مصر الكبرى

11:57 صباحًا EET

هل فشلت الثورة المصرية؟

الاحداث المتلاحقة في الأسابيع القليلة الماضية اصابت من يراقب المشهد المصري بالصدمة والإحباط ،الأحكام المخففة التي نالها أبناء الرئيس ما يشبه المكافأة ولا يمكن أن تخرج أحكام كهذه ولو على خلفية قضايا الفساد فقط بهذا الشكل المزري لو كانت الثورة أطاحت بحكم مبارك فعلاً ولو لم يكن المجلس العسكري هو الممسك بكافة خيوط اللعبة ابتداءاً من عزل مبارك بطريقة متقنه لتسليمها لرئيس آخر ينتمي لنفس المدرسه والتوجه، وهنا المجلس العسكري لا ينبغي على المحايد شيطنته او تبرئته بقدر ما يجب إعطائه ما يسمى ال credit لكونه العنصر الممسك بزمام الدولة وتماسكها في الفترة الانتقالية والحاله السائلة التي تمر بها البلاد،ولكن الى أي حد يجب أن يستسيغ المصريون تدخل المجلس العسكري والجيش؟

هل الى حد التحكم بمسار العملية الانتخابية؟ او ان يكون هناك مرشحاً يدعمه المجلس العسكري؟ هل يمكن ان يلعب نفس الدور الذي يلعبه الجيش التركي الحامي للعقيدة الأتاتوركية والهوية المدنية والعلمانية للدولة؟ وهل يقبل الأخوان المسلمين في مصر بما قبل به أخوان تركيا؟ أم انهم اقل نضوجاًً ويعتقدون أن اللحظة هي "لحظة الأخوان" وعليهم تحدي أي طرف يحاول "تهذيب" مشروعهم؟؟ من ناحية أخرى جاءت نتائج الانتخابات في المرحلة الأولي لتعبر تعبير صارخ عن حالة التردد والانقسام لدى الناخب المصري، وبحضور مثير لما يسمى ب "حزب الكنبة" في عملية التصويت ،بالاضافة لنسبة المشاركة الضئيلة جداً،نتائج الانتخابات تحتاج الى تحليل دقيق ليس هنا مجاله ولكن المرشحين الذين اقتربوا من كرسي الرئاسة يعبرون عن فشل الثورة في تغيير رؤية المجتمع المصري للتحديات التي تواجهه ،فمازالت النظرة الماضوية هي المسيطرة بين من يريد اعادة انتاج الماضي البعيد الدولة الدينية التي لا يوجد اي براهين على قدرتها على الاستمرار في عالمنا المعاصر،وبين من يريد اعادة انتاج الماضي القريب ممثلاً بنظام مبارك.وفي كلتا الحالتين فإن الخيارين لا علاقة لهما بفكرة الثورة نفسها او غاياتها . فهل فشلت الثورة في مصر ؟والسؤال الأهم لماذا؟ وهل مازال في الوقت متسعاً لانقاذ ما يمكن انقاذه؟

التعليقات