كتاب 11

12:39 مساءً EET

هموم كبيرة ياسيادة الريس

زيارتي الى مصر بعد انقطاع لسنوات ، فكانت زيارة في ٢٠١٠ وخلال فترة الانتخابات البرلمانية في عهد الريس مبارك ، واليوم أزور مصر في عهد الريس السيسي الذي اعتلى كرسي الرئاسة لإنقاذ مصر من محاولات التدمير المتعمد سواء من الداخل او الخارج ، فهي كلها عوامل تشابكت لتحقيق مصالح مشتركة .
الريس السيسي ورث تراكمات تاريخية كادت ان تنهي مصر التي نعتبرها المدرسة التي علمتنا الكثير وكان على رأس ذلك الهم العربي المشترك ،فمصر قدمت الكثير لنا نحن العرب و علينا ان نتذكر ذلك دائماً . مصر اليوم تمر بمرحلة عصيبة ، بعد ان اخرجها تجار الفساد العربي عن السكة  وحاولوا تدمير دورها القومي الا ان مصر تبقى دائماً في قلوبنا وعقولنا . المعاناة المصرية كبيرة ودرب الإصلاح طويلة ولا يملك الريس عصا سحرية لا صلاح التلف بين ليلة وضحاها ، فالمهمة شاقة وشياطين الفساد مازالت قوية ولا تريد لمصر ان تستعيد دورها التاريخي.
جاء الريس السيسي في ظروف عصيبة تمر بها المنطقة العربية ودائرة الاستهداف اتسعت بعد التراخي العربي الذي تجسد في الانحراف الكبير اللذي قام به صدام حسين في غزوة لدولة الكويت ، والذي  شكل لنا انعطافا في المسيرة العربية وبداية لانهيار عربي محكم وأنتج لنا تداعيات اليوم التي تحولت الى أزمات خانقة.

وفي لقاء مع بعض الزملاء في فندق السلام ، تحدثنا حول مستقبل المنطقة العربية وكان الصديق الدكتور محمد عودة يختلف معنا حول العلاقة مع ايران ويرى بأننا من الممكن احتواء ايران من خلال سياسة متوازنة الا أني واحد الأصدقاء كنا نرى ان الوضع تجاوز الاحتواء وان الهزل والاسترخاء العربي المتوارث. قاد الى هشاشة عربية استطاعت ايران انتهاز فرصتها في فرض تمدد مُلفت للانتباه . كنت أقول للزملاء انه من الحياء ان نتحدث عن سياسة المذهبية التي تنتهجها ايران كسلاح لتفتيت العرب وأننا نجد أنفسنا في موقع المدافع عن فكرة المواطنة التي تجمعنا جميعا على اختلاف مذاهبنا وأفكارنا الا ان سياسة اللامبالاة العربية التي قادتنا الى ما نحن فيه .
كنت أقول للزملاء ، ان الريس السيسي يعمل كل ما في وسعه وعلى الاشقاء العرب وخصوصا في الخليج العربي ان يدركوا ان اي أضعاف لمصر هو بنهاية المطاف انهيار لنا جميعا. وقادنا الحديث الى المصالحة الداخلية وإمكانية التفاهم مع حركة الاخوان المسلمين اذا ما كان هناك  تفهم منهم لضرورة مواجهة المتغيرات التي يعيشها العرب . طبعا ما يقلقنا العلاقة المشبوه بين الاخوان وإيران ، وهي علاقة تؤكد لنا ان المذهبية ما هي الا سياسة رابحة تغيب فيها المشترك بيننا .
الريس السيسي يقود سفينة مصر في خضم عواصف مدمرة ، وكما قال سائق التكسي بأننا علينا كشعب ان نقف مع الريس وان نغير في سلوكنا ونعي خطورة الوضع ، وانا أقول ان ان الريس يعي ان طواحين الفساد هائجة وأنها تسعى لافشال اي محاولة لإعادة مصر الى السكة العربية ، وطبعا مع الأخذ في الاعتبار شبكة الفساد من الخليج الى المحيط .

التعليقات