مصر الكبرى

04:25 مساءً EET

قطر تقف خلف الإخوان

(1) ايام قليلة تفصل بين شعب مصر العزيز وصناديق اقتراع الجولة الثانية لانتخاب رئيس جمهورية مصر العربية. فاز في الجولة الاولى الدكتور محمد مرسي مرشح حزب العدالة والتنمية وجاء في المرتبة الثانية الفريق شفيق مرشح المجلس العسكري ورجال الاعمال وفلول النظام المنهار، وجاء في المرتبة الثالثة الاستاذ حمدين صباحي مرشح القوى الثورية وغيرهم من الذين تجنبوا الوقوف مع فلول النظام المنهار ممثلا بالفريق شفيق، او انصار التيار الاسلامي.
( 2 )
اليوم نفتح صفحة جديدة فاما فلول النظام الفاسد الطاغية الذي اذل شعب مصر العظيم ونهب ثرواته واذل الامة العربية من الخليج الى المحيط ممثلا (بالفريق شفيق) او ممثل التيار الديني (الدكتور محمد مرسي) يحكم جمهورية مصر العربية. ليس امام شعب مصر العظيم اليوم الا التوجه الى صناديق الانتخابات والتصويت لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية (الدكتور مرسي) قد لا يكون حبا في شخصه او حزبه ولكن رفضا لعودة النظام المخلوع. ان النظام المخلوع يعيد ترتيب صفوفه بدعم من المجلس العسكري ولم يعد ذلك سرا من اسرار السياسة في مصر، وبدعم من رجال الاعمال الذين اثروا تحت مظلة الفساد ومجموعة المصالح الذين ربطوا مستقبلهم وحياتهم مع اتباع النظام السابق والخائفين من هيمنة التيار الاسلامي الذي في اعتقادهم انه سيلغي الحياة المدنية التي كانت سائدة عبر الحقب الزمنية الماضية في مصر.
( 3 )
هناك حملة ظالمة في مصر الان وفي غيرها من الدول العربية ضد التيارالاسلامي تقول في بعض مفرداتها بان التيار الاسلامي لا يملك تجربة سياسية وليست لديهم خبرة كغيرهم وانهم ظلاميون متعصبون تكفيريون وانهم اذا وصلوا الى السلطة فانهم سيتمسكون بها الى يوم الدين ولن يتركوها ابدا وهذا قول مردود عليه وبكل بساطة لم يجربوا في تاريخنا المعاصر. ومن هنا نذكر ان الفلول اذا عادوا الى السلطة فانهم سيعضون عليها بالنواجذ تحت كل الذرائع وسينتقمون من كل من اعترض على حكمهم وهتف بسقوطهم. ونذكر القائلين بان الاسلاميين اذا اعتلوا كرسي الحكم فانهم لن يتنازلوا عنه الم يحكم حسني مبارك وهو ليس من الاسلاميين واعوانه اكثر من ثلاثين عاما دون رضا الشعب وكان يسير نحو توريث ابنه لولا ثورة يناير، الم يحكم معمر القذافي اربعين عاما ولم يترك السلطة الا بعد ان توزع دمه بين قبائل الشعب الليبي وكان يسير ايضا لتوريث ابنه، وماذا عن علي عبد الله صالح في اليمن ثلاثين عاما ونيف وهو في السلطة ولا يريد ان يتركها رغم كل الضمانات والحصانات التي اعطيت له وكان يعمل بكل الجهود على توريث ابنه، وزين العابدين في تونس وماذا عن الفريق حافظ الاسد الذي اثر وفاته نصب ابنه على رئاسة الجمهورية بعد تعديل الدستور السوري ليتماشى مع عمر بشار وتحول النظام الجمهوري الى نظام جمهوري وراثي وهي سابقة في تاريخنا. هل هؤلاء كلهم اسلاميو تمسكوا بالسلطة ام هم عسكر فاشلون لم يربحوا حربا خاضوها ولم يربحوا حربا على التخلف والتبعية وانما ربحوا المال والجاه وربحوا المعركة ضد شعوبهم غير المسلحة ولو مؤقتا.البعض يسأل كيف الخروج من دائرة الشكوك التي تحيط بالاسلاميين؟ يجب ان نعترف بان هناك تيارا اسلاميا متشددا يسعى جاهدا لتطبيق الشريعة الاسلامية الواردة في الاحاديث والسنن المروية ولكنهم قليلون وغير مؤثرين في الحياة السياسية. يقابلهم تيار اسلامي واسع الثقافة والعلم قادر على التفريق بين اسلام اهل المدينة واسلام اهل مكة وهذا التيار الذي نراهن عليه. ان الخروج من دائرة الشك التي تحيط بالاسلاميين في مصر هو سرعة الاستجابة للضمانات التي طلبتها القوى السياسية والتي في مقدمتها تسمية رئيس الوزراء في حال فوز مرشح حزب العدالة والتنمية ونائبي الرئيس ولتكن سابقة في ظروف استثنائية تمر بها الحياة السياسية في مصر. وعلى مرشح حزب العدالة والتنمية للرئاسة ان يطمئن المرأة بان حقوقها لن تمس بل ستنال حقوقا اكثر مما هي عليه اليوم، وكذلك طمأنة اقباط مصر على حقوقهم الكاملة لانهم شركاء في الوطن والمصير يجب طمأنة الفقراء وصغار الموظفين بانهم سينالون حقوقهم كاملة، وبشر العاملين في قطاع السياحة بان مصالحهم لن تمس بل ستعمل الدولة على فتح افاق جديدة لصناعة السياحة في مصر لتستقطب السائحين من كل مكان.اخر القول: تعالوا ياشعب مصر العظيم نتفق على عدم مقاطعة الانتخابات ونصوت لمرشح حزب العدالة والتنمية. ان من يقاطع هذه الجولة من الانتخابات يرتكب خطأ تاريخيا كبيرا في حق مصر والعرب لان تلك المقاطعة لاشك ستكون لصالح الفلول وانصارهم. ان الحملة الاعلامية الظالمة ضد فوز حزب العدالة والتنمية بالرئاسة وتخويف المجتمع منهم خيانة وطنية لا تغتفر وتصب في صالح اسرائيل واعداء مصر العزيزة.
 

التعليقات