كتاب 11

05:10 مساءً EET

خطاب الرئيس ومهنية الإعلام

القي الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً هو الأهم والأطول منذ تولية مقاليد السلطة في مصر من وجهة نظري ،وذلك خلال فعاليات انطلاق مؤتمر “التنمية المستدامة “2030 ” علي “مسرح الجلاء ” بالقاهرة الأسبوع الماضي ، وتضمن الخطاب أكثر من خمسين رسالة وتوجيه للشعب والمصريين في الخارج وتحذير وتهديد لقوي “الشر “من الجماعات الإرهابية وأنصارهم وكان حاسم وقوي تجاه المخاطر التي تحيط بمصر .

لفت نظري في خطاب الرئيس ” نبرة “صوته القوية وتخليه عن الهدوء والابتسامة المعهودة عنه عندما كان  يتحدث للشعب في مناسبات سابقة  وكأنه يؤكد  علي أهمية الظرف الذي تعيشه مصر وحجم التحديات والمخاطر التي تحيط بنا .
وكان لتناول الإعلامي للخطاب هزيل للغاية وغير مناسب للحدث  فلم أجد أي وسليه إعلامية” مقروءة أو مسموعة أو مرئية” تعاملت مع الخطاب باحترافية ومهنية ،فلم يقدم صحفي أو معد قراءة توضيحية للخطاب من خلال الرسائل التي تجاوزت الخمسين رسالة ويطرحها علي خبراء ومحللين كل في مجاله ثم يوضح النتائج والحقائق للرأي العام بحيادية وموضوعية   ،كما يفعل الإعلام الغربي  في خطابات من هم في سدة حكم بلادهم.
وكان الخطاب مهم والتغطية الإعلامية سطحية للغاية لا تختلف عن وسائل “التواصل الاجتماعي ” التي اخذ اغلب مدونيها الخطاب كعادتهم علي سبيل السخرية الغير مقبولة في وقت الجد وسط ترهل إعلامي مطبق فكانت التعليقات تافهة ،فالخطاب الذي حمل رسائل ايجابية كثيرة اختصرها هؤلاء في عبارات ثلاثة “صبح على مصر بجنيه – همحيه من على وش الأرض – هبيع نفسي”..والسؤال إلي كل الصحفيين والإعلاميين  متى  نجد إعلام حقيقي علي قدر المسؤولية والظرف التي تعيشه البلاد .
ولذلك سأرصد للقارئ عدد من الرسائل المهمة التي جاءت في خطابة واترك له التعليق والتدقيق والتحقيق في ما جاء من رسائل بعيد عن السخرية والتندر من مهاويس “التواصل الاجتماعي ” الذين يشكلون عبء علي اغلب صناع القرار في العالم العربي .
وكانت ابرز الرسائل (أناشد المصريين التبرع لإنقاذ بلدهم …أنا لو ينفع أتباع.. هأتباع… قسما بالله اللى هيقرب من مصر هشيلوا من على وش الأرض.. وخالوا بالكوا أنا مش هسمح بكدة “،…” ماتسمعوش كلام حد غيري.. أنا بس.. مش حد غيري”…”أنا لا بكدب ولا بلف ولا بدور وفاهم أنا باقول إيه”….”فيه دستور وتشريع بيحكم وهناك إطار بين المؤسسات تم تحديده.. وأى عبث فيه هيكون عبث فى البقاء”…”مش هينفع نهين المصريين ولو حد غلط يتحاسب”.. أتمنى أن يتابع البرلمان أهالينا في سيناء ومختلف بقاع مصر، وإذا أرادتوا الإصلاح لا بد من الوقوف معا ومساندة مؤسسات الدولة”…..
“هو مسئول الحكومة بياخد اية علشان يستحملك وتضرب فيه ليل نهار فى الجرائد وغيره.. تناولوا أداء الحكومة بشكل موضوعي وحافظوا على المسئول وشجعوه”…”إجمالي المبلغ الذي جمعه صندوق تحيا مصر 4.7 مليار جنية منهم مليار من القوات المسلحة”، في إشارة إلى رفض عدد من رجال الأعمال التبرع لصندوق تحيا مصر وخصوصا أن الرئيس سبق وأن إجتمع بهم وطالبهم بدفع 100 مليار جنيه للصندوق، وكررها مرارا “هتدفع يعني هتدفع” .. “لا يوجد تواصل بين الدولة ومؤسسات الإعلام”… “الشباب قلق من “الفقر المائى”.. وأنا كمان.. وبنعمل محطات معالجة مياه خلال عامين قد اللى اتعملت فى 20 سنة”…. ” أوجه التحية لأشقائنا العرب لمساعدتهم لمصر، مرددا: “ما يصحش إننا نفضل نمد إيدينا ليهم، هما وفقوا جنبنا كتير”.. “قلت في خطابي أمام نواب الشعب أن هناك العديد من المؤامرات لإسقاط مصر وأحداث الوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة”.
هذه بعض الرسائل التي جاءت في خطاب الرئيس وتجاوزت الخمسين رسالة مهمة والتي اختصرها الإعلام والمدونين في ثلاث رسائل وأخذوها مادة للتندر ،وهذا هو إعلام المرحلة التي نعيشها بكل ما فيها ولذلك حاولت أن اعرض عليكم بعض ما تحدث به الرئيس في فعاليات التمنية  المستدامة “2030 “والتي تغافلت وسائل الإعلام  عن وضعها في إطارها .

التعليقات