مصر الكبرى

01:01 مساءً EET

«ماتدفعش» لحكومة ما تستاهلش

 
المنظومة الضريبية في كل بلاد العالم تقول ببساطة ان التزام المواطنين بدفع الضرائب يقابله التزام الدولة بتوفير الخدمات الأساسية مجانا مثل التعليم والعلاج أوبأسعار مخفضة مثل الطعام.

ولما كانت الحكومة المصرية قد توقفت منذ زمن عن تقديم الخدمات "ببلاش" فأنني أحث المصريين على عدم دفع الضرائب التي تطول كل شيء من اول المرتب وحتى وجبة ماكدونالدز الكومبو، ويا حبذا لو استطاعوا ايضا التهرب من الجمارك ورسوم الايلولة وغيرها من الجبايات التي تفرضها الحكومة على المصريين منذ عشرات السنين دون ان تكسر عيننا بتقديم خدمات مقبولة، او تتحمل اعبائها الاجتماعية بشجاعة لتحمينا من جحافل المتسولين وفتوات المواقف وباعة البضائع الاجبارية.
جرب ان تسير في شوارع القاهرة وقل لي لو مررت بشارع واحد دون ان يطاردك متسول او بائع مناديل ورقية حتى تستسلم وتدفع له ما يريده، أو جرب ان تركن سيارتك في اي شارع دون ان يظهر لك مسجل خطر ليخبرك انه سايس المكان ويحدد لك تسعيرة "الباركنج" دون ان يكون لديك حتى ترف المفاوضة.
وفي التليفزيون تتزاحم اعلانات الجمعيات الخيرية التي تحث الناس على التبرع لكل شيء بداية من بناء المستشفيات وصولا الى علاج الفقراء وكفالة الايتام واعالة المحتاجين تدفعك دفعا للتساؤل.. وما الذي تفعله الحكومة بمئات الملايين التي تجمعها من الضرائب والجمارك اذا كان الواقع يقول اننا نقوم بمهامها الاساسية؟!
قد يقول احدكم انها تنفق منها على البنية التحتية والمشاريع الخدمية وغيرها مما تفعله الحكومات في الدول الاخرى، لكنني سادعو من يظن الخير بالحكومة المصرية الى ان يلقي نظرة فاحصة على البنية التحتية (ولا مؤاخذة) في مصر ليجد انها الوحيدة التي تفوق معاناتها من الاهمال معاناة البشر من المصريين، وساتبرع بجائزة خاصة من ميزانية الصديق الاستاذ جمال فندي رئيس تحرير الموقع لاي قارئ يتذكر متى كانت اخر مرة شاهد فيه شارعا يرصف في القاهرة، او حفرة يتم ردمها، او شجرة تزرع.
كما ان مقومات الحياة التي يفترض ان يحصل عليها المواطنون بالمجان لم تعد كذلك لأن حال التعليم الحكومي اذا وجد فهو في الحضيض، والمستشفيات العامة باتت اقرب الى مقابر مقنّعة، أما الغذاء فأصبح الحصول عليه مهانة يتحملها كل من لا يملك قرشا يهينه بدلا منه.
اذن لا يبقى من أوجه تنفق فيها حكومتنا غير الرشيدة حصيلة الضرائب سوى دفع مرتبات موظفيها الذين يعاني اغلبهم من بطالة مقنعة، اضافة الى دفع مصروفات "الفخفخة" الرئاسية والوزارية من مواكب وسفريات وعزومات.. فهل يستحق هؤلاء ان نضيق على انفسنا لنستمر في الانفاق عليهم؟!! جاوب انت.
 

التعليقات