كتاب 11

03:01 مساءً EET

عادل إمام يتبرع بثروته

شائعة كانت لها مساحة كبيرة من المصداقية سرت في ربوع صعيد مصر، وهي أن عادل إمام قد تبرع بجزء من ثروته للمساعدة في حل أزمات الشباب، وعلى الفور في محافظة واحدة مثل المنيا وزعت أكثر من 20 ألف استمارة الواحدة بعشرين جنيهًا مصريًا، أكثر قليلا من دولارين، نعم هناك نصاب أطلق تلك الحكاية واستثمرها لصالحه، حيث تقدم المخدوعون بطلب لوزارة التكافل الاجتماعي للحصول على الإعانة التي رصدها لهم من دأبوا على أن يصفوه بالزعيم، وفي تلك اللحظة اكتشفوا الخديعة، ورغم ذلك لا يزال عدد منهم غير مصدق أنه تعرض لعملية نصب جماعية.
الحقيقة هي أن الناس كثيرا ما تُحطم الحد الفاصل بين الصورة الذهنية التي تصنعها الأعمال الدرامية وبين حقيقة الفنان، هذا الخط الوهمي يتم اختراقه في العادة لصالح الفنان، عادل إمام قدم ما يربو عن 170 فيلمًا و8 مسلسلات ونحو 20 مسرحية، في المجمل هو يقدم شخصية ابن البلد الجدع المعطاء وبالتعبير المصري الدارج «صاحب صاحبه»، على الجانب الآخر لا يمكن أن تغفل الأرقام المليونية التي يحصل عليها عادل إمام، فهو الأعلى عربيًا، ولأن رمضان على الأبواب والرقم الذي تم تداوله مقابل بطولته مسلسل «مأمون وشركاه» يقترب من 4 ملايين دولار، فلقد شعر شباب الصعيد أنه لو تبرع بأجر هذا المسلسل فقط لوجدوا الحل لكل أزماتهم، من يحلم بشقة الزوجية أو ثلاجة أو غسالة، سيحققها له الزعيم.
دور عادل إمام في المسلسل الذي ستبدأ أولى حلقاته مع بزوغ هلال رمضان الاثنين القادم هو لرجل مقتر، ربما لو كان أهالينا في الصعيد انتظروا رمضان لتغير الموقف ولم يصدقوا تلك الشائعة.
هل الفنان العربي يحرص على أن يلعب دورًا اجتماعيًا؟ قبل أسبوع شاهدنا الرائعة ماجدة الرومي تغني متبرعة في القاهرة لكي تبنى بالحصيلة مستشفى لعلاج الحروق، عادل في المجال الاجتماعي لم يعرف عنه ذلك القدر من العطاء، بالطبع المقارنة تفرض نفسها مع أم كلثوم وتبرعها بعشرات من الحفلات للمساهمة في المجهود الحربي، وذلك في أعقاب هزيمة 67.
لا أعلم بالطبع هل هناك مجالات اجتماعية غير معروفة أو معلنة يساهم فيها عادل إمام، إلا أن واقعة استغلال اسمه في التبرع، لم تكن الأولى، حدث مرة قبل 7 سنوات أن إحدى القنوات الفضائية اتفقت مع عادل إمام على تقديم برنامج لكشف المواهب أطلقت عليه اسم «أكاديمية الزعيم»، وصورت الحلقة الأولى في «عمان» عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، حيث إن البرنامج كان له طموحه العربي لينتقل من عاصمة لأخرى، لاحظ عادل إمام أن إدارة القناة التي تعاقدت معه على مليوني دولار بدأت تبيع استمارة التقدم للمسابقة مقابل 10 دولارات، ومن خلال هذه الحصيلة تُنفق على البرنامج فتوقف المشروع ولم تعرض حتى حلقته الأولى.
هل صار الشباب في انتظار ضربة حظ تحل المشكلة؟ هم لا يريدون العمل، ولكن أن يأتي الفرج على يد فاعل خير مثل عادل إمام يتبرع بجزء من أمواله، وتلك هي المشكلة، هذا الحل تحديدًا لا يمكن أن يُصبح هو الحل، فهو مع الأسف الشديد سر الأزمة!

التعليقات