “متظاهرين” وبين الشرطة المصرية، وكأنها خناقة شوارع بين عصابتين بلطجية، فلا فرق بينك وبين إعلام كان يسوي بين جيش الصرب وبين أهالي البوسنة والهرسك ، والعالم كله يعرف ما ارتكبته قوات السفاح ميلوسيفيتش من مذابح بشعة ضد المدنيين رجالا ونساء واطفالا.

وحديثي الآن وفي هذه التوقيت (قبل يناير إياها) ، موجه عموما إلي الإعلام الذي يقدم أخبارا تهدد السلم والأمن الاجتماعي للبلد ، بدعوي نقل الخبر كما هو ، وأن الحكم لمشاهد قد لا يعلم أصلا سبب الحدث أو ما جري قبله أو ما يجري من وراء ستار لكي يظهر الحدث كما يراه ، فهو إعلام يهدد حتي أصحابه .. بأيدي من قد يجعلهم نجوما ثم نكتشف بعد ذلك أنهم إرهابيين وجواسيس وعملاء وأغنياء ثورة وغانيات حرب .!!!

الإعلام الذي لا يدرك أن مؤسسة الشرطة المصرية لم تتغير ، إعلام معادي للدولة والمصريين ، فلا توجد واقعة عن خطأ ارتكبه ضابط شرطة خلال العامين الماضيين إلا وتمت محاسبته قضائيا أو إداريا ..

والإعلام الذي لا يفهم أن قطاع الشرطة مثل أي قطاع آخر في الدولة به الصالح والطالح ، ثم ينسي أن هناك إعلاميين باعوا شرف الكلمة وأطباء تاجروا بالمهنة ومحامين فرطوا في قدسية القانون ، ثم لا يضع في مخه سوي أخطاء رجال الشرطة .. هو إعلام أعور ودجال .

اخيرا .. ليحذر كل من يدفع لوسيلة إعلامية ورقية أو الكترونية أو فضائية ، لكي تنقل الاحداث أي أحداث جزافا هكذا ، دون تدقيق وحرص علي الصالح العام وتوضيح للحقائق وخلفيات الأخبار بما يحمي حدود الوطن وأمن وأخلاق أهله وحقوق دولته ، فإن النار التي يشعلها هذا الإعلام لن تبقي علي أحد ولن تذر أي شخص حتي هؤلاء الذين ساعدوا في إشعالها ..

فعلي سبيل المثال ، الإرهابي (بتاع الشرعية والشريعة) الذي يتواري بين المتظاهرين من تيارات اليسار أو الليبراليين أو الأولتراس ، ويضحك علي ذقونهم بأنهم ” إيد واحدة ضد الظلم والقمع والانتهاكات المزعومة ” … هو نفسه – إذا تمكن من رقبة البلد مرة أخري لا قدر الله – سيكون أول من يقطع رقاب إعلام الحريات بلا سقف وناشري الأخبار عن المظاهرات المخالفة للقانون بدعوي حرية التعبير والحق في التظاهر .

ولك أن تتخيل – عزيزي الإعلامي – أن من قفز علي الساحة الإعلامية (بفلوسه) كما هبط علي الساحة السياسية (بدولاراته ويوروهاته) سيكون أول من يتم سحله في الشوارع إذا تمكنت الجماعة الارهابية من العودة للحكم .. باعتبارها لازالت أقوي عصابة سياسية علي الساحة بدعم قطري تركي وحماية أمريكية بريطانية.

وبالطبع مشهد الانتخابات النيابية ليس بعيدا عن الأذهان ، وقد انكشفت الحقيقة العارية وهي أن مصر خالية تماما من أي قوة سياسية لها أرضية في الشارع ………. إلا بالفلوس ..

والفلوس والنفوذ والأحزاب الضعيفة لا تبني حكما ولا تصنع حكومة ولا تحمي وطن ولا تصون أرضا ولا عرض .

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها وشرطتها.

التعليقات