أفضل المقالات في الصحف العربية

03:04 مساءً EET

عن أكاذيب وافتراءات الإخوان المسلمين

«لا يكون الخصم شاهدا ولا حكما»  هذه عبارة قالها يوسف القرضاوي في كتابه «الإخوان المسلمون، سبعون عاما». وإذا كان القرضاوي مشهورا بالمراوغة والتضليل، فإن هذه العبارة من كلامه صحيحة. فالخصم لا يكون حكما، ولا يكون شاهدا، وهذا معلوم بديهيا.

وإذا كان أحد الخصوم لا يكون شاهدا ولا حكما، فإن الإخوان المسلمين أولى الناس بأن لا يكونوا شهودا، وذلك لأنهم أكذب الناس، وأكثر الناس نفاقا وخداعا، وتلاعبا بعواطف البشر، وهم من أشطر الناس في اختلاق الأساطير والقصص والأعمال الدرامية. الإخوان المسلمون، خلال مسيرتهم التاريخية، لم يكونوا في يوم من الأيام صادقين، ولم يخوضوا صراعا فحسموه لصالحهم بالصدق والعلم، وإنما استعملوا فيه الإرهاب الفكري، وآلة الكذب، والتشويه، والدعاية المضللة. فهم من أشطر الناس في التشويه، وإظهار المجرم الفاجر في مظهر البريء الطاهر، وفي المقابل إسقاط الرموز الوطنية، وإظهارها في مظهر الوحش، البشع، الخائن. وقد صرح أحد قادة الإخوان المسلمين، أحمد نوفل، أن تنظيم الإخوان المسلمين إذا أراد أن يسقط شخصا، فلن يستطيع أحد أن يرفعه، كما صرح أحمد رائف، ومحمود عبد الحليم أن للإخوان جهازا خاصا يعمل على التشويه ونشر الإشاعات والأكاذيب.
حاول الإخوان المسلمون عام 1954م – بتدبير من المخابرات البريطانية، وبعلم من المخابرات الأميركية – قلب نظام الحكم في مصر، وذلك بمحاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر، رحمه الله، وهي الحادثة التي تسمى بحادثة «المنشية» وتم على إثرها القبض على خلايا الإخوان المسلمين، ومحاكمة وإعدام عدد منهم. وبالطبع أنكر الإخوان المسلمون ضلوعهم في حادثة المنشية، واتهموا جهاز الأمن المصري بأنه هو من دبر هذه التمثيلية للتخلص من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فالإخوان المسلمون -على حد زعمهم- أناس شرفاء أطهار، بعيدون عن الإرهاب! ولا علاقة لهم بهذه العملية، وإنما هي من تدبير الأمن المصري، المحارب لله -بزعمهم- الذي يريد أن يطفئ نور الله!
ما من شك أن الكذب لا يدوم ولا يستمر طويلا، ولا بد أن تكشفه الأيام. فقد فاجأ الأستاذ هيكل الإخوان المسلمين ورد على مزاعمهم، حيث نشر في كتابه «ملفات السويس» اعترافات المتهمين أمام المحكمة إلى جانب وثيقتين بخط يد المرشد العام حسن الهضيبي والشخص الذي قام بمحاولة اغتيال عبد الناصر، ووثيقة ثالثة أخرى بخط يد عبد القادر عودة عضو مكتب الإرشاد المتورط بحادث الاغتيال، وتضمنت هذه الوثائق الخطية بالإضافة إلى الاعترافات معلومات تفصيلية حول تورط الإخوان وفي مقدمتهم عضو مكتب الإرشاد عبد القادر عودة في هذه المؤامرة، كما وثق هذه المؤامرة أيضا أشهر المحللين السياسيين الأميركيين، روبرت دريفسون. فمن هو الطاهر ومن هو البريء!؟
كما حاول الإخوان المسلمون بالتعاون مع أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية العالمية أيضا تغيير نظام الحكم في مصر، وتصفية عبد الناصر في المؤامرة الثانية عام 1965، وتم القبض على أفراد الخلية الإخوانية، وقال رموز الإخوان حينئذ: إنها أيضا تمثيلية أخرى مدبرة من قبل جهاز الأمن، وأن الاعترافات التي نشرت كانت تحت التعذيب! لكن الكذب لا يستمر إلى الأبد، فقد اعترف الإخوان المسلمون أنفسهم بالعملية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات بكل ما نفوه من قبل، فاعترف علي عشماوي، واعترفت زينب الغزالي، واعترف أحمد رائف، جميعهم اعترفوا بهذه الجرائم التي نفوها من قبل، وهذا اعتراف ضمني أنهم كانوا كاذبين، وأنهم كانوا مزورين، وأنهم كانوا محتالين أيضا.
كما صوروا الرئيس جمال عبد الناصر بالوحش والسفاح، والمتعطش للدماء، وذلك بما ذكروه من الصور البشعة في تعذيب أفراد الإخوان المسلمين، ثم ظهر كذبهم وافتراؤهم، وأن السجون لم تكن سجون تعذيب كما يشيعونه، فقد ذكر مهدي عاكف أنه كان رئيسا لفريق كرة القدم في السجن، وكان ممثلا مسرحيا في السجن، وكان الإخوان يقيمون معارض لوحات فنية زيتية في السجن، فقد وضعهم عبد الناصر في السجن الحربي، ويسر لهم معسكرا دعويا، يتدارسون فيه أمور الدين والحياة، ويتقابلون ويتناظرون ويتناصحون، ويؤلفون، وفي السجن الحربي ألف عبد القادر عودة كتابه «التشريع الجنائي» وألف سيد قطب كتابه «في ظلال القرآن» انظر: محمود عبد الحليم، في قافلة السجون ص 787. ولم يوجد عبر التاريخ جماعة امتهنت مهنة التشويه، والكذب، والخداع، والتدليس، والتلاعب بعقول العامة، أكثر من فرقة الإخوان المسلمين، فقد زوروا وثيقة، أظهروها بمظهر الوثائق الرسمية، السرية، ضد الحكومة المصرية، يظهر فيها الخطط والاستراتيجيات التي تنوي الحكومة المصرية استعمالها ضد الإخوان المسلمين وأسرهم، ومما جاء فيها: أن نظام جمال عبد الناصر يحاول أن يقضي على الإخوان بتشريد أسرهم، ودفعهم لممارسة الرذيلة. وكتب في الوثيقة بالنص أن النساء «نساء الإخوان» سواء كن زوجات، أو أخوات، أو بنات، سوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدي لانزلاقهن في الخطيئة. وهذه الوثيقة مشهورة معروفة عند الإخوان المسلمين، نشرها الشيخ محمد الغزالي في كتابه «قذائف الحق»، كما نشرها أيضا المستشار الإخواني علي جريشة في مذكراته أيضا، فما مدى مصداقية هذه الوثيقة المصرية المزعوم نسبتها إلى حكومة جمال عبد الناصر؟!
في حديث لسوسن الدويك مع المهندس أبو العلا ماضي، الإخواني السابق، يقول: هي بالفعل الوثيقة المؤامرة وهذه الوثيقة لها قصة، فقد كان معنا رجل فاضل هو المهندس مراد جميل الزيات وكان أمين عام نقابة المهندسين وقتها، وكان من جماعة الإخوان! يقول المهندس مراد جميل الزيات: بعد خروجي من السجن قابلت يوسف ندا القيادي الإخواني خارج مصر، وحكى له كيف تتعرض جماعة الإخوان للظلم والاضطهاد على يد جمال عبد الناصر، وأظهر له الوثيقة، فوجد يوسف ندا وقد أخذ يضحك حتى استلقى على ظهره من الضحك، فاستغرب مراد، وسأله: ولم الضحك؟ فقال له يوسف ندا: أنا يا مراد، اللي فبركت هذه الوثيقة! فدهش مراد الزيات وسأله: كيف قمت بفبركة هذه الوثيقة الخطيرة؟ ولماذا؟ فقال له يوسف ندا: لأن الحرب خدع!! وهؤلاء (نظام عبد الناصر) أعداء، وأريد محاربتهم، وكل الأسلحة مباحة، وبالتالي يجوز الكذب عليهم.
إن الإخوان المسلمين كذابون من الدرجة الأولى، وأنهم شطار في خلق القصص، والأساطير، والمشاهد الدرامية المبكية، التي تهيج العواطف، وتستجدي قلوب البسطاء، والسذج من الناس، ولذا لا يجوز لأي إنسان عاقل أن يصدق أيا من الدعاوى التي تدعيها جماعة الإخوان المسلمين.
وآخر صيحات الكذب والدعاية الإخوانية، ما يمارسه الإخوان المسلمون ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، فمنذ قيام النائب العام باستصدار أوامر التحقيق مع المتهمين بمحاولة تغيير نظام الحكم في الدولة، وجماعة الإخوان المسلمين في كذب دائم ومحاولة مستمرة لتضليل عقل المواطن الإماراتي والرأي العام، وذلك بإظهار هؤلاء المتهمين بمظهر الإنسان البريء من كل الأدناس والأرجاس، وفي المقابل إظهار رجل الأمن الشريف في صورة الوحش، المجرم، السفاح!
ولما لم يجدوا أي تجاوب أو تعاطف معهم من قبل المجتمع الإماراتي الواثق بحكومته، والواقف جنبا إلى جنب إلى رجال الأمن الشرفاء، لجؤوا إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وإلى المنظمات والهيئات المشبوهة والتي تعمل تحت غطاء حقوق الإنسان.
يريد الإخوان المسلمون من كل هذه الأحداث والأكاذيب تكرار ما حدث مع جمال عبد الناصر! غير أنهم للأسف لا يدركون أنهم اختاروا المكان والزمان غير المناسبين، كما أنهم يعيشون ذكريات الماضي، ظنا منهم أنها قد تستمر صلاحيتها في الوقت الحاضر، والواقع مختلف تماما، فالمواطن الإماراتي صارت لديه حصانة فكرية بحيث لا تنطلي عليه هذه التمثيليات الهندية، بل العالم العربي بشكل عام صار بفضل وسائل الإعلام والانفتاح على المعلومة أكثر إدراكا لألاعيب وأكاذيب الإخوان المسلمين وحيلهم.
والحمد لله، والفضل له أولا وآخرا، فمع كل الأكاذيب التي يروجها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ضد دولة الإمارات، ومع كل الوسائل الخبيثة التي يستعملها الإخوان المسلمون إلا أن دولة الإمارات بفضل الله تعالى، ومنه، وكرمه، في تقدم مستمر، يوما بعد يوم، وفي نجاح دائم على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وإذا كانت الأيام قد أظهرت أكاذيب الإخوان المسلمين، وأساطيرهم التي ابتكروها وحبكوها ضد عبد الناصر، فإن الأيام أيضا كفيلة بأن تظهر مدى خبث الإخوان المسلمين، وتجنيهم على حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
«سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا».

التعليقات