مصر الكبرى

09:07 صباحًا EET

الحقيقة !!

جأت علي لحظة شعرت فيها ان قلمي قد شاخ قبل اوانة وان حبرة قد جف …جأت علي لحظة تملك فيها اليأس والأحباط والأكتئاب مني تماما …جأت علي لحظة زهدت فيها في كل شيء واي شيء ….جأت علي لحظة لم اعد فيها قادرة علي ان ابتسم او ان اتحاور او اتناقش مع أي انسان ….في تلك اللحظات انسحب تماما وانعزل وافكر في هدوء شديد ….لم يساعدني في النهوض سوي ايماني الشديد بالله عزوجل ….ايماني الشديد اني قد اديت دوري علي اكمل وجة ولم اقصر فية….وايماني الشديد بأن الله عزوجل يخبأ لنا الكثير من المفاجأت الأجمل والأرقي ……لم يساعدني في النهوض سوي حبي الشديد لبلادي ….فأستيقظ مع هذا الحب قلمي مرة اخري ….وها انذا اكتب بعد ان استيقظ قلمي من جديد …..استيقظ ليكتب عن الحقيقة .

فأنا اعلم جيدا انك انت رئيس جمهورية مصر العربية وحين خيرت ما بين  مصر او انت……اخترت مصر …في الوقت الذي هلل فيه اخرون وهددوا بأما هم او الفوضي …اعلم جيدا انك الفائز وعن حق ب 51,07% دون أي تزوير او رشاوي او تدليس او بلطجة.
اعلم جيدا ان قد تم ابلاغك في الساعة الثانية عشر ظهرا بأنك الرئيس وتلي ذلك ذهابك الي قبر زوجتك رحمها الله لتقرأ علي روحها الطاهرة الفاتحة ولتشكرها علي كفاحها ووقوفها الي جوارك …وانك قد عدت الي منزلك لتشاهد وقائع الموْتمر الصحفي مع بناتك لتفاجأ بعكس ما هو متوقع …
اعلم جيدا انة لم يتم حتي الأن النظر في الطعون المقدمة من الأخوة الأقباط الذين تم منعهم تحت تهديد قوة السلاح من الأدلاء بحقهم الأنتخابي في التصويت
اعلم جيدا انة لم يتم حتي الأن النظر في الطعون المقدمة ضد ما سمي بالحبر الطيار والطفل الدوار والورقة الدوارة
اعلم جيدا انة لم يتم حتي الأن النظر في الطعون المقدمة ضد المطابع الأميرية وتسدويد البطاقات الأنتخابية لصالح مرشح بعينة
اعلم جيدا ان بلادي كانت مفخخة ومستعدة للأنفجار في أي لحظة
اعلم جيدا ان سيناريوهات دموية قد رسمت وان مخططات ارهابية قد حبكت
اعلم جيدا ان هناك من دخل الي ميدان التحرير مرتديا لحزام ناسف ومستعد للشهادة في سبيل اعلان فوز مرشح بعينة
اعلم انة يتم يوميا رصد قواعد للصواريخ العابرة للمدن كانت ستفتك بنا جميعا
اعلم جيدا ان امن بلادي كان في خطر وان كتائب هذا وميليشيات ذاك كانوا ومازالوا متربصين بنا
ولكني اعلم جيدا انك تعرضت لحروب وضغوط وحملات تشوية ولكنك كنت منافس دْووب ومثابر وبأخلاق فرسان ….قالوا عنك انك "فلول " ووصموك بأن يداك تلوثت بدم شهداء التحرير وانك عاصرت خلال عشرة ايام وهي فترة توليك لرئاسة الوزراء معركة الجمل …ولكنهم تناسوا شهداء مجزرة بورسعيد وشهداء ماسبيرو واحمد محمود الذين تساقطوا الواحد تلو الأخر ورفعوا ايديهم عنهم للهثهم وقتها خلف كرسي في برلمان دخل بأعضاءة واداءة المهتريء الي مزبلة التاريخ…..قالوا عنك انك "فلول " وتناسوا تصريحاتهم بأن الخروج علي الحاكم حرام ….قالوا عنك انك "فلول " وتناسوا ان كلنا ننتمي الي النظام القديم وان هناك فرق كبير ما بين شخص خدم نظام قديم متجسدا في شخص الرئيس وشخص خدم في حكومة نظام قديم نتيجة لخبرتة ولكفاءتة.
اعلم جيدا ان من يحكمنا حاليا جماعة وليس شخص…..جماعة لا توْمن بتداول السلطة ولا بديمقراطية او بتعددية او بأختلاف في الرأي ….جماعة مبدأها ان الغاية تبرر الوسيلة..
اعلم جيدا اننا شرحنا كثيرا ووضحنا كثيرا وتكلمنا كثيرا ……ولكننا للأسف شعب بالفعل غير مهيء للديمقراطية حتي هذة اللحظة ….شعب مازال رغم مرور سنة ونصف يري ان ما حدث في بلادة ثورة وليس انقلاب عسكري….شعب مازال يري المدمن خالد سعيد ….شهيد…..وليس بمجرم عتيد في الأجرام ….شعب مازال يري في وائل غنيم …بطل قومي…..رغم انة عميل ……شعب لا يستقي معلوماتة واخبارة الا من التلفاز والبرامج الحوارية دون أي قدرة علي التحليل والرصد….شعب راي في الأنتخابات الرئاسية اختيار ما بين شخصين ولم يدرك انها اختيار ما بين دولتين واحدة اسلامية والأخري مدنية ….شعب مازال مصرا علي ان شهداء يناير 2011 ماتوا علي يد ضباط الداخلية ولم يرصد عدم سقوط أي ضحايا في المليونيات التي يقودها التيار الأسلامي….شعب انساق خلف مسميات غير حقيقية ككلمة "فلول " و"الرئيس المخلوع" وسلم رقبتة الي من سيمتهن كرامتة والي من سيسوقة الي مقصلة الدين….شعب لم يرصد من تسبب في حرق السجون والأقسام….شعب لم يدرك حجم الأفتراءات التي وجهت ومازالت توجة الي القضاء والداخلية والشرطة واخرها كان ان ضباط امن الدولة يلاحقن الفتيات لحثهم علي الحجاب ولبث الرعب في قلوب الناس من التيار الأسلامي …..وهذا غير حقيقي …..وان كان حقيقي فبالله عليكم من اسقط تمثال سنوسرت بالمنصورة ومن قتل  المطربين في احد الأفراح؟؟
اعلم جيدا ان الموجودين في التحرير لا يدركون ما هو معني الأعلان الدستوري المكمل ولا اسباب حل مجلس الشعب ولا اسباب الغاء اللجنة التأسيسية ولكنهم مسيرون ومغيبون لأهداف غير سامية
اعلم جيدا ان الكلام لا جدوي منة …فنحن شعب يأخذ الدواء ثم يقرأة النشرة الداخلية ليطلع علي الأثار الجانبية …
اعلم جيدا ان الأسوأ قادم لا محالة وان الوجة القبيح سيظهر قريبا
واعلم جيدا انة بما اننا قد قررنا ان نمشي علي نفس خطي تونس …….فالثورة الثانية قادمة لا محالة
اعلم جيدا ان الثورة الثانية ستقوم ليس من اجل العيش والحرية والعدالة فقط ولكن من اجل حماية الحريات والأقليات ايضا
ولله الأمر من قبل ومن بعد ………….

التعليقات