كتاب 11

02:22 مساءً EET

قمة الخير والتفاؤل

تُثبت الأحداث قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والمتغيرات التي يشهدها العالم، فهذا المجلس تجاوز مرحلة إرادة التأسيس، إلى كونه مُعبّراً عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المشترك بين دول الخليج وقياداتها وشعوبها.

وبهذا النسق تأتي قمة التعاون الخليجي في دورتها السابعة والثلاثين والتي تشارك فيها دولة الإمارات بوفد يرأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فهي قمة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، والتحديات في حاجة ماسة إلى صياغة مواقف مشتركة موحدة.

تأتي هذه القمة بعد جولة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، بما تُمثّله المملكة من ثقل كبير في المنطقة والعالم، وتعقد القمة في ظل استمرار إيران في تعنتها، وتدخلها في الشأن العربي بما يؤدي إلى استمرار عدم استقراره، وإلى مزيد من الأزمات والكوارث التي تهدد عدداً من العواصم العربية، إضافة إلى ملف الإرهاب وتنظيماته التي اختطفت سماحة الإسلام، وأشاعت الموت والخراب في أكثر من موقع.

إن أهم ملفين أمام القمة يتعلقان بهذين التهديدين، ويستوجبان ضرورة تمتين الموقف الخليجي الصلب والفاعل إزاء هذين التحديين، وهو أمر أثبتته الدول الخليجية، في كل سياساتها، محلياً وعربياً وعالمياً، حين قدّمت هذه الدول نموذجاً للوحدة السياسية القادرة على مواجهة التحديات وصدها، بحيث تبقى دول التعاون الخليجي بذات بنيتها المتماسكة إزاء كل الظروف.

إن أبرز ما يُميّز الوحدة الخليجية هو استنادها إلى إرث عميق بين أبناء شعب واحد، بموروث اجتماعي مشترك، فهي ليست وحدة الأضداد، بل توحد أبناء منطقة واحدة يجمعهم الكثير ولا يفرقهم شيء، وقد ساهمت الإمارات دوماً في تعزيز هذه العلاقات على كافة الأصعدة، وكانت بلادنا منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مدركة لأهمية تقوية العلاقات بين دول التعاون حفظاً لأمن الخليج وصيانة استقراره، وتفعيل كل الاتفاقيات على كافة الأصعدة بحيث يشعر أبناء الخليج بنتائج ذلك في كل شؤون حياتهم، ووصولاً إلى ما يحقق طموح شعوب المنطقة لمزيد من الإنجازات على طريق تحقيق التكامل والاتحاد.

إننا نتطلع إلى قرارات القمة، وكلنا تفاؤل بأن قادتنا هم خير معبر عن إرادة شعوبهم، وهم منا ونحن معهم، لضمان نجاح المسيرة المباركة وتحقيق الأهداف الكبرى التي نصبو إليها جميعاً.

التعليقات