كتاب 11

07:56 صباحًا EET

إختلاف الرأى .. وخلاف المصالح

 
ظاهرة نشاهدها فى كل لحظة .. فى الإعلام وكافة الملتقيات العامة والخاصة حتى فى وسائل النقل العام وكل مكان يجمع مجموعة متباينة من المواطنين .. ظاهرة تكاد أن تقضى على الخيوط الأصيلة التى مازالت تحمل النسيج الإجتماعى المصرى التى تداعت عليه القرضة ..اأما الظاهرة فهى ( إرتداء الخلاف ثوب الإختلاف .. وإرتداء المصالح ثوب الرأى ) ففارق كبير بين كلمة الخلاف وكلمة الإختلاف التى تعنى التباين والتعدد فإختلاف الرأى يعنى تباين الرؤى وتعددها بتعدد الزوايا ومساقط الرؤيا وهو أشبه بالدراسة وهو الأمر الحميد والمفيد للرأى النهائى والغاية الوحيدة النهائية سواء كان الرأى النهائى ديموقراطيا بالأغلبية أو فرديا بعد الاطلاع على كل الرؤى .. وذلك عكس كلمة الخلاف تماما .. حيث تعنى كلمة الخلاف الخلف والتعارض والتضاد الذى لايمكن أن يلتقى فرقائه أو تلتقى أسهم إتجاهاتهم وغاياتهم المختلفه إلا فى نقاط التقاطع ثم تنطلق الأسهم ثانية فى إتجاهاتها..

ما يلفت إنتباهى فى الظاهرة قد يبدو ليس جديد .. فقد يلفت إنتباه الكافة .. أن لغة الحوار العام الأن ليست لغة رأى وإنما لغة مصالح حتى لغة وبكاء بعض الدعاه على منابر الدعوة والرأى يمكن أن تلحظ فيها إذا ما خلعت ثوب الرأى عنها بمناظير أشعة كاشفة لظلام واقعها قد تتكشف لك حقيقة المصلحة التى لبثت ثوب الرأى ..ولكن الجديد الذى ألحظه وارجو الله أن يعين فى التنبيه والكشف إليه هو .. ( عدم وضوح ذلك لأصحاب الجهود المخلصة فى كافة مناحى العمل العام والتى لا ترجوا جزاء ولا شكورا مؤمنة برسالتها .. وهى الخيوط الأصيلة التى ما زالت تحمل النسيج المصرى التى تداعت عليه القرضة التى تريد أن تهلكها جدلا ونقاشا حتى يسقط هذا النسيج لتغزل خيوطا جديده كبيت العنكبوت .. )أقول لأصحاب الجهود المخلصة ( الخيوط الأصيلة ) هون عليك .. انتظر .. وكف عن أى نقاش عقيم .. أصمت وسوف ترى النتيجة سيتكشف عنك الأمر ويتبين لك أصل الحوار والجدل أهو صراع المصلحة الذى يلبس ثوب الرأى فى المسألة ويدفع بإتجاهها أم هو الرأى الذى يرى زاوية أخرى .. هل هو الإختلاف فى النظره أم هو الخلف والتضاد فى الغاية .. وذلك حتى لاتأكل عقلك وجهدك وتنقض على نسيجك الأصيل تلك القرضة..قد يكون ذلك أيضا واضحا وقد تكون الجهود المخلصة تحارب على قناعة منها أنها تهلك ذاتها وتهلك خصمها بطولة منها .. ولكن ما ألاحظه انها قد يغيب عنها أن عدوها الحقيقى ليس ما تراه فى ساحات نقاشهم ومواقفهم وخلافهم الذى يلبث ثوب الإختلاف و مصالحهم التى تلبث ثوب الرأى .. ولكن عدوها الحقيقى ينتظر أن تقع الأسقف وبناءات النسيج .. لينسج خيط العنكبوت ..فمثلا الخلاف الطاحن فى مجالس النقابات .. أفضل أن يمحى بدلا من أن تمحى النقابات ورسالاتها .. ثم انظر الى باقى الكيانات العامة التى .. يتم عقد حلبة صراع الرأى فيها .. لتهدم خيوطه الاصيلة .. وتلحظ من بعيد صغار العنكبوت فى حضانات تلك المنشأت ..لانخشى القرضة ولا نخشى بيوت العنكبوت .. ولكنى أخشى أن تتقطع أوصال النسيج الأصيل التى غزلته ونسجته إرادة إنسانية متراكمة اصيلة تحتاج إعادتها مئات بل ألآف السنين
 

التعليقات