مصر الكبرى

08:53 صباحًا EET

الخلطة السحرية للسيطرة علي حكم مصر

لكي ندرك التأثير المتزايد للإخوان المسلمين فى الغرب يتعين أولاً فهم أساليبهم فى التخطيط على المدى البعيد، والذي يهدف إلى توسع المنظمة ، واشارت الخبيرة الاسرائيلية إلى أن مؤسس الحركة حسن البنا أدرك بأن القوة الاقتصادية أمر ضروري من أجل نجاح الحركة ، واستخدامه كسلاح لإضعاف الكفار، إلى جانب إسهامه فى تأسيس نظام إسلامي على الأرض. لذا قام بإنشاء مؤسسات مالية إسلامية خاصة، ستسهم ليس فقط فى توحيد المسلمين، تحت مظلة أحكام الشريعة ، بل أيضاًَ سيمثل أداة لخلق منظومة مالية واقتصادية تقابل المنظومات الموجودة فى الغرب، والتى يأمل الإخوان أن تتفوق مؤسساتهم قوة عليها.

    وأشارت الخبيرة الاسرائيلية أن أول التجارب البنكية الناجحة للإخوان المسلمين انطلقت فى عام 1963، مع تأسيس بنك إدخار "ميت غمر" فى مصر، والذي قامت الحكومة المصرية بتدعيمه ، لكنها تراجعت عن ذلك بإغلاقه فى عام 1968 بعد مظاهرات الإخوان التى اجتاحت البلاد .
    ومنذ خمسينيات القرن الماضي باركت المملكة العربية السعودية موجة المعارضين المثقفين المصريين، والذين نجحوا فى إقناع الملك سعــود بن عبد العزيز بتمويل إنشاء الجامعة الاسلامية فى المدينة المنورة بهدف المساعدة فى الدعوة للفكر الاسلامي، وبخاصة بين الطلاب الأجانب.
    كما نجح الاخوان المسلمين فى إقناع الملك السعودي بإقامة مشروع مالي مشترك تحول بعد ذلك إلى حجر زاوية لنشر الاسلام الوهابي فى جميع أنحاء العالم، والذي تمخض عنه إنشاء عدة صناديق خيرية عالمية يديرها الإخوان وأنصارهم. أولى هذه المشروعات الجامعة الاسلامية العالمية التى تضم أصوليين إسلاميين من 22 دولة ، تبعها شبكة منظمات خيرية تمتلك المئات من المكاتب فى جميع أنحاء العالم، وفى عام 1978 قدم الملك السعودي دعماً لمشروع آخر للإخوان المسلمين، وهو منظمة المساعدات الاسلامية الدولية ( IIRO ) المتورطة فى تمويل تنظيم القاعدة،وهجمات 11 سبتمبر، وحماس وهيئات أخرى.
    وفى عام 1969 عقد السعوديون اجتماعاً للدول العربية والاسلامية من أجل توحيد النضال من أجل الإسلام، ومنذ ذلك الحين أصبح السعوديون الداعمون الأساسيون لمنظمة المؤتمر الاسلامي وتشمل مبادئ المؤتمر الاسلامي، كل مبادئ الاخوان المسلمين وعلى رأسها دعم الفلسطين لاستعادة حقوقهم وتحرير أراضيهم المحتلة.
    وقالت الخبيرة الاسرائيلية أنه منذ 1975 وحتى 2005 وافق " البنك الاسلامي للتنمية" للدول الاسلامية على تمويل بلغ 46 مليار دولار، لتنمية اقتصاديات وتعليم تلك الدول والبنية التحتية بها. وقد آتت الجهود التعليمية للإخوان المسلمين ثمار كبيرة، من خلال نشر سريع وواضح للإسلام الاصولي فى جميع أنحاء العالم. بالاضافة إلى ذلك فى عام 2001 فقط قام " البنك الاسلامي للتنمية" بتحويل 538مليون دولار التى تم جمعها عبر تبرعات تليفونية من السعوديين ومواطني دول الخليج لدعم الانتفاضة الفلسطينية وأسر الاستشهاديين الفلسطينيين، كما قام هذا البنك بتحويل أموال لحماس مصدرها الامم المتحدة.
    وأفادت الخبيرة أن المؤسسات المالية الخيرية تستخدم لدفع الخطط التى تم وضعها بواسطة الاخوان المسلمين، واستشهدت بمقولة للشيخ القرضاوي أكد فيها أن هذه الاموال ليست "تبرعات" ولكنها جهاد بواسطة المال، لأن الله امرنا بمحاربة الأعداء بحياتنا وأموالنا.
    واختتمت الدراسة بالاشارة إلى أن التقديرات فى عام 2010 تشير إلى أن السوق المالي الاسلامي فى العالم يبلغ تريليون دولار، مع معدل نمو سنوي يتراوح ما بين 10-15 % . وأن مؤسسات مالية ومصارف بنكية ألحقت بخدماتها معاملات طبقاً لأحكام الشريعة الاسلامية، بما في ذلك داون جونز، يو بي إس وبنك أمريكا وغيرها من المؤسسات المالية العالمية، وهذا يمثل قمة جبل الجليد. معايير تمويل الشريعة تلزم تحويل نسبة من كل صفقة مالية للهيئات الخيرية الاسلامية طبقاً لما قرره رجال الدين الاسلامي الذين يشرفون على البنوك، غير أن هويتة تلك الهيئات الخيرية غير معروفة للمستثمرين، بناء على ذلك لا يمكن الافتراض كم من الأموال يتم ضخه عبر البنوك لأنشطة الاخوان المسلمين والارهاب والاسلامي.

التعليقات