أفضل المقالات في الصحف العربية

09:37 صباحًا EET

وهل «الاعتداء على الإسلام».. «حادث بسيط»؟

يبدو أن النظام الإيراني يعتقد أن التذاكي هو جزء من العمل الدبلوماسي، وكما يعتقد بشار الأسد أن الكذب جزء من الدبلوماسية! وأبسط مثال على تذاكي النظام الإيراني هو تبرير طهران حادثة الاعتداء الهمجي الأخير على كل من السفارة السعودية والقنصلية.

والقصة لمن لم يتابعها، أو يلتقطها، كالتالي: في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الأخير، الذي عقد في جدة، قال عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، إن الاعتداء الذي تم على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في إيران هو «مجرد حادث بسيط، ولا يستدعي الإثارة»، مضيفًا أن بلاده تعد دولة مسالمة. وبالطبع فإن كلام مساعد وزير الخارجية هذا يأتي مشابهًا لتصريح آخر أدلى به وزير الخارجية الإيراني لوسيلة إعلام أميركية، لكن للمرشد الإيراني رأيًا آخر، إذ يقول المرشد علي خامنئي منددًا، وبكلمة وجهها إلى مسؤولي الانتخابات البرلمانية الإيرانية، إن الهجوم الذي تعرضت له البعثتان الدبلوماسيتان السعوديتان في إيران يعد «حادثة سيئة جدًا، وخاطئة»، مضيفًا: «كان هذا الهجوم، مثل الهجوم على السفارة البريطانية من قبل، عملاً ضد البلاد والإسلام، ولم أرض عنه»! والسؤال هنا، بل الأسئلة، مّن نصدق.. المرشد أم مساعد وزير الخارجية؟ هل نصدق المرشد الذي يقول إن الاعتداء على البعثتين السعوديتين هو «عمل ضد البلاد، والإسلام»؟ أم نصدق عراقجي الذي يقول إن الاعتداء «حادث بسيط، ولا يستدعي الإثارة»؟ وهل الاعتداء على الإسلام، وكما وصفه خامنئي «حادث بسيط، ولا يستدعي الإثارة»، أم أن خامنئي كان يبالغ؟ فعلاً شر البلية ما يضحك، وهذا هو حال التذاكي الإيراني، ومنذ ثورة الخميني المشؤومة.. وهذا هو النظام الإيراني الذي صدقه، ويصدقه الرئيس الأميركي، ويريد من المنطقة أن تصدقه هكذا، وبكل سذاجة!

الحقيقة أن التذاكي الإيراني، بل قل الأكاذيب، لا تقف عند هذا الحد، ويسهل رصدها لمن ينوي الجدية، فعندما يقول، مثلاً، مساعد وزير الخارجية الإيراني إن بلاده دولة مسالمة نجد أن وكالة أنباء «رويترز» تبث خبرًا، ونقلاً عن مصادر بواشنطن، بأن وكالات المخابرات الأميركية، ومن خلال تحقيقها في اختطاف ثلاثة أميركيين بالعراق، تركز في تحقيقاتها على ثلاث جماعات شيعية لها روابط وثيقة بإيران وهي «عصائب أهل الحق»، و«كتائب حزب الله»، و«منظمة بدر»! والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن الإيرانيين المعفى عنهم من السجون الأميركية، ووفق اتفاقية إطلاق سراح السجناء الإيرانيين والأميركيين الأخيرة، يرفضون العودة إلى إيران!

وعليه، فيبدو أنه من السهل كشف أكاذيب إيران، وتذاكيها، لكن من الصعب إقناع الإدارة الأميركية، وبعض الإعلام الغربي بذلك، خصوصًا من صوروا قطع العلاقات السعودية مع إيران بالخطوة المتهورة، بينما نجد الآن أن المرشد الإيراني، ومساعد وزير خارجية طهران، يتخبطان في تبرير التصرف الهمجي بالاعتداء على البعثة الدبلوماسية السعودية!

التعليقات