أفضل المقالات في الصحف العربية

09:32 صباحًا EET

اعتذار لدولة وشعب الإمارات

تعيش مصر أزمة ونكسة حقيقية في بعض الشخصيات المفترض كونها نخبة سياسية وقيادات حزبية فيها الخبرة والحنكة السياسية والتصريحات المسئولة. ولكن يبدو أن كل شيء في مصر يسير في الإتجاه المعاكس للأعراف والتقاليد السياسية في فنون ومهارات التصريحات والخطابات المتبادلة بين الدول. وهذا ما تعيشه مصر حاليا من تصريحات غير مسئولة لقيادي إخواني ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة وأحد مستشاري رئيس الجمهورية وهو الدكتور عصام العريان فهو يبدع في إطلاق تصريحات نارية تشعل أزمات وخلافات ضد دولة الإمارات الشقيقة وكأنه يسير على خطى محسوبة لتدمير العلاقات المصرية الإماراتية.

منذ شهور وهو يطلق قذائفه ضد الإمارات بسبب قضية المعتقلين من جماعة الإخوان وهي قضية تتعلق بالشأن الداخلي للدولة وليس لنا التدخل في شئون الدول ومهاجمة سياستها. ولكن الكارثة الحقيقية هي ما حدث اليوم فتصريحات العريان تحمل تهديدا صريحا للإمارات مثل أن صبر الشعب المصري بدأ ينفذ وكذلك وصفهم بالعبودية لدى النظام الإيراني إن لم يتم تحسين علاقتهم بمصر ملكة العرب وغيرها من الكلمات غير المسئولة التي تشعل الخلافات وتوتر العلاقات بين دولتين عربيتين، وهي كارثة سياسية بكل المقاييس توجب على عقلاء مصر وقادتها الحقيقيين الإعتذار لدولة وشعب الإمارات. فالعريان وأمثالة لا يعبرون عن الإرادة المصرية فهم يتحدثون عن أنفسهم ولا يمكن لأي مصري وطني مخلص للعروبة والقومية والإسلام أن يترك علاقات مصر بالإمارات وغيرها تنهار بسبب تصريحات غير مسئولة نابعة من خلاف سياسي بين جماعة تريد التدخل في شئون الدول على حساب علاقات مصر الخارجية ودورها الإقليمي.
لن ندخل في حجم العلاقات المصرية الإماراتية ومعدل الإستثمارات المتبادلة وحجم العمالة المصرية في بناء دولة الإمارات وغيرها من ثوابت العلاقات للدولتين. ولكننا سنذكر العريان بشيء واحد ومهم: هل تدرك حجم خسارة مصر السياسية والإقتصادية والإجتماعية بسبب تصريحاتك وهجومك المتكرر على الإمارات وهل تعلم أنك تساهم في تعزيز الإنقسام العربي والتوتر بين مصر ومحيطها في الخليج العربي وهل تدرك حجم ومعاناة المصريين في الإمارات نتيجة ما تفعل وهل لديك رؤية واضحة حول نهاية تصريحاتك أم هي مجرد تصريحات سياسية متعمدة في هذه الفترة لإثارة أزمات بهدف تدمير علاقات مصر الخارجية وإدخال المصريين في سيناريوهات إلهاء للمدارة عن الفشل الذريع الذي تعيشه البلاد نتيجة حكم الإخوان المسلمين.
على السيد العريان وأمثاله من حكام مصر الجدد دراسة التاريخ جيدا حتى لا يعزلوا مصر إقليميا ودوليا بسبب تصريحاتهم غير المسئولة. فدروس التاريخ تقول أن الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد كانت تدعم مصر بشكل صريح في مواقف عدة بداية من حرب أكتوبر 1973 وإمداده مصر بالمساعدات السياسية والمالية وشارك في وقف إمدادات البترول للغرب بالإضافة لإقامة المدن والمشاريع المتعددة التي شارك في تأسيسها خدمة للشعب المصري وغيرها من المشروعات العملاقة المستمرة حتى الآن. وتعد الاستثمارات الإماراتية في مصر الأعلى عربيا. والأهم أن التعاون بين مصر والإمارات ممتد وعريق ولن تفلح محاولات المخربين تدمير العلاقات بين البلدين. فالعقلاء والحكماء قادرون على عبور الأزمات.
في النهاية أقدم كمواطن مصري اعتذاري الشخصي لدولة وشعب الإمارات عن كل التصريحات الاستفزازية التي تريد تدمير العلاقات بين البلدين وأقول لأخوتنا في الإمارات نحن نحبكم ونقدركم ومصر بيتكم الثاني. فأهلا ومرحبا بكم في كل وقت.

التعليقات