كتاب 11

03:40 مساءً EET

هي رؤية قيادة

قال الصديق القادم من أقصى بلاد المغرب العربي: »ما الذي يحدث عندكم؟ إنها أربع سنوات فقط هي التي غبتها عن دبي، ولم أر كثيراً من ملامح المدينة، التي عرفتها من قبل، أشعر بأنني أزورها للمرة الأولى، في كل مربع مدينة، وكل مدينة تختلف عن الأخرى، نشاطها وزوارها وفعالياتها«.

صاحبنا يقضي أغلب أيام السنة في أوروبا، ومنها يتنقل إلى قارات العالم الخمس بحكم مهامه العملية، ويعرف أغلب العواصم جيداً، خاصة تلك التي تسبقها الشهرة، ويتحدث عنها التاريخ، ويقول:

»هناك أعيش وسط الماضي، وهنا، عندكم أتمتع برؤية المستقبل، فكل شيء يتحدث عن المقبل، وليس عن الحاضر فقط، والحراك نشط ومبدع، لا أسأل عن شيء إلا قيل لي إنه أنجز، ووجدت الإنسان بين كل هذا التطور، فالبعض كان يعتقد أن ما يحدث عندكم بناء للأبراج المزخرفة، وناطحات السحاب العملاقة، وطرق تخدم الحركة، واستهلاك بشري لأدوات عصرية.

وقد زال ذلك الاعتقاد من مخيلتي، فهذه الحقيقة ماثلة أمامي، وأكاد لا أصدق في بعض الأحيان ما أقرأه، وتأكدت ببصري وبصيرتي، وسمعت حوارات الذين يجلسون قريباً مني، في المطاعم وزوايا المقاهي، الكل يناقش خططاً لمقبل الأيام«.

لم أكن بحاجة إلى شرح وتفسير وتوضيح فاختصرت الإجابة في بضع كلمات، قلت له: نحن في أسبوع الابتكار، تابع ما ينشر عنه، وستعرف أي عقل، وأي فكر يقف خلف كل ما أثار التساؤلات داخلك. نعم، دبي في حراك دائم، لأنها لا تطلق الأفكار فقط، بل تجعل الأفكار حاضنة للإبداعات، كل شخص هنا يبدع في مجاله، ولهذا لا تتجمد الفكرة، ولا تموت قبل أن تولد، هي تنتقل بسلاسة من مرحلة إلى مرحلة، وتتولد منها رؤية جديدة، تنتج أفكاراً متطورة،

والكل شريك في البناء، والكل يسعى من أجل الارتقاء، إنها نظرة نحو البعيد يا صاحبي، اعتدنا ذلك بعد أن تحقق النجاح، هي رؤية واضحة، لما نريد أن نكون عليه، وقيادة قبلت التحدي، وتفوقت عليه بالإرادة.

التعليقات