كتاب 11

03:27 مساءً EET

يوم الشهيد..يوم وطني

كيفما أصبحنا نحن الإماراتيين في يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام، وفي أي حال ٍ ومكان، فإننا نقف أمام ذكرى شهداء الوطن، نقف وقفةً ملؤها الاعتزاز والفخر والوفاء لكل شهداء الوطن، إنه يوم مشهود من كافة مواطني وسكان دولة الإمارات من القيادة العليا ومن الشعب كبيرهِ وصغيرهِ.

وكان تحديد تاريخ هذا اليوم تخليداً وحفظاً لكل شهداء الوطن منذ سقوط أول شهيد في 30 نوفمبر 1971.

إلى كل شهداء الوطن: أيها الشهداء، إننا شعب الإمارات من هرم القيادة والحكومة ومن الشعب بمختلف أعمارهِ ومستواه التعليمي والعملي، ومع من يعيش ويعمل في بلادنا، نقف في هذا اليوم المشهود لكم بوجوه صافية صادقة، رافعين أيدينا وداعين الله عز وجل أن يتقبلكم في منزلة عالية عنده، وأن يرحمكم وهو أرحم الراحمين…

وبين تلك الوجوه والأيدي الداعية لكم، عيون دامعة لفراقكم لنا.. وعيون باسمة ضاحكة مستبشرة ترى مكانتكم عند ربكم وشعبكم ووطنكم وعند الأمم… وبين تلك الوجوه ألوف في ألوف تود من قلبها أن تكون في منزلتكم الرفيعة، منزلة الشهيد، منزلة الشهيد في وطنهِ وبين أهلهِ وشعبهِ، منزلة الشهيد عند ربهِ، فقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾

أيها الشهداء، هذا اليوم يوم وطني لذكراكم في كل عام، ذكرى الذين اشتروا الموت لكرامة الوطن.

إنكم عند مواجهة الموت بأفعالكم ومواقفكم وإقدامكم وجسارتكم، كأنكم تقولون: من أرض الوطن ولدنا وعشنا وخرجنا في كرامة وعزة، ولأجل الشرف والفداء والتضحية نعود إلى أرض الوطن، وكأنما مسكتم القلم وسطرتم صفحات مشرقة في تاريخ وطنكم كأبطال وشهداء، فقد وضعتم في رزنامة كل عام يوما لذكراكم هو الثلاثين من نوفمبر.

أيها الشهداء، أصحبتم درساً يدرس في الوطنية والتضحية..

فالأرض التي استقبلتكم واحتضنتكم وشربت دماكم واختلطت بأجسادكم، قد ازدادت طهارةً ونقاءً وبرداً، هذه الأرض الحاضنة لكم مثلها مثل أبنائكم وزوجاتكم وآبائكم وأمهاتكم وأقاربكم وأحبتكم، فكلهم ازدادوا مكانةً ورفعةً وشرفاً بكم عند شعب الإمارات وأمام الشعوب العربية والإسلامية والأمم الأخرى..

أيها الشهداء، لقد زينتم التصاميم المعمارية بدمائكم وأرواحكم، حيث جعلتم لها هوية ورمزا، فها هي عاصمة الوطن أبوظبي وضعت لكم نصباً تذكارياً أطلق عليه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسمى «واحة الكرامة».. فهذا المبنى التذكاري لوحة تغذي النفوس وتغرس حب الله والوطن والقيادة والشعب..

فكل شعبنا، شعب الإمارات في حياتهِ وتعلمهِ وعملهِ وتفاعلهِ مع النظام السياسي والاجتماعي الإماراتي، يقدم الانتماء والوفاء والإخلاص إلى الوطن الغالي، إلى الوطن الذي حبهُ من حب الله عز وجل.. إننا شعب الإمارات نُخلص في انتماءنا لوطننا في كل عمل وعلم وجهد وتفاعل وتعاون وتضحية، وأنتم أيها الشهداء قدمتم أرواحكم لوطنكم ووطننا، إنكم أعلى مقياس للوطنية، بحق أنتم أعلى مقياس للوطنية فقد قدمتم أثمن وأغلى ما تملكون، إنها أرواحكم الطاهرة الشريفة..

لم تكونوا أيها الشهداء من طالبي الشهرة ولا الجاه ولا السلطة، إنكم أصبحتم بما ضحيتم من أعلام ومشاهير وطنكم، ومحل تقدير وإجلال من قادة السلطة ومن الشعب في وطنكم، بل سوف يذكركم بالدعاء والمكانة الوطنية أجيال سوف تولد من شعبكم الوفي في المستقبل، فأنتم تذكرون دائما بالدعاء والمغفرة لكم عندما يرفع العلم، عندما يرفع الأذان، وفي خطبة كل جمعة، وعند أي حديث حول الوطن والانتماء والوطنية، ولكم في كتب التعليم والتربية سطور سطرت عن التضحية والفداء والانتماء للوطن، فأنتم المثل الأعلى في الوطنية…

كيفما أصبحنا نحن الإماراتيين في يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام، وفي أي حال ٍ ومكان، فإننا نقف أمام ذكرى شهداء الوطن وقفةً ملؤها الاعتزاز والفخر والوفاء لكل شهداء الوطن…

التعليقات