كتاب 11

03:58 مساءً EET

شهداء الإمارات.. أحياء

هذا يوم الشهيد، والمجد للإمارات في أبطالها الذين رفعوا شأن هذه الدولة الفريدة على أكفّ الشهادة الحق، في وقت اشتداد الأزمات. عشرات الشهداء من أبناء الإمارات البررة قدموا أعز ما يملكون فداءً للوطن الغالي، بينما كان «الربيع العربي» الخادع يبرق بروقه الكاذبة في حلبة الدم المستباح، لا لشيء سوى إثارة الفوضى والاضطراب وهدم الأمن والأمان في المجتمعات الآمنة من شر الدعوات المغرضة، طائفيةً كانت أم حزبية، ديمقراطيةً كانت أم اشتراكية، من اليمين إلى اليسار.. فالجميع يهدف إلى قتل الأوطان وسلبها من حصانة الأمن والأمان، وجعلها جميعاً خالية من الوطنية.

فهذا يوم الشهيد يشهد للإمارات في مواقفها الرجولية، ويشهد لشجاعة أبنائها الذين تصدوا لهذه «الفوضى الخلاقة» ولرياح الكراهية والفئوية الطاغية على كل ما في الأوطان من علامات العمران والبنيان. فذلك هو السيناريو الذي أراد البعض أن ينفذه في بلدان العرب المكلومة والمبتلاة بحريق «الربيع العربي».

حتى هذا الوقت من عام 2015 كان بعض خريجي مراكز الأبحاث الغربية يخطط لفرض تقسيم جديد على البلدان العربية، فكان لا بد من تدمير هذا المخطط الذي لو قدِّر له النفاذ لامتد إلى أكثر من بلد عربي، بغية إعداد العدة لـ«ربيع ليس له علاقة بأي فصل من فصول السنة المعروفة».

يوم الشهيد أكبر من أن يكون وقفة تكريم لهؤلاء الذين بذلوا كل ما يملكون وأَنَفَس ما يملكون لأجل تحويل مجرى التاريخ المعاصر، بل هذا الأمر في حساب الأمم الحية يعد من أنفَس الأدوار التي تقوم بها الدول، وستذكره الأجيال على مدار القرون المقبلة.

فلشهدائنا شهادة خاصة على هذا التطور الإيجابي الملموس تجاه الأحداث الجارية في المنطقة. منذ أكثر من خمسة أعوام قام «الربيع العربي» المشؤوم بالعبث في مقدرات الأمة العربية والإسلامية، خصوصاً عندما رفع البعض ممن قفزوا على موجته شعار الديمقراطية والإسلاموية في نفس الوقت، شعاران براقان، لكنهما متناقضان، لذلك فقد أذهبا بريق هذه الأمة أدراج الرياح.

شهداؤنا لم يرفعوا شعارات خداعة، بل أنجزوا بطولات جعلت من الإمارات منارة مضيئة في صفحات التاريخ الناصع البياض، فقد أقدموا على الشهادة بوعي وفي ثبات، وهم مدركون أن ثمار تضحيتهم ستكون مزيداً من الرفعة والألق الحقيقي للإمارات في جميع المحافل العالمية التي تشيد بإنجازات الدولة في مختلف المجالات، وبحكمة قياداتها الرشيدة ورؤاها بعيدة المدى.

نحن اليوم في يوم الشهيد، الشهيد الشاهد على فعال الإمارات ومواقفها المؤثرة في حركة التاريخ نحو بناء ما تسطره الأجيال في ذاكرتها من بطولات أبناء الدولة منذ النشأة الأولى عندما دفع الشهيد الأول سالم سهيل خميس روحه ثمناً للدفاع عن حياض الدولة في 30 – 11 – 1971 حين استشهد على أيدي القوات الإيرانية عندما داهمت جزيرة طنب الكبرى في محاولة للاستيلاء عليها، وكان سالم حينها جندياً يؤدي واجبه في حراسة مركز شرطة جزيرة طنب الكبرى التابعة لإمارة رأس الخيمة.

ولم يقف تاريخ البطولات في الإمارات عند الشهيد الأول، بل التحق بسالم عشرات من إخوانه الشهداء، لتلتقي دماؤهم جميعاً في بوتقة العزة والسيادة والكرامة للإمارات.. فالمجد للإمارات والرحمة لشهدائها.

التعليقات