كتاب 11

08:51 صباحًا EET

الواقع المرير لحروب الجيل الرابع

عندما نرفض أن نفكر يقودنا الغضب و يسيطر علينا الجهل و نسير بخطي مسرعة تجاه التدمير الذهني أولا قبل التدمير المادي الذي يصدر عن سلوك انفعالي متطرف

يصر صاحبه علي تردبد ما تم تلقينه له بصورة مباشرة  متكررة من أجل أن يطبع هذا في الذاكرة الذهنية و يصدقها المواطن و يقتنع بأن كل سلوك يصدر عنه هو حقيقة تقودة الي الحق الذي أملي عليه و ليس له أصل في الواقع علي الأرض .
كما يعرف الكثيرين أن حروب الجيل الرابع هي في الأساس نظرية بسيطة جدا تعتمد علي الاقلال من التدخلات العسكرية و انتهاج سياسة جديدة هي هدم الدول من الداخل بأيادي ابنائها .
الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة
الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية، ولا القضاء على قدرة دولة
بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، لكن بثبات يرغمك العدو على تنفيذ إرادته.
الهدف هو التحكم فى العدو الذي يتم تحديده من قبل الطرف المهاجم .
العامل المشترك هنا هو زعزعة الاستقرار وتنفيذ هذا المخطط  بكل أعضاء المجتمع رجال و نساء و شباب من الجنسين و حتي الأأطفال .
زعزعة الاستقرار فى الغالب تكون بوسائل تم استحداثها حتي لاتثير الشك إلى حد ما و هي في الغالب  ينفذها مواطنون من الدولة العدو هدفها إيجاد دولة فاشلة .
من المشاهد الرئيسية لهذا كثرة الاضرابات الفئوية بهدف و بدون هدف و الاحتجاجات الطلابية رفع حالة السخط بين الناس ضد النظام الحاكم  في الدولة العدو مع رفع سقف النقد الخارجي له ودعم الاعلام الداخلي بوسائل مختلفة للقيام بهذا الدور الذي يظهر به أمام الشعب في الدولة العدو علي أنه يكشف الحقيقة من أجل الشعب المظلوم و المضطهد .
من المشاهد الأكثر شيوعا تواجد آلاف من الجمعيات الأهلية المدعومة خارجيا للتغلغل في المجتمع للتسويق لرؤي تظهر النظام الحاكم في الدولة العدو بأنه يتجاهلهم و يرفضهم و يهمل مطالبهم الطبيعية و حقهم في المسكن و المأكل و المشرب و العلاج  و التعليم  من أجل احداث حالة التفكيك المطلوبة أيضا .
من المشاهد الشحن الزائد عن الحد و تسويقه اعلاميا بشكل يعادل عشرة أضعاف الحدث فيما يخص العنف الطائفي داخل الدولة المفترضة كعدو .
من المشاهد ظهور جماعات دينية راديكيالية متطرفة و ممولة من جهات متعددة معظمها من خارج البلاد تنفذ أجندات كلها عكس بعضها لخلق حالة من الفوضي و عدم الاستقرار .
من أخطر ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها، عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، وتنتهى بتحويل الدولة إلى دولة فاشلة .
و هذا هو مايريدون تطبيقه في سيناء و يحاولون فرضة في الصحراء المغربية و مناطق باكستان الحدودية  .. و بدأ يظهر بقوة في بعض المناطق داخل ليبيا .. و مطبق في مناطق عديدة في السودان  و غزة و جنوب لبنان و منذ زمن بعيد في الصومال هذا علي سبيل المثال لا الحصر .
وتبدأ بإخراج اقليم من الدولة عن السيطرة، فيصبح خارج سيادة الدولة  وذلك باستخدام تحرك المجموعات المحاربة فى الجزء الذي خرج عن سيطرة الدولة لتصنع ما يطلق عليه  إقليم غير محكوم أو بمعني آخر هو إقليم محكوم من قبل قوى أخرى خارج الدولة، وينتهى الأمر إلى دولة فاشلة يستطيع أعداؤها التدخل والتحكم فيها و بقسوة كبيرة غير مسبوقة .
الهدف من كل ذلك أنه ليس مطلوبا إسقاط الدولة العدو واختفاؤها  بل المطلوب أن تظل موجودة بكامل مواردها وقدراتها، لكن يجرى اختطافها عن طريق التحكم الفكرى والسياسى لنظام الحكم والسيطرة عليه كاملا، بحيث تصدر القرارات والسياسات؛ لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التى احتلت وسيطرت و استخدمت شعب هذه الدولة في المراحل التحضيرية للاخضاع و الأمر شديد المرارة و القسوة أن يتحول المواطنون في هذه الدول الي مسخ ليس له قيمة بل خضعت الذاكرة الذهنية لهم  لنظرية أن الآخر هو الأذكي و الأقوي علي التخطيط
و التنفيذ و لاجدوي من المقاومة نهائيا حتي بعد ان يتم كشف الحقيقة و يتأكدون أنهم خدعوا و ينشأ عن هذا الوضع ظهور شخصيات هلامية تدعي أنها قيادية تستمر في السيطرة علي الشعوب علي نفس النهج لتحقق المزيد من الأهداف للأعداء مقابل مقاعد و أرصدة أقل ما توصف به أنها أرصدة منتفخة بالدماء الحرام
و هذا هو الحال في تونس ـ مصر ـ ليبيا ـ اليمن ـ با كستان ـ لبنان  .. كل ذلك ايضا علي سبيل المثال لا الحصر .
كما يري المنظرون لحروب الجيل الرابع أن الحرب  هى الإكراه سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة .
أيضا أن الدولة الفاشلة تتآكل  ببطء وثبات وإذا فعل هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية باستخدام مواطنى دولة العدو فسيسقط عدوك ميتا .
في حالة عدم نجاح هذه الخطط أو مقاومتها بما يؤخر تحقيق الأهداف يكون التدخل العسكري الدموي الشرس جدا و الذي ستستخدم وتجرب فيه كل أنواع الأسلحة و لصعوبة سقوط ليبيا بسهولة تم التدخل العسكري و تفعيل الحرب الأهلية الممولة من كل الجهات داخل سوريا .
بالطبع يجب أن نربط ما سبق بكل الشرح و الرؤي السابقة في الجغرافيا السياسية لثلاثة عظماء في هذا المجال و هم  : ما كيندر ـ راتزل ـ جمال  حمدان .
عندما تحدثوا عن قوي البر و قوي البحر و خلق حالات التوتر با حتلال الجذر الصغري و التي تتوسط دولا كبري بتصعيد النزعة لدي الجذر الصغيرة لآن تصبح عظمي و استخدامها لتكون فاعلة في انشاء الصراع و هذا ينطبق علي الدور الذي تقوم به قطر الأن حيث يتواجد بها أكبر قاعدتين أمريكيتين و تمول بناء المستوطنات في اسرائيل كما تمول حالات حروب الجيل الرابع في  المنطقة .
هذا هو ما يقاومه الجيش المصري العظيم في هذا التوقيت و سط حالة ابتلاع الطعم  من معظم فئات الشعب الذي أصبح جزء كبير منه محبط و الجزء الآخر متخبط و اليوم أدعو الجميع الي الاستفاقة السريعة من أجل انقاذ البلاد و العباد .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
 

التعليقات