أفضل المقالات في الصحف العربية

01:57 مساءً EET

«حزب» ينتصر لسوريا .. خير من «شيخ» ينتصر بأمريكا

قد لانجد انحطاطا أكثر من أن تستمع لفيديو منسوبا لشخصية تصف نفسها ويصفها حواريها بأنها "داعية اسلامي"، يستنجد بالقوات الأمريكية كي تخلصه من نظام الاسد، فيديو لو صدق ما به، يؤكد أننا نمر في واحدة من "ارذل مراحل العمر السياسي العربي"، عندما يلجأ هؤلاء القوم المستخدمين للدين الاسلامي لتمرير أي مشروع مضاد لمصلحة الأمة العربية، وهو تكرار لموقفهم عام 1967 يوم أن ساندوا اسرائيل وأمريكا ضد مصر عبد الناصر، صلوا وركعوا وشكروا "نصر دولة الاجرام" على مصر واحتلال ارضها، وهو نفس الموقف يتكرر من ذات الفئات المحسوبة على تيار "الاسلام السياسي"، يوم أن ساندت امريكا ايضا في حربها ضد العراق واحتلاله وشاركت عبر حزب الاخوان المسلمين في أول حكومة شكلها "المندوب السامي الأمريكي" برايمر..

واليوم يواصلون ذات النهج ولكن بوقاحة أكثر وضوحا وعلانية، بأن تحولوا لأدوات صغيرة بلا حول سوى قول الكلام الضآل والتضليلي، يقفون مع أمريكا واسرائيل في ذات الخندق فقط لتدمير سوريا، ثم يقفون مهللين مكبرين شاكرين راكعين أن تحقق لهم هدفهم بتخريب لدولة عربية جديدة، بفضل قوة "راعية اسلامهم الخاص"، تلك هي الفئة ذاتها التي لم تكن يوما جزءا من تحالف قومي وعروبي الا بالصدفة أو للتمويه والتضليل واستغلال الآخر.. اليوم ينكشف ذلك التيار كما لم ينكشف طوال سنوات تأسيسه، وربما ما اقدم عليه من "وقاحة سياسية" في الخنوع لأمريكا لم يجرؤ اي نظام عربي تابع أن يقدم عليه، فلم نجد يوما رجل سياسة أو حاكم يطالب في خطبة الجمعة وباسم الدين أمريكا ان تقوم بضرب دولة او نظام.. فقط هي تلك الفئة التي تصبح الخيانة السياسية عندها "حق مشروع" من أجل "تمكينها" وسيطرتها..
خطبة القرضاوي تشكل ابرز علامات الانحطاط والتبعية، ويبدو أنه يدفع الثمن مسبقا لزيارته الى غزة، كي يضمن الذهاب الآمن والخروج الآمن، وعله يجد وقتا ليصلي قريبا من الحدود، داخل المنطقة العازلة" ليدعو الله أن يزيل "دولة اليهود" من الوجود، بنجدة من سيده الأكبر في البيت الأبيض.. عار سياسي لا سابق له أن نسمع ما نسمع ونرى ما نرى من انتشار هذا النمط من "خيانة مشروعة"..
الفضيحة الكبرى هو أن يمنح محور "الذل والتبعية" العربي – الاسلاموي كل الحق لأي اجنبي مستعمر أو شبه مستعمر، يهوديا أو صهيونيا ارهابيا أو "مجاهدا"، أن يتدخل بكل اشكال التدخل في سوريا، ويعتبر ذلك "جهادا مقدسا"، ولكن حلف العار والتبعية ينتفض بكل أدواته الاعلامية ضد "حزب الله" كونه يشارك عسكريا الى جانب النظام السوري، والحق أنه لو ان الظروف العامة كانت أكثر نضجا لبات واجبا على كل عروبي أن يتجه لمقاتلة تحالف العار والخيانة والقوات الأميركية، ليس دفاعا عن نظام وإنما رفضا لعدوان على دولة عربية تقوده واشنطن – تل أبيب، الدفاع عن سوريا ضد الحلف الاستعماري بكل مكوناته، هو الواجب القومي والوطني، وكل ما دونه ليس سوى فعل خياني كامل، ولعل حزب الله يملك كل الحق والمشروعية فيما يفعل.. واستغرب تماما أن لا يعلنها صريحة بعد أن بات التدخل الاسرائيلي – الامريكي واضحا كل الوضوح، ولم يعد الأمر مقتصرا على لملمة شراذم القاعدة ومسلحيها..
التدخل الاستعماري في سوريا حتما ليس لبناء نظام ديمقراطي متحرر من كل أشكال الطائفية السياسية والدينية، بل لاستكمال وضع المشروع التقسيمي على خريطة التنفيذ، ولذا التدخل العسكري المضاد للتدخل الاستعماري هو فعل مشروع ومقاوم، وأصبح لزاما أن تعلن كل قوى العروبة والقومية والتحررية موقفا واضحا للتصدي للمخطط الاستعماري الجديد في سوريا، خاصة وان المسألة السورية لم تعد خلافا بين معارضة ونظام على اساس اصلاح وتطوير او تغيير بنية النظام بطرق ديمقراطية، حتى لو استخدم النظام كل أشكال القمع والاستبداد، فتاريخ الوطنية والقوى التحررية في مواجهة الاستبداد لم يكن خيارا بالاستنجاد بالغزوة الاستعمارية، بل كفاحا مريرا شاقا ثمنه كان موت وسجن وتعذيب، الا أن ذلك لم يسمح لقوى أن تطلب من عدوها التاريخي نجدتها، ولم يتعلم هؤلاء من الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بعض قوى العراق الديمقراطية يوم أن أعماها عجزها الديمقراطي عن مواجهة ديكتاتور بأن تلجأ للمستعمر الأكبر.. فلم تحضر هي ولا تحرر العراق وبات هناك نظام لايشكل طموحا لأي وطني أو ديمقراطي.. ولذا فالكذب السياسي بأن التدخل الأمريكي – الاسرائيلي لنصرة الشعب السوري ليس الا كذب فكذب، وهو حقا لنصرة مشروع اسلاموي تقسيمي منسجم مع مشروع "قطرنة" الأمة العريية لتقزيمها الى أن تصل لحال لا قيامة بعده!
الوقاحة السياسية لأنصار التدخل الأميركي ومنهم القرضاوي يجب ألا تجابه بخجل للدفاع عن سوريا.. بعد أن اصبح كل شيء واضحا تحضيرا لغزوة استعمارية، لم يعد يخجلون منها.. الرد العلني من كل وطني عربي هو اقصر الطرق لفضح تلك الزمرة الفاسدة سياسيا والتي تريد سيطرة على فتات دول عربية..
ليت البعض الاسلاموي يتعض مما يحدث لمصر وكيف تتلاعب امريكا وقطر بقوتها ودورها الاقليمي!
ملاحظة: هل تعلم "القيادة السياسية" أن جيش الاحتلال قام بطرد مئات من ابناء فلسطين من مناطق سكنهم ليتدرب على كيفية غزو سوريا..أم ان هناك من يقبل به..الصمت ادانة مركبة!
تنويه خاص: تصريح اسماعيل هنية عن الحكومة والانتخابات رسالة صريحة أن لا شيء ممكن لوقف الانقسام.."الإمارة" اولا! ولنا تفصيل معها يوما قادما!

التعليقات