كتاب 11

05:36 مساءً EET

رؤية المعارضة السورية ،، الدوافع والتوقيت!!

قدم رئيس هيئة المفاوضات العليا للمعارضة السورية رياض حجاب رؤية المعارضة للحل السياسي، محددا 3 مراحل لهذه العملية ومطالبا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الثانية حيث أوضح رياض حجاب في مؤتمر صحفي عقده في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول، أن العملية يجب أن تبدأ بمرحلة تفاوضية مدتها 6 أشهر يتم خلالها إعلان هدنة مؤقتة في الأراضي السورية ،،

المبادرة التي طرحتها المعارضة السورية أو بمعنى أوضح رؤيتها للحل السياسي للأزمة السورية بغض النظر عن ما حملته من أرقام ومدد زمنية تبدأ من 6 أشهر هي المرحلة التفاوضية و 18 شهرا للمرحلة الانتقالية ، نجد أن هذه المبادرة أو الرؤية ربما لا تختلف عن مبادرات وروئ سابقة طرحت من جميع الأطراف الفاعلين الإقليميين والدوليين منذ بدء الأزمة فهذه المبادرة  او الرؤية لم تحمل فسي طياتها أي جديد يمكن أن نرى فيها بارقة أمل لإمكانية إيجاد تسوية عاجلة للصراع الدائر في سوريا ،،

السؤال هنا والذي دفعني لكتابة هذه المقالة هو مالجديد الذي حدث أو ما هو التغيير الذي طرأ لكي تطرح المعارضة السورية مبادرتها أو رؤيتها للحل السياسي للازمة السورية المتابع للملف السوري يرى أن ليس هناك من تغيير طرا لصالح المعارضة دفعها لطرح رؤيتها للحل السياسي بل على العكس من ذلك لا يوجد هناك تغيير حصل يصب في صالح المعارضة السورية ويدفعها لطرح رؤيتها وإجبار الأطراف على القبول بها والعمل على تحقيقها بخاصة وأن التغيير الملحوظ في مسار الملف السوري تغيير لايصب في صالح المعارضة المسلحة ،،

عندما نتحدث عن الأرض وهذا أحد العوامل المهمة والرئيسية في كسب المعركة والتي سوف تمكن للطرف الذي يسعى لتغيير ميزان القوة على الأرض لصالحه أن يجبر الأطراف على القبول برؤيته ومبادرته لأي تسوية سياسية قادمة نجد أن المعارضة المسلحة بعد 6 سنوات هي عمر الصراع في سوريا غير قادرة على قلب ميزان القوة على الأرض في سوريا والذي لايميل لصالح المعارضة ،

هناك تغييرات أخرى طرأت مؤخرا وهذا التغيير هو ما حدث في السياسة التركية من تراجعات تجاه الملف السوري والتي بدأت تنتهج سياسية التغيير التدريجي وبدأت أنقره في التراجع عن مواقفها تجاه النظام فنجد أن أنقره التي كانت متمسكة برحيل الأسد تتراجع وتتحدث عن وجوب الحوار مع الأسد ، وبالنظر إلى تطور العلاقة بين تركيا وروسيا وإيران والتفاهمات التي تجري بين هذه الأطراف نجد أن السياسة التركية تجاه سوريا مرشحة للتغيير أكثر وليست مرشحة للتراجع ولذلك نجد أن هذا التغيير لايصب في صالح المعارضة السورية بقدر ما سيكون لهذا التغيير التركي والتي تعد طرف رئيسي في دعم المعارضة تأثير كبير على تغيير موازين القوة لصالح النظام في سوريه ،،

ربما التغيير الذي طرأ والذي حملته الرؤية المعارضة السورية وتصورها للحل السياسي أنها فيما يخص موضوع مصير الرئيس السوري بشار الأسد والذي يعد نقطة الخلاف الرئيسية بجانب تأكيدها بأن لاوجود للأسد في المرحلة الانتقالية إلا أن الرؤية جاءت على بعض التنازلات وهي ( التفاوض مع النظام في سورية ورحيله بعد مدة 6 أشهر من التفاوض ) مايعني أن المعارضة المسلحة قد تخلت عن فكرة ( الرحيل الفوري للأسد ) وهذا التغيير الذي طرأ على المعارضة السورية لا يمكن النظر له بعيداً عن التغييرات الحاصلة في الآونة الأخيرة وبخاصة وأن هذا التغيير يتماشى مع التغيير التركي الذي تخلى عن فكرة ( رحيل الأسد ) وجاء على بعض التنازلات والتي أهمها التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل المرحلة الانتقالية ،،

تجري الرياح بما لا تشتهي المعارضة المسلحة سواء من ناحية ميزان القوة على الأرض أو من ناحية التغييرات الحاصلة في سياسة أحد الدول الداعمة لها وهي تركيا ، مايجعل من توقيت الرؤية التي  طرحتها المعارضة السورية لحلحلة الصراع في سوريا في هذا التوقيت مجرد رؤية لن يكون لها نتائج تذكر ، والأهم من ذلك أن التنازلات التي جاءت بها رؤية المعارضة المسلحة ربما لن تكون الاخيرة خاصة وأنها أثبتت أنها جاءت مواكبة للتغييرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في السياسية التركية والتي قلنا أنها لن تكون الأخيرة في ظل تقارب الأخيرة مع روسيا وتطور علاقتها بإيران هذا التطور الذي وصل إلى حد ربط الأمن والاستقرار التركي بالأمن والاستقرار الإيراني كما صرح بذلك وزير الخارجية التركي جاويش أغلوا خلال لقاءه بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال زيارة الأخير لأنقره عقب محاولة الانقلاب العسكرية ،،

لعل ما يمكن أن نستنتجه من الرؤية التي طرحتها المعارضة السورية وتصورها للحل السياسي للصراع السوري والتي تأتي في وقت يسير التيار عكس ما تشتهي المعارضة أن المعارضة المسلحة أرادت أن تؤكد تخليها عن مطالبها السابقة بالتدخل العسكري لإسقاط النظام وأصبحت أكثر اقتناعا بأنه لا غنى  بأي حال من الأحوال عن التسوية السياسية للصراع الدائر في الأراضي السورية ،،

التعليقات