كتاب 11

12:06 مساءً EET

جمهورية رابعة ليست عرضا هزليًا

ليس كل شعب رابعة وقادته من الإخوان الذين يظهرون خاتم الجماعة على جباههم، فبعضهم تنبت لحاهم من الداخل، لكن أفعالهم تفضحهم، هم الواهمون، الذين يعتقدون أن اللحية هوية، والدماء تروي ظمأ ربهم الذي يسكن النفوس المريضة، والعقول المتحجرة، والقلوب الخراب والأفكار المفخخة، هؤلاء يتناولون مع الملتحين الصرحاء أفطارهم وسحورهم المجاني الذي تقدمه جمعية رسالة وبنك الطعام لدعم الإرهابيين من جيوب الشرفاء، وينتهون من صلواتهم دون أن يفوتهم فرض، ثم يروعون ويعذبون ويسحلون شاهرين الأسلحة البيضاء والنارية وهتافاتهم تصم الآذان "سلمية.. سلمية"، يقولونها وهم يخلفون وراءهم دمارا وخرابا ودماء، ويستكينوا أمنين بإمارتهم في رابعة. 

وثمة شرعية موازية تنشيئها الجماعة أخذناها على محمل الهزل رغم خطورتها سياسيا، فما يحدث من اختيار رئيس وتسمية رئيس وزراء ووزير دفاع هو روشتة السفيرة الأمريكية التي كتبتها للجماعة، في ذات الوقت الذي عقدت فيه أسرة المعزول مؤتمرا صحفيا تطالب من خلاله بتقديم دعوى قضائية للمحكمة الجنائية الدولية رغم علمهم التام بأن المحكمة غير مختصة بهذه القضايا، ويعلمون أيضا أن مصر لم توقع على اتفاقية بشأن الجنائية الدولية، وعلينا قراءة ذلك من خلال المهلة التي أمهلنا إياها عصام العريان، إذن نحن أمام مخطط جهنمي لإثبات واقع، وخلق دولة ذات رأسين، والأمر جلل وليس بمزحة، ولا يفوتكم أن أبناء المعزول أمريكان بحكم الجنسية التي يحملونها.
ما قلته سابقا يشي بأن الصبر على ما يحدث في رابعة يشكل واقعا في غاية الخطورة أرى البعض يتعاطى معه على أنه عرض مسرحي "فَارْس" مثل عروض سمير غانم، رغم خطورة الموقف، وهناك بالخارج من ينتظر أن تحدث معجزة فينقلب الأمر رأسا على عقب، والجماعة تعتمد في ذلك على خشية قوات الأمن من التدخل حتى لا تنتقل الصورة إلى من ينتظرونها دموية بما يكفي لتصدِّق أمريكا وقطر وإسرائيل على الكذبة التي أصابها الفشل حتى اللحظة، حيث سعى اللقطاء إلى تصوير ما حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري، والأمر بات مستدعيا لخطة استراتيجية أمنية لفض اعتصامي رابعة والنهضة والقبض على أمثال البلتاجي وصفوت والعريان وغيرهم، خاصة وأنه قد صدر بحقهم منذ فترة أوامر ضبط وإحضار، كما تضاف لجرائمهم جريمة انتحال صفة رئيس جمهورية ورئيس حكومة ووزير دفاع.
بعضهم تنبت لحاهم من الداخل، لكن أفعالهم تفضحهم، هم الواهمون، الذين يعتقدون أن اللحية هوية والدماء تروي ظمأ ربهم الذي يسكن النفوس المريضة والعقول المتحجرة والقلوب الخراب والأفكار المفخخة.

التعليقات