كتاب 11

10:23 صباحًا EET

إرادة.. الشخصية الإفتراضية.. بين العقل والحاسوب

فى حديثى دائما عن الشخصية الافتراضية بمرادفات مختلفة .. لهى محاولة منى أن أجسد قناعة ورؤية قانونية لى فى أن الشخصية الافتراضية داخل العالم الإلكترونى ( ألإنترنت) كيان قانونى مستقل وشخصية قانونية مستقلة عن الشخصية القانونية لصاحبها ( وبحاجة إلى تأصيل وتنظيم قانونى عند إصدار قانون المعاملات الإلكترونية المصرى الذى تأخر صدوره كثيرا .. ليتناولها بالتأصيل والتوثيق ليكون للفكر القانونى المصرى السبق فى هذا الخصوص .. وحتى نتمكن من تأصيل القواعد القانونية التى تمكننا قانونا من فرض سيادتنا على فضائنا الألكترونى .. لا أقصد حجبه كمثل الأفكار التى لا تراه وإنما أقصد توثيق الشخصيات الإفتراضية الوطنية التى تبث تعاملاتها داخل العالم الإلكترونى من أرض الوطن وإخضاع كافة تصرفاتها للقوانين المصرية وإخضاع معاملاتها للرقابة الجنائية والمالية والمسؤولية المدنية وتحصيل مليارات الضرائب على معاملاتها وارباحها التجارية

ولما كانت الإراده هى محل إعتبار فى فكر القانون حتى يقبل الإعتراف بالشخصية القانونية لأى كائن قانونى سواء كان شخص طبيعى أو إعتبارى ناشىء بإرادة المشرع أو إرادة أطرافه
فإن إرادة الشخصية الإفتراضية داخل العالم الألكترونى تستحق النقاش والجدل العلمى والفنى ( التكنولوجى ) والأدبى من وجوه عديدة لتمحيص فكرة الإرادة ومدى ثبوتها للشخصية الإفتراضية ومصدرها وبيان وتشريح كنهها لإسناد مسؤلية كل خيط من خيوط إرادتها إلى مصدره الحقيقى ..
وفى كتاب بعنوان (العقل والحاسوب وقوانين الفزياء) المترجم عن كاتبه روجر بنروز استاذ الرياضيات بجامعة أكسفورد يطالعك الفصل الول من الكتاب تحت عنوان ( أمن الممكن ان يكون للحاسوب عقل.. )
حيث يدور الجدل العلمى والفلسفى داخل هذا الكتاب ليثبت أن صناع الحاسوب واهمون حينما أعتقدوا أن الذكاء الصناعى للحاسوب الذى يتفوق فى سرعة أدائه وإبهاره يوما بعد يوم سوف يصل أو يقترب من ذكاء العقل البشرى .. وأن عقيدتهم أن العقل البشرى مكون من مجموعة خواروميات معقده يتوقف أداء العقل البشرى ويختلف من شخص لآخر على أساس ترتيب هذه الخوارزميات وتعقيدها .. وأن الذكاء الصناعى للحاسوب سيقترب لا محالة من ذلك ..
لكن روجر بنروز يحاول أن يفند فى كتابه هذا ــ وبناء على أساس علم الرياضيات وقوانين الفزياء ــ أن فزياء العقل البشرى ليست وحدها الذى تحكم إرادته وإنما أرادة العقل البشرى ترتبط بمصادر خارجه على تكوينه المادى وتكنيك أدائه تعتمد على مصدر خارج عن تكوينه التى يأتيه الإلهام بالفكر وإرادة الإبداع من خلالها.. على عكس الحاسوب الذى يتوقف ذكائه وأدائه وإرادته على ذكاء وإرادة صانعه ووفقا لخوارزميات ( برمجيات ) وخيارات رتبتها له إرادة العقل البشرى ..
لتنتهى بى مطالعة معظم صفحات هذا الكتاب الى صدق حدثى فى أن الشخصية الإفتراضية داخل العالم الإلكترونى ماهى إلا ( إرادة مجسدة ) للشخصيات الحقيقية والإعتبارية التى تجسد تصرفاتها وتنقل تعبيراتها الإرادية عبر حواسيبها من خلال خوارزمياتها ( وبرمجياتها ) وحيوية شبكاتها .. التى جسدت الشخصية الإفتراضية داخل هذا العالم الإلكترونى ..
لينتهى بى القول فى هذا المقام الى التأكيد على أن الشخصية الافتراضية ( حقيقة تكنولوجية ) لها إرادة تمثلها وتجسدها ككيان قانونى مستقل تشترك فى خلقه العديد من الإرادات لشخصيات حقيقية وأعتبارية قانونية .. تتنتظر هذه الشخصية الإ فتراضية تنظيم قانونى لها يضع إطارها ليضبطها بشكل يرفع روابطها الاجتماعية والاقتصادية والشخصية والثقافية والتعليمية والسياسية والقضائية والأمنية والإعلامية… الخ الى مصاف الروابط القانونية الموثقة والمشهرة للإنتفاع من وجودها وسرعة أدائها داخل هذا العالم الإلكترونى .. وبشكل يؤسس مسؤولية هذه الشخصية الإفتراضية على أساس من البناء القانونى والتكنولوجى للتواقيع والمحررات الإلكترونية الموثقة والمحمية رسميا والأسماء ألافتراضية الموثقة لميلاد ونهاية هذه الشخصية

التعليقات