كتاب 11

03:56 مساءً EET

وفى مصر يكتب .. بابه الأخير

فى منتصف ثمانينات القرن الماضى وأنا طالب بكلية الحقوق و أطالع أحد المراجع الهامة فى القانون الدولى العام (مؤلف الدكتور / محمود سامى جنينه ـــ استاذ القانون الدولى العام بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول ــ الطبعة الثانية الصادرة عام 1938 ) وفى فاتحة المؤلف حيرتنى هذه الفقرة الإعتراضية (( أو ليس الواقع أن الحق للقوة .. وأن الأمم القوية تدين اليوم أكثر من أى وقت مضى , بالحكمة المأثورة عن مكيافلى أنه لامحل للأخذ بقواعد الأخلاق فى أمور الدول فأى معنى إذن للتشبث بوجود قانون نافذ تخضع له الدول فى شؤنها الدولية وأى غرض يمكن أن يحققه ظهور كتاب جديد فى القانون الدولى العام )) والآن وبعد مرور 75 عام على تسطيرهذه العبارة فى أحد مراجع القانون الدولى العام (أو ليس الواقع أن الحق للقوة) ألم تشعر سيدى القارىء بالحيرة مثلى من موقف ألإتحاد الأوربى ــ الولايات المتحدة الأمريكية ـ المنظمات الدولية .

حيال الوضع الراهن فى مصر والتجرأ على التدخل فى الشأن الداخلى المصرى الذى ينتفض لتصحيح مساره لماذا تعترف هذه الممثليات بشرعية الميدان والثورة وتنكرها وقتما تشاء ؟؟ هل ماتسعى إليه حقا وتناضل ممثلياتهم من أجله هو تطبيق قواعد القانون الدولى العام وقواعد الأخلاق ؟؟ هل إنتفضت هذه الكيانات الدولية لحقوق الشعب الفلسطينى ؟ هل سهر الضمير القانونى العالمى على مايحدث فى بورما ؟ هل يمكن حصر قرارات الفيتو التى أصدرتها أمريكا لعرقلة تنفيذ قواعد القانون الدولى وأدنى قواعد الأخلاق ؟؟ هل تمت محاسبة أمريكا وبريطانيا ودول أخرى أوربية على مخالفات القانون الدولى فى الصومال و العراق وأفغانستان والبوسنة والشيشان ؟؟ هل تحصلت دول العالم الثالث على عوض عن الأضرار التى أصابت بيئتها عن تجارب وحروب ملتهبة وباردة أجرتها الدول الكبرى ؟؟ هل تعتقد سيدى القارىء أن الموقف الدولى الحالى مرتبكا بين اليأس والرجاء فى علاقته بالادارة الحالية للبلاد ؟؟ أم أنه فى حيرة من أمره بين حالة الضعف الرهيب التى إستطاع الموقف الدولى أن يرهق الكيان المصرى حتى يصل اليها وبين الإرادةالحقيقية التى تعملقت فى ذات ذات الكيان العظيم التى يستشعرها فى أحشاء ذاته ويحاول الموقف الدولى العجيب أن يستكشف سرها فى ذات الأحشاء عندماهرول مكوكيا داخل دهاليزها وسراديبها وحجراتها وشرفاتها وأعماقها دون قدرة على التشخيص بل الأكثر من ذلك أن الموقف الدولى ذاته تم إلتقاط لقطات إشعاعية له داخل الكيان حال كونه متصلا بحبل سرىبحمل الأرهاب المستكن .. ليكشف تحليل ال , dnaال cna أبا للخطيئة نعم الإستكشاف لحجم القوة والإعتراف بالحق على مقدارها مطلوب أظهار مواطن القوة ليس فقط العسكرية والاستراتيجية التى ظهرت ببسالة ومهارة تاريخية سيسطرها التاريخ لقواتنا المسلحة وقائدها العام النبيل .. وليس فقط قوة التماسك لطوائف الشعب التى بهرت العالم وإنما للعديد من القوى الكامنة الناعمة وغير الناعمة لدى الكيان المصرى القوة الشرائية ل 90 مليون مصرى واثرها فى التبادل التجارى التى يمكن أن تملى شروطها لا تملى عليها عبقرية المكان التى تحتاج إلى الإئتلاف مع قوى دولية أخرى لإستثماره إسترتيجيا وإقتصاديا قوة التحول فى التعامل الإلكترونى على شبكة المعلومات عن التعامل مع شركات تتبع جنسيات بعينها و إعتماد أخرى القوى الثقافية والعلمية والإعلاميةوالفنية التى نملك رصيدها البشرى التى مازالت لم توظف فى مكانها المناسب القوة الصناعيةوالتجارية والسياحية…….. الخ للموارد الطبيعية أعتقد أن كل بادرة قوة سيسطر أمامها إعترافا دوليا بحق مهضوم لقد تعاملت الدبلوماسية المصرية طيلة عهودها على أساس القانون الدولى وقواعد الأ خلاق التى تربت هى عليها فى حربها وسلمها على أساس من تاريخها وحضارتها الإنسانية ولكنها فى التاريخ المعاصر عانت كثيرا وتحملت تبعة تمسكها بمبادىء القانون الدولى وقواعد الأخلاق فى عالم يعوزه جيلا جديدا يربى فيه الضمير القانونى العالمى على أسس الحق والعدل وهو ما أكده الدكتور سامى جنينة فى فاتحة مؤلفه (( أن رجل الدولة الذى يأبى ضميره أن يخل بعقد إرتبط به لايتعفف مع ذلك أن يخرج على معاهدة أبرمها نيابة عن دولته )) وقال أن علاج هذا (( أن يعمل على تربية روح الإحترام لقواعد القانون الدولى العام بنشر مبادئه والترويج له ليس فقط لطلبة القانون وإنما لجميع النشىء وفى جميع أقطار العالم يحترم قواعد القانون الدولى العام إحترامه لقواعد القانون الداخلى ……لينهى د/ جنينه فقرته من اجل ذلك أخرجت كتاب القانون الدولى العام )) وأنا أعتقد متفائلا ( إذا إستمرت هذه الحالة الوطنية ) أن القانون الدولى كما بدأ سطوره على أرض مصر ــ أول دولة ــ فإن البدء فى مسيرة نصوص حقوق العالم الثالث ونضاله وألغاء حقوق الفيتو ستكتب من الآن على أرض مصر التى بدأ فيها القانون الدولى أولى أبواب نصوصه وفيها يكتب .. بابه الأخير

التعليقات