كتاب 11

09:18 صباحًا EET

كربـــــاج ( وَرا ) .. ياأسطــى

قناعتى دائماَ .. بأننا إذا رأينا ( الذيــول ) فى المقدمة ؛ فيجب أن نتيقن تمام اليقين : أنها تعود الى الخلف !! وهذا ليس تقصيراً منَّا ؛ ولا ( قُـصْر ديـــــل !! ) كمايقول المثل الشعبى المصرى العبقرى ، ولكنه عزوف من الشرفاء عن ركوب موجة طارئة فى لحظات من الزمن الردىء ؛ لاتلبث أن تمر سحاباتها سريعاً وتنقشـع ؛ كما مرَّت من قبل ملايين السحابات السوداء على تاريخ الشعوب ؛ فى سماء بلادهـم ؛ من حكام طغاة وأرزقجية وأفاقين وشماشرجية ؛يتاجرون بكل شىء ؛ ابتداء من بيع الأرض والعرض والشرف .. الى المناجـرة بالديـن والعقيـدة ؛ وكل مايجلب المنفــعة والكسب الحرام !! ولكن سرعان ماتسطع الشمـس بالحرية .. لتختـفى كـل تلك السحابات السوداء ؛ وليختفى معها كل خفافيش الظلام ؛ وكل الجرذان والصراصيرالمغرمة بالظلم والظلام ؛ ويذهبون الى حيث ألقت ومزبلة التاريخ الذى لايرحم !!

وحين تنكشف تلك ( الذيـول ) وتتعـرَّى سوءاتها ؛ فلابد لها من أن تحاول وباستماتة أن تتشبث بالبقاء فى صدارة المشهد ؛ ومحاولة التمسح فى (رموز) ذات مرجعيــةنقية وشريفة ؛ ثورية التوجهات والمقاصد ؛ وصنعت رصيد أمجادها من الحب النقى الحقيقى لدى الشعوب والبشر ؛ الذين وهبوا حياتهم من اجل اسعادهم ومنحهــمحريتهم وحق الآدمية فى العيش الحر الكريم !! فيبحث كل ( ذيـل ) تواجد مصادفةفى المقدمة ؛ عن ( عباءة ) رمز شريف ؛ ليرتدى مسوحها ؛ ظناً منه أنها ( خدعة ) سوف تنطلى على الجماهير الواعية ؛ والعارفة بقدرات ومقدرات ..كل من يحاول الخديعة ؛ والوثوب على ( مكانة ) لايستحقها ؛ ولا يستطيع ان يصل اليها ؛ لأنه لايملك من مقوماتها شيئاً .. ولا حتى النذر اليسير !!
وعذرا ــ صديقى القارىء ـ على تلك المقدمة الطويلة ؛ولكنها كانت مقدمة ضرورية ؛ لتدخل معى الى ماأريد أن أصل به اليك ومعك . والذى دفعنى الى تلــك المقدمــة ؛ هو مشهد من المشاهد العبثية ـ كمسرح بيكيـــت ـ التى نبتــــلى بها بين الحين والآخر ؛ على ساحة الأحداث السياسية المصرية ؛ حاصة .. فى لحظــات مـرور سحابات من الزمن الردىء على سماء مصر المحروسة ؛ وهى الأوقات التى يمرح فيها ـ ولو مؤقتا ـ كل خفافيش الظلام !!
وهذا المشهد الغريب والعجيب ؛ هو مفاجأة ( شيخ زاوية مصر المحروسة ) علـى( المنصَّة ) مرتدياً وشاح الزعيم خالد الذكر ( وانا لست ناصرياً ) جمال عبد الناصـر بمناسبة ـ مايقال عنه ـ عيد العمال !! ونراه وهو يجــرى خلف عربة ( الزعامـــة ) ليمنح نفسه شــرف ( الشعبطة ) فى عباءة الزعيـــم /عبد الناصر ـ ولست ناصريــاً ـ ليخرج لنا المشهد .. كمن يمشى على شاطىء البحر فى عز الصيف : بالبدلــــةوالصديرى وقميص بست زراير والكرافت (على رأى الفنـان/فــؤاد المهـندس ) .. أوكمن يدخل بـ ( المايوه ) الى حفل دبلوماسى قاصر على ارتـداء ( الردنجــــوت) و ( البابيون ) المحترم ؛ فيكون المشهد صادماً من الدهشة .. او ليجعلك تضحـك حتى تستلقى على( قفاك !! ) ؛ ومن الممكن ان تدخـل فـى حالة هيستيرية :ضحكاً ( أو ) بكااءًا ؛ وربما ( تلطم ) خدودك من هول ماترى وتسمع !!
ولكن اذا كان يقينـك وقناعتك .. انك تمـر فى سحابات الزمـن الـردىء .. فسيكون رجع الصدى عادياً جـداً .. وستتقبله باستخفـاف ؛ لأنك تعـــلم تماماً أن من يقــوم بالتمثيل .. هو مجرد ( كومبارس أخرس ) لايملك ـ حتى ـ جملة واحدة ينطق بها فى المشهد ( التراجيكوميدى ) الذى تشاهده ؛ ولكنه فقط يدخل الى (البلاتوه) ليقوم بدور ( المهرج ) الذى يحاول ان يملأ المساحة الزمنية أثنـــاء تغيير ديكورات المسرح السياسى ؛ والتى حتماً ستتغير بعد انتهاء كل تلك المشاهد العبثية !!
ولك أن تتخيل منظر من يقوم بدور ( الشعبطة) فى عربة الشرفاء الأحرار ؛ الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن ؛ وهو يحاول فى خلفية العربة وتحتها ؛ ايهام الشعب انه يقوم بدور قائد العربة وزعيمها !! ولكنها عقدة الاضطهاد والحقد !!
وأظن انه فى تلك الحالة لاتملك إلا ان تقول : كـرباج (ورا) يا ..أسطى !!كربـاج ( ورا ) أيها الشعب العظيم .. لإسقاط كل من يحاولون المتاجرة بتاريخــــك ورموزك الثورية النقيـة ؛ وهو يعلم انه محمول على سحابة من سحابات الزمــــن الردىء .. سوف تلقى به قريباً الى مزبلة التاريخ .
اصـرخوا معـى بالمقاومة والصمود .. ولنقل جميعاً :……………………………………………..كــربـاج ( ورا ) يا…. أسطى !!

التعليقات