تحقيقات

02:53 مساءً EET

تقرير: وثائق استخباراتية تكشف تلفيق أمريكا لنتائج حربها ضد داعش

كشفت مصادر مطّلعة، لموقع دايلي بيست، أن الجيش الأمريكي قام بطرد اثنين من كبار محللي الاستخبارات في القيادة المركزية الأمريكية، بعد أن اتهموا رؤسائهم بالتلاعب في تقارير استخباراتية حول عمليات القوات الأمريكية مع الجماعات المدعومة من التحالف في سوريا، من أجل رسم صورة وردية عن إنجازات الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش.

وقالت مصادر إدارية، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن قيادات من الجيش الأمريكي طردت محللين اثنين من كبار المسؤولين بالقضية السورية، في القيادة المركزية الأمريكية، بعد تشكيكهم بالتزام التحالف بأهدافه وخطته التي وضعت منذ بداية الحرب في المنطقة.

فشل ذريع
وكانت وجهة نظر المحللين، وفقاً للمصادر، على خلاف مع القادة العسكريين، الذين تنبأوا العام الماضي بأن “المعارضة المعتدلة” ستشكل جيشاً أو قوة برية مكونة من 15 ألف رجل، لتتمكن من محاربة تنظيم داعش. وكان البرنامج الأول كلف نحو 500 مليون دولار لتدريب وتسليح هؤلاء المقاتلين إلا أن الخطة فشلت فشلاً ذريعاً، فيما ادعى قادة البنتاغون أن العملية خرجت عن مسارها قليلاً، وكان نواب قالوا إن هذه الخطة تعتبر “مزحة” في الوقت الذي اعترف فيه قائد القيادة المركزية الأمريكية في سوريا الجنرال لويد أوستن، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أنه كان هناك نحو “أربعة أو خمسة” مدربين أمريكيين قاموا بعملية التدريب في سوريا.

وأضافت المصادر أن هناك مزاعم سابقة أن القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن عمليات الشرق الأوسط، علمت بوجود قادة هناك قاموا بتلفيق تقارير استخباراتية حول جهود الولايات المتحدة في معركتها ضد داعش، وتقويض عمليات التمويل له. وأكدت أن المحللين أشاروا إلى أن هناك مشكلة منهجية أوسع بكثير مما كانت سابقاً، في الوقت يقوم فيه المفتش العام في البنتاغون وقوى بالكونغرس بالتحقيق في تلك المزاعم.

بيئة سامّة
ووصف الموقع بيئة العمل في القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن عمليات الشرق الأوسط  بالـ “سامة” و”المعادية”. وكان ذكر الموقع في تقارير سابقة بأن أكثر من 50 محللاً في القيادة المركزية قالوا إن هناك تضليلاً كبيراً حول عمليات التحالف في الحرب ضد داعش.

وفي تطور منفصل، أشارت المصادر المطلعة إلى أنه تم نقل الرئيس السابق لعمليات القيادة المركزية في العراق، غريغوري هووكر إلى وظيفة جديدة في بريطانيا، وكانت ذكرت صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي بأن هووكر كان يقود مجموعة من المحللين الذين قدموا اعتراضات حول عمليات الجيش الأمريكي ضد داعش.

حالة من التوتر
وذكر أحد المسؤولين للموقع أن هناك حالة من الخوف والهلع داخل القيادة، وأصبحت الأجواء العامة تسودها القلق والتوتر.

وكان المحللان اللذان تم طردهما من وظائفهما تحدثا عن تلك التقارير بعد أن أمر الجنرال أوستن العام الماضي بعدم الانتقام من أي شخص يعرب عن مخاوفه أو تشكيكه حول التقارير الاستخباراتية للقياد المركزية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أكثر من 1000 محلل يعمل في مقر القيادة المركزية في تامبا بولاية فلوريدا، والتقارير التي يعملون عليها تساعد المسؤولين الأمريكين وصناع القرار بفهم الحقائق على أرض المعركة.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ديفيد نونيز، في وقت سابق لدايلي بيست، إن المحققين لم يتمكنوا من الحصول وثائق المحللين التي تزعم بوجود تغيير وتلفيق حول عمليات التحالف ضد داعش.

تقرير جديد
وأكد الموقع أن مكتب الوكالة الدولية للطاقة يعمل على تقرير، من المتوقع الانتهاء منه قريباً، حول ما إذا كان هناك عمليات تلفيق أو تأخر أو قمع أو تشويه أو تزوير أو أية تعديلات غير سليمة للمعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى أي سوء تصرف أو فشل بالمتابعة من القياديين في أرض المعركة.

وتقول الصحيفة إن هناك تحسباً متزايداً في وحدة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حول نتائج تحقيق المفتش العام في وزارة الدفاع. وقال البعض إنهم يأملون أنها ستحدث تغيراً جذرياً، ولكن هناك أيضاً قلق من أن تقلل النتائج من حدة المشكلة.

تغييرات جذرية
وأوضح الموقع أنه من الممكن أن تتغير النتائج بفضل تغييرات بسيطة، ففي الأسبوع الماضي، أعلن البنتاغون أن الميجور جنرال مارك كوانتوك الذي يعمل حالياً قائداً ضمن الجهود العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، سيتم تعيينه بمنصب رئيس الاستخبارات في القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن عمليات التحالف ضد داعش. في تغيير يمكن أن يخفف من حدة التوتر في مقر القيادة.

وسيحل كوانتكوك، الذي من المتوقع أن يتم تعيينه الصيف المقبل، محل اللواء ستيفن غروف، الذي قال محللون إنه المسؤول الأول عن تلفيق تلك التقارير حول المعركة ضد داعش، إلى جانب نائبه غريغوري ريكمن، تم اتهامهما بحذف رسائل بريدية سرية وملفات استخباراتية قبل أن يتم فحصهم من قبل المفتش العام.

وقام محققون من الكونغرس والوكالة الدولية للطاقة التابعة للبنتاغون، بطرح أسئلة على المحللين بعيداً عن العمل. وفي علامة أخرى على ارتفاع حدة القلق في القيادة المركزية، يعتقد البعض أن قيادات عسكرية تقوم حالياً بتجميع مزاعم وتقارير المحللين حول غروف ونائبه، ليتم دراسة الموضوع وأخد الإجراءات اللازمة إذا ثبت ذلك.

التعليقات