كتاب 11

09:37 صباحًا EET

مصر مش تونس!

هذه المرة أقولها بالفُم المليان، مصر مش تونس.. الإجابة ليست تونس كل مرة.. الإجابة هى مصر.. إذا كنت تتكلم عن أمن واستقرار فأنت تقصد مصر.. اسألوا مدير «C.I.A» نفسه، هيقولكم: مصر مش تونس.. كان هنا ورأى وسمع.. ما يحدث فى تونس الآن لا علاقة له بشىء فى مصر.. الاحتجاجات وحظر التجوال والتخريب والنهب شىء بغيض وبعيد عنا.. الثورة ليست مهنة ولا شُغلانة.. الهدف بناء الوطن!

كنت فى مثل هذا الوقت من عام 2011 أرى أن مصر زى تونس.. لا تختلف من حيث الفساد والقمع.. فضلاً عن كونها تتجه لتكون جمهورية ملكية للوريث.. كنت أرى أن الثورة واجبة، وقد كان ما كان.. الآن وبعد خمس سنوات أقول: مصر تختلف فعلاً عن تونس.. حقيقى تختلف فى كل شىء.. ربما ظهرت الاحتجاجات من جديد، وربما اليوم يشبه البارحة، وربما هناك حظر تجوال، لكنه لا يؤدى إلى ثورة!

فهل يريد التوانسة ثورة أخرى؟.. ثورة ليه؟.. ثورة على إيه؟.. ثورة على مين؟.. يستعجل البعض للأسف فى جنى الثمار.. الإجابة منين؟.. على الأقل يكفى ألا يحدث انهيار أكبر.. سيناريو بوعزيزى لا مجال له.. أيضاً سيناريوهات الثورة فى مصر غير واردة.. ثورة ليه؟.. ثورة إيه؟.. ما المطلوب؟.. غير صحيح أن المصريين يخشون 25 يناير.. الناس قرفت.. الثورة لم تعد مهنة و«النوشتاء انقرضوا»!

الفرق كبير بين مصر فى 25 يناير 2016، ومصر قبل 25 يناير 2011.. كالفرق بين السماء والأرض.. خمس سنوات غيّرت شكل مصر، وغيرت طبيعتها السياسية، وغيرت أيضاً قناعات مَن يحكمونها.. المصريون يعرفون هذا، والعالم أيضاً.. كنت أتمنى أن يعود جون برينان، مدير «C.I.A»، إلى البيت الأبيض ويلتقى أوباما.. أريده أن يحكى له ما رأى.. أريده أن يقول له إن مشروع الإخوان انتهى للأبد!

يخطئ مَن يتصور تكرار ما حدث فى 25 يناير.. ويخطئ مَن يتصور تكرار سيناريو اقتحام الأقسام والسجون.. كلام فارغ.. لا الدولة نايمة، ولا الشعب نايم.. ولا الأجهزة ستقع فى الحفرة مرتين.. أصبحت مسألة كرامة.. وبعيداً عن هذا، هل هناك مبررات للثورة؟.. هل هناك دوافع تتصل بالفساد أو تزوير الانتخابات، أو أشياء أخرى؟.. الإجابة جائز.. لكنه ليس فساد نظام، وإنما فساد أفراد، لا يحميهم النظام بالمرة!

لا تستطيع الادعاء أن النظام الآن فاسد.. ولا تستطيع الادعاء أنه يحمى فاسدين.. ولا تستطيع أن تقول إنه يريد حكم مصر للأبد، وتحويلها إلى عزبة.. هذا غير وارد.. وما يحدث من الإخوان هدفه استعادة ما فاتهم بأى ثمن.. وهنا أقول: نجوم السما أقرب.. فلا تفرحوا بما جرى فى تونس.. ولا تفرحوا بما فيها من احتجاجات.. ليست بشائر ثورة.. غير صحيح أنها ثورة.. وغير صحيح أن الإجابة تونس كما يُقال!

افتكروا حاجة واحدة، أن الإخوان لم يخرجوا فى ساعات الثورة الأولى.. وافتكروا فقط أن الإخوان يفضلون الصفوف المتأخرة، ليكونوا أقرب إلى باب الهروب.. فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.. مصر فى حاجة إلى بناء، وليس إلى ثورات.. تونس ربنا معاها، حتى تتخلص من الإخوان.. ظروف تونس تختلف عنا.. مصر مش تونس!

التعليقات