كتاب 11

09:12 صباحًا EET

آلم يجدك يتيماً فأوى

    قد يغفل الكثير من الناس والذين شغلتهم أموالهم وبنوهم في الوقت الذي أمر به القران الكريم بإكرامهم وتخفيف معاناتهم وتعريف الناس بمصيبتهم وبالظروف العابسة التي أحاطت بهم وأطفأت الابتسامة من على هذه الوجوه الصغيرة .

في هذه الكلمة عن اليتيم لا نقصد فقط من فقد أباه ، ولا نقتصر على المعنى الشائع لدى عامة الناس وحسب ، ولكن نتعداه إلى كل لقيط وكل من فقد العلم بنسبه ، وهذا المصيبة عليه أشد، وهذا ما يؤكده العرف الاجتماعي واللغوي ويدعمه الفقه ، وذلك لأنه من باب الأولى إلحاق مجهول النسب واللقيط بلفظ اليتيم ، وذلك لأن الحرمان عندهما ظاهر لا يخفى .
لقد قدم الإسلام الأيتام للمجتمع في أفضل صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية ، فهو لم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع ، كما هو شائع في مجتمعات أخرى ، بل كانوا موضوعا لآية قرآنية كريمة رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية و الدنيوية ، يقول تعالى {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ … } البقرة220 . وهذه الآية تخص اليتامى ،أخوة دينية ، منولئن كانت هذه التسمية هي الحقيقة ، إلا أن فيها كذلك أدبا قرآنيا جما في الخطاب وتطبيبا لقلوب هؤلاء المخاطبين المنكسرة ،فواجبنا هنا بدأ علاقاتنا بهم وسط مجتمع كريم لا يدع اليتيم ولا يقهره ولا يأكل ماله ، فاليتيم يعني لغة الانفراد والهم والغفلة والضعف والحاجة إلى الدعوة لمخالطتهم ، والمبادرة بذلك هي من أفضل أساليب التطبيع الاجتماعي والدمج من داخل المؤسسة الاجتماعية ، بداية من المصافحة باليد كأبسط صور المخالطة وانتهاء بالتزويج كأقصى مظهر لها ، مرورا بمنافع أخرى كالمؤاكلة والمشاربة والمساكنة وحسن المعاشرة ، فجميع هذه الصور داخلة في إطار المخالطة .
فانه لا يصح شرعا ولا قانونا ولا طبعا أن يحرم الأيتام مرتين مرة من حنان الأمومة وعطف الأبوة وأخرى من رحمة المجتمع ورعايته ، فعلينا أن نصل إلى اقل درجة ممكن تخطيها بمسح شعر اليتيم أو بمسح دمعة على خده ، واحتضانه والسؤال عن أحواله ، وإكرامه ومن واجبنا أيضا النهي عن قهره ، ودعمه نفسيا وماديا ودمجه في أسرنا ، فمن منا يقدر ان يحتضن يتيما فله الخير الكثير من الله ، وما أحلى من صحبه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الجنة ، فالأيتام ليسوا عالة على المجتمع ، وإنما هم بمثابة حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها بمسحة واحدة من يده .
وكانت كلمة الله جامعة مفهومة حينما،  ذكرها فى القران بقوله تعالى {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }الضحى6 . فهذا أفضل ما عولجت به ظاهرة اليتم في شتى المجتمعات : توفير المأوى والملاذ الآمن لكل يتيم ، وكأن الآية تخاطب الأمة بقولها : أيتها الأمة أمني لكل يتيم مأوى
ومن هنا وجدنا انه بالتكافل الاجتماعي يجب الاستمرار في البحث عنهم ومتابعتهم لمعرفة أحوالهم ومعاونتهم ومساندتهم من أجل توفير الحياة الكريمة لهم من خلال المساهمة في كفالتهم مادياً ومعنوياً قدر المستطاع ، وعلي مؤسسات المجتمع المدني المعنية ورجال الأعمال باالاهتمام برعاية الأطفال ، وغيرهم ممن ذاقوا مرارة اليتم في وجود أبوين تخليا عنه بنوتهم لهؤلاء الأطفال الذين يجوبون الشوارع ويتسولون الطعام والمأوي وذلك لإنقاذهم ومنع تحولهم إلي مجرمين وتوفير الأمن والأمان لهم بأماكن تأويهم ومدارس تعيد تأهيلهم حتي يصبحوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم.
لذا ستكون أولى زيارتنا لقرية sos  لنحتفل جميعا بيوم الطفل إيماناً منا بضرورة التفاعل داخل مجتمعنا  وندعو الجميع فى المشاركة مع مصر 11 فى هذا اليوم الجميل وكم نتمنى ان يدوم علينا فعل الخير لإننا فى اشد الحاجة الية ..
 

التعليقات