كتاب 11

09:46 مساءً EET

في إنتظار خطاب السيد الرئيس

" أيها الإخوة المواطنون … أقف بينكم الأن لأضع أمامكم حقيقة ما حدث طوال الفترة الماضية ، تلك الفترة التي تعرضت فيها مصر لمؤامرة كبري دبرتها بليل قوي خارجية وساعدهم في  تنفيذها عملائهم بالداخل ، لكن مصر التاريخ أكبر من كل المؤامرات ، وأنني علي ثقة كاملة الأن بأنكم قد علمتم كل تفاصيل تلك المؤامرة وهذا المخطط الخبيث ، والذي وقفت ضده كل مؤسسات وأجهزتها وبإرادة المصريين إنتصرنا عليه ، وعرف الأن الشعب المصري من العدو ومن الصديق ، وها أنا أؤكد لكم أننا لا نتخلي عن مسئوليتنا تجاه وطننا مصر الذي ولدت وعشت علي أرضه ، ودافعت وقاتلت عنه ، وسأدفن في ثراه ، وليحكم التاريخ بما لنا وما علينا " ، هذا جزء من خطاب للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يزعم البعض – وأغلبهم من لجان جماعة الإخوان الإلكترونية – أننا في إنتظاره ، محاولين تشويه ما حدث في 30 يونيو من خروج تاريخي لقطاع عريض من الشعب المصري العظيم – شهد به القاصي والداني – إلا المنكرون الذين ما زالوا يعيشون حالة من إنكار الواقع ، وما عجل بسقوطهم إلا ذلك الإصرار علي العيش في واقع مختلق من صنعهم هم يبتعد كثيرا عن الواقع الفعلي الذي عشناه طوال عام كامل تولي فيه الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته المسئولية فما أقاموا ديناً ولا أصلحوا دنيا ، وما زال هؤلاء مصرين علي إنكار كل ما حدث ويحدث ، فتارة يؤكدون أن جموع الشعب التي خرجت في 30 يونيو هي جموع صنعتها حرفية المخرج خالد يوسف باستخدام الفوتوشوب – رغم عدم علاقة برنامج الفوتوشوب بتصوير الفيديو علي حد علمي – والأن يحاولون تصوير أن كل ما حدث ويحدث الإن غرضه الوحيد تهيئة المسرح لخروج الرئيس الأسبق مبارك متحدثاً للشعب الذي ثار ضده في 25 يناير 2011 !!!.

ولكل من يروج لهذا المشهد الدراماتيكي – الذي لا يمكن رؤيته الإ في كوميديا سوداء – أن يعي أن عقارب الساعة المصرية التي تتحرك نحو مستقبل نتمناه مشرقاً أبدا لن تعود أبدا للوراء ، فلن يعود مبارك ، كما لن يعود مرسي ، لأن جموع الشعب التي ثارت علي مبارك بعد ثلاثون عاماً له في حكم مصر ، والجموع الأكثر من الشعب المصري  التي ثارت علي مرسي بعد عام واحد له هو وجماعته في الحكم ، تلك الجموع هي من تملك الشرعية تمنحها لمن تشاء وتسلبها ممن تشاء ، ولا يمكن لحاكم كائناً من كان أن يقف أمام إرادة الشعب ، وليتأكد الجميع أن المصريين اليوم ليسوا هم نفس المصريين أمس ، لكن للأسف ما زال قطاع منهم – عاش كل ما يحدث وعاصره – يفكر بنفس عقلية ما قبل 25 يناير متوقعاً أن تعود أجهزة الدولة وعلي رأسها الأجهزة الأمنية ستعود لنفس الممارسات التي كانت تقوم بها من قبل ، وهذا لن يحدث لأن الأوضاع التي تغيرت ستتغير معها الأفكار والقناعات لكل مؤسسات الدولة فلن يسكت مصري بعد الأن عن المطالبة بحقه بعد أن عرف ما له وما عليه ، أما المنكرون فهم ما زالوا بواقعهم المختلق يستمتعون ، ولكل ما يبتعد عن الواقع الفعلي يروجون وعليهم أن يراجعوا أنفسهم ويخرجوا من مرحلة المراهقة السياسية بل لا أراني مبالغاً إن قلت مرحلة الطفولة السياسية التي عاشوها وما زالوا ، ليعود لمصر أمنها وأمانها ، وليعي الجميع الدرس المستفاد من كل ما حدث فيراهن كل من يحكم في القادم علي الشعب ، فما نفع مبارك حزبه وما أسقط مرسي إلا رهانه علي جماعته …"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" .

التعليقات