كتاب 11

07:58 صباحًا EET

مغزى أسماء الله الحسنى

من أروع أسماء الله الحسنى الجميل (المحب للجمال) البديع (بديع السموات والأرض) المبدع الخالق (تبارك الله أحسن الخالقين ) المصور (..وهو يصوركم فى الأرحام كيف يشاء)..وحكمة الله فى تكريم بنى آدم ، وتفضيلهم على الملائكة أنه وهبهم لمسة من كل اسم من أسمائه الحسنى ..وإذا نظرنا إلى اسم الله الأحسن الجميل ثم المصور ثم البديع ( وهى أسماء حسنى يضمها اسم الله الأحسن الخالق )وتجلياتها فى مخلوقه الأثير الإنسان عرفنا لماذا الإنسان دون كل المخلوقات العاقلة الأخرى كالملائكة والجن هو الذى يحول لمسة الخالق فيه إلى خلق إبداعى مصور جميل ..

تبارك الله أحسن الخالقين ومفهوم هذه الآية وجود خالقين غير الله يخلقون بقوة لمسة وجود أسماء الله الحسنى فى طبيعة تكوينهم كما شاءها الله ..وخلْقُهم اسمه مرة الفن ومرة أخرى العلم الذى لا يتجاوز الاختراع والاكتشاف (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) . والفن يستمد جماله من جميع ما ذكرت من أسماء الله الحسنى أما العلم فلا يستمد اختراعاته واكتشافاته إلا من اسم الله البديع . لهذا تصبح الفنون والعلم من جبلة الإنسان التى فطره الله عليها . ومحاربتهما هى محاربة لفطرة إلهية فطرنا الله عليها . لكن لماذا يحارب الفنون والعلم من يحاربهما ؟ لأنهما مصدر قوة الإنسان فردا ومجتمعا وتحقيقا للذات وطريقا وحيدا أرشدنا إليه الدين لمعرفة الله بديع السموات والأرض خالقنا وواهبنا التكريم بحمل لمسة من كل اسمائه الحسنى ومسئولية توظيفها ، إنها الأمانة التى منحنا الله العقل لاختيار حملها (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان …). من هنا تعرفون سر من يحرمون الباليه والموسيقا والغناء وكل أنواع الفن ، ويواجهون الفكر العلمى بسلاح الظلامية والتخاريف . تمسكوا بتكريم الله لكم لتكونوا بنى آدمين حقيقيين جديرين بهذا التكريم وإلا صرتم عرائس أو قطيع حيوانات يحرككم كل طامع لتحقيق مطامعه .ثوروا لآدميتكم واحملوا الأمانة واستضيئوا بالفن والعلم فهما بوابة البداية لعبادة الله سبحانه جل وعلا وهى البوابة لرفاهيتكم وسعادتكم دنيا وآخرة ..وهكذا لا تهدرون معنى أسماء الله الحسنى وحكمة تعريفنا بها ، ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم طلب العلم ولو فى الصين أبعد بقعة عنا ، والعلم يشمل علم الدين لا هرطقة الفتاوى ويشمل المفهوم السامى للفنون والتفكير العلمى الذى رفع الإنسان فوق كل المخلوقات ، وسخرها له ، وجعله أعرف مخلوق بخالق كل شىء يسبح له مافى السموات والأرض ، ويسبح له الإنسان تسبيحا متفوقا جديرا بتكريمه دون غيره . عبادة الإنسان لله وتسبيحه يدخل ضمنها ممارسته للفن والعلم وتحقيق الذات بالتحقق من كل أسماء الله الحسنى أعظم درس إسلامى وهبه الإسلام ليس للمسلمين فحسب وإنما لكل إنسان على وجه الأرض يحقق ذاته الإنسانية مستضيئا بتلك الأسماء الحسنى .
 

التعليقات