مصر الكبرى

08:16 صباحًا EET

الخلطة السحرية للسيطرة علي حكم مصر

أثار نجاح الإخوان المسلمين فى أكتساب المزيد من الشعبية والشرعية السياسية بعد ثورة 25يناير المجيدة وإسقاط النظام المصري السابق الكثير من الهواجس والمخاوف لدى صناع القرار السياسي فى تل أبيب حيال مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل، لاسيما اتفاقية السلام بين البلدين بعد تولي الاخوان المسلمين السلطة فى مصر ووصولهم لها بشكل ديموقراطي، خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. هذه الهواجس عبّرت عنها العديد من التقارير والدراسات الأكاديمية البحثية التى تناولت مستقبل حركة الإخوان المسلمين فى مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك ، من أبرزها دراسة أعدتها الخبيرة الإسرائيلية راحيل أرنفلد التي نُشرت بدورية "مرآه " المتخصصة فى الشئون الاستراتيجية، ركزت فيها على النواحي المؤسسية والاقتصادية والتعليمية للإخوان المسلمين. استهلت الخبيرة الاسرائيلية الدراسة بالإشارة إلى أن الثورة الشعبية فى مصر وضعت نهاية للنظام الديكتاتوري بقيادة حسني مبارك، وجعلت حركة الإخوان المسلمين فى مقدمة ساحة الأحداث فى مصر، مضيفة أن تأثير الحركة الدينية التى تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، تزايد بشكل كبير من خلال الدعوة الدينية التي تقودها، وسعيها لتكون أقوى الحركات الإسلامية تأثيرا فى العالم، وأن معدل انتشارها كان سريعاً للغاية.

   من وجهة نظر الإخوان المسلمين، الفرصة هي الأساس، صحيح أنهم لم يظهروا فى بداية الثورة الحالية فى مصر، لكنه لم تمر فترة طويلة إلى أن استغلوا الوضع. حيث كانت حملتهم الطويلة والممتدة لسنوات من أجل " الإسلام السياسي" كانت ناجحة إلى حد بعيد، لحد بلغ بأن يعلن جيمس كلفر، مدير المخابرات القومية الأمريكية فى 12 فبراير فى جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي أن الإخوان  المسلمين، هم إلى حد بعيد منظمة علمانية. لكن الخبيرة الإسرائيلية أكدت على الطابع الديني لحركة الإخوان المسلمين وسعيها لتطبيق الشريعة الاسلامية، مشيرة إلى حوار عصام العريان أحد قيادات الإخوان مع صحيفة فى نيويورك تايمز الذي شدد فيه على أن الإخوان يتطلعون فـــى
المستقبل إلى دولة ديموقراطية مدنية، تقوم على المعايير الدولية للحرية والعدالة، التي هي قيم إسلامية محورية. وقال : "إننا نتبنى الديموقراطية ليس كنظرية أجنبية يجب تطويعها مع الشريعة، بل كحزمة للمبادئ والأهدف الكامنة فى الاسلام، بل وتدعمه".
   ونوهت الخبيرة الإسرئيلية فى دراستها التى حملت عنوان " طريق النصر للإخوان المسلمين" إلى وثائق وكيليكس التى كشفت عن تعاظم قوة الإخوان، ففى برقية يرجع تاريخها إلى 3 مارس 2008، تنبأ الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على بسيطرة الاخوان المسلمين على مصر، والذي وصف الوضع فيها بأنه "متفجر" . المفارقة هي أن بن على لم يقدر جيدا قوة الاخوان المسلمين فى بلاده، والذين دعوا إلى مظاهرات عنيفة أطاحت به من منصبه.

التعليقات