كتاب 11

09:30 صباحًا EET

حتى لا ننسى: صحيفة سوابق مندوب الإخوان

هذا المرسي الذي تسبب ببلادته وجلده السميك – كأمثاله – في عام من السواد والفشل والبلطجة والطائفية، له صحيفة جنائية متخمة بالجرائم التي لا يعفيه من العقاب على ارتكابها إلا عزرائيل، فمرسي الذي تخيل نفسه قادرا تقييد مصر من رجليها وذراعيها لتغتصبها جماعته دون فكاك، فلا عجب أن ينتهك حقوق المصريين بتعيين الإخوان في 200 ألف وظيفة مرموقة في بضعة أشهر، وفتح أبواب الكليات العسكرية للإخوان دون تحريات، واعتمد كليا على أهل الثقة ومريدي جماعته وأنصارها من المتخلفين مهنيا والذين لا يعرفون كيف يدار الوطن، بل هم لا يعبأون بالوطن وليس من أدبياتهم، أما ما قدمه لحماس فهو حزمة من الجرائم التي يندى لها الجبين ولا تصدر إلا عن عميل، ليكونوا ذراعا مسلحا ضد معارضيه، وضد مؤسسات الدولة، وضد القانون، ولا عجب أن يعقد صفقة جمعته بحماس والصهاينة بالإفراج عن عشرات المعتقلين التابعين لحماس من سجون الصهاينة ومنحهم الجنسية المصرية سرا يكونوا ضمن ميليشيات الإخوان المرتزقة، كما منح الإرهابيين قتلة الضباط والجنود والسائحين عفوا رئاسيا رغم الأحكام الصادرة في حقهم من إعدام ومؤبد، كما فتح البلاد للإرهابيين ليدعموه عند الحاجة، فعلى سبيل المثال رفع أسماء عتاة الإرهابيين من قوائم ترقب الوصول بأوامر من خيرت الشاطر ليدخلون مصر.

ومن جرائمه أيضا محاولته لتجنيد الأجهزة الأمنية لصالح جماعته، والتنصت على الثوار والسياسيين والإعلاميين، ولم يستطع أن يستقطب المخابرات والأمن الوطني، بالرغم من استمالته للواء بدوي حمودة نائب رئيس الرقابة الإدارية، و تم إيقافه عن العمل في ذات الوقت الذي كان فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي يلقي بيان خارطة الطريق، ومن المرجح أن تتم محاكمته قريبا بجريرة انتهاكه لحرية البعض بالتنصت عليهم والتسجيل لهم.وقبل 30 يونيو تقرر تغيير رئيس شركة "نايل سات" بآخر إخواني لتصبح القنوات التي تفضح جماعة اللصوص في قبضة الإخوان حتى يتسنى قطع  إشارة البث من خمس قنوات وحبس أصحابها عن طريق طلعت عبد الله النائب العام الإخواني الذي أزحته ورئيسه ثورة 30 يونيو، ففي يوم 27 يونيو – قبل الثورة بثلاثة أيام – جاء إنذار خشن إلى تلك القنوات المعنية بعد إزاحة ممثليها من المجلس المختص، ليسهل الفتك بها، وفي يوم 29 يونيو أرسل وزير المجالس النيابية المستشار – الطائع جدا – حاتم بجاتو إلى هشام قنديل رئيس الحكومة المبتسر محذرا من مغبة تلك المؤامرة على الفضائيات الخاصة، كما أن إيقاف وسائل الإعلام أو غلقها أو تعطيلها أو مصادرتها لا يجوز إلا بحكم قضائى حسب نص المادة 48 من الدستور من دستور الطبخة السوداء، وأضاف بجاتو في رسالته إلى قنديل: "لو صدرت قرارات إدارية ضد جهة إعلامية فإن مآلها سيكون بغير شك الإلغاء إذا ما طعن عليها أمام القضاء الإدارى"، لكن قنديل أعمى البصر والبصيرة التقى بجاتو في نفس اليوم، وقال له: "اتفقنا مع النائب العام على اتهام 35 إعلاميا وسياسيا بجريمة التآمر وقلب نظام الحكم"، وقتها كان قنديل يرى أن المتظاهرين بضع آلاف ولم يفته أن يقول لبجاتو: "بكره 30 يونيو هنكسنهم"، وجريمة مرسي وحكومته ونائبه الملاكي في حق الإعلام لا تحتاج إلى دليل.ومن أهم الجرائم التي اقترفها مرسي وعصابته يقرها ملف تعاطيه مع الأجهزة الأمنية، سيما الأمن القومي، ففي رحلة السودان منح حكومة الخرطوم حلايب وشلاتين طواعية وعلى سبيل الهدية، وفوجيء عموم المصريين باقتاع جزء من أراضي الوطن ذات صباح للتدخل القوات المسلحة في الوقت المناسب واجتثت جذور المؤامرة التي كانت تخطط لحصول السودان على حلايب وشلاتين في مقابل التخلي عن دارفور بثرواتها الضخمة لجمهورية جنوب السودان، وفقا للمخطط الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط.الغريب أن مرسي لم يكتف بطعن الأمن القومي باستعداده للموافقة على وجود قواعد عسكرية في مصر، بل كان ينقل ما يصله من معلومات أمنية إلى مكتب الإرشاد أو حماس أو قطر، فاستشعرت الأجهزة الأمنية القلق من تسرب تقاريرها، وقررت أن تكون تقاريرها كتابية وتوقع من رئاسة الجمهورية لتوريط مرسي وإيقاعه في شر أعماله، وبالفعل لدى الأجهزة الأمنية الآن صحيفة بسوابق مرسي ضد الأمن القومي، المتخمة بالجرائم وعشرات القضايا التي ترقى للخيانة العظمى.وجرائم مرسي لم تقف عند هذا الحد، بل كان يعمل ومن خلفه عصابته وحكومة قنديل لتنفيذ خطة إقامة وطن قومي للفلسطينيين فى سيناء ممتدا من رفح إلى غزة لعلاج عودة اللاجئين – على غرار وطن قومي لليهود – وضمان استقرار دولة الكيان الصهيوني، وتعضيد الهيمنة الأمريكية، وإحياء الدولة العثمانية تحت حكم أردوغان الفاشي الإخواني.
تلك الصفقة – الجريمة – الصهيوأمريكية الإخوانية من أجل تسليم 60 كيلو من سيناء لحماس كانت تستهدف أيضا الحفاظ على أمن الدولة الصهيونية، وحل قضية الخلاف بينها وبين حماس، ومنح الغزاويين حق الانتفاع بالدخول حوالي 60 كيلو فى سيناء.
وفي 30 يونيو كانت المفاجآت لا حصر لها، تهاوات المؤامرات وانقلب السحر على الساحر، وعادت مقاييس الملعب لطبيعتها فسقط اللاعبين، واحترقت الخرائط المزيفة، وضبط الحكم متورطا بالرشوة، ونزل الجمهور المعلعب يرشق بالأحذية رؤوس الخونة، وظهرت خيانات مرسي وعصابته جلية، وتعرت مؤخرات أوباما وأردوغان والمراهق القطري والصهاينة وعصابة حماس.
جرائم مرسي والتي يطلق عليها المخبولون إنجازات لا حصر لها، صحيفة سوابق لم تكن لحاكم منذ عيدي أمين، وربما أبعد من ذلك، ولا يغيب على أحد أنه قبل ترأسه مصر في غفوة من التاريخ وبصفقات مشبوهة كان مسجونا بتهمة الجاسوسية، وكذلك جريمة هروبه من سجن وادي النطرون عن طريق حماس.
وخلال انتخابات الرئاسة طالته جرائم عدة، منها جريمة التزويير الكبرى فى الانتخابات المعروفة بقضية المطابع الأميرية، وجريمة البطاقات الدوارة، وجريمة توجيه الناخبين، وجريمة الرشاوى الانتخابية.
وبعد صعوده وعصابته للحكم بالتزوير كانت جرائم الدم على قمة الأحداث، فتآمر على قتل جنودنا فى رفح عن طريق حماس – في رمضان قبل الماضي – للخلاص من طنطاوى وعنان بدعم أمريكي صهيوني حتى تحكم عصابته سيطرتها على مؤسسات الدوله وأخونتها.
ثم خان قسمه الجمهوري بإعلان غير دستوري لاقالة النائب العام الشرعي وتعيين نائب عام ملاكي يطارد معارضي عصابته، وأقال وزير الداخلية اللواء أحمد جمال لأنه لم يكن طوعا لأوامر بديع والشاطر والبتاجي وسائر أقطاب العصابة، وقبض على الحارس الشخصي لخيرت الشاطر، ولم يشارك الإخوان في مذبحة الاتحادية، ووجاء بوزير داخلية إخواني هو اللواء محمد ابراهيم – الذي نجا بنفسه في اللحظات الأخيرة قبل 30 يونيو – من أجل القضاء على شباب الثورة، وبالفعل غاصت دماء مرسي وعصابته في دماء جيكا والجندي وكريستي وأبو ضيف، والقبض على آخرين مثل أحمد دومة وحمادة المصري وغيرهما، فضلا عن تعذيب الثوار والصبية والأطفال في معسكرات الأمن المركزي.
ويضاف إلى سجل مرسي الدموي فشلا ذريعا، وانتقاصا حادا في الاحتياطي النقدي وتعرض البلاد إلى الإفلاس، فضلا عن رحلات الشحاذة التي قطعها مرسي شرقا وغربا على حساب المصريين، بالإضافة إلى قطع المياه والكهرباء وغلاء فى الأسعار، في ذات الوقت الذي تتدفق مقدرات المصريين إلى حماس بفعل النظام اللصوصي الذي وجد في حماس عضلات ترهب معارضية وتحمي وجوده، وكان شغل مرسي وعصابته الشاغل هو القضاء على أهداف الثورة، فلا وجود لهم إلا بوجود الذل والفقر والمرض، فهذه هي التربة المناسبة للفلاحة الإخوانية.
ومن جرائمه أيضا التخطيط لخطف سبعة جنود والتنفيذ بطريقة ركيكة الغرض التخلص من الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي كان بالمراصد لمخططات مرسي وعصابته في سيناء وإقليم قناة السويس، لكن باءت الخطة بالفشل،  
ومن أهم محطات العام الدموي في حكم مرسي وعصابته مذبحة الاتحادية، نموذج  "موقعة جمل" بإخراج مختلف، تغير المكان في ميدان التحرير بوسط القاهرة الي محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة، ليلة دامية عاشتها المحروسة وتابعها العالم بأسره، تحول فيها الحي الراقي الي ساحة احتراب، وعمليات كر وفر، وانسحب الأمن – في عهد اللواء أحمد جمال – حتى لا يتهم بالانحياز لطرف دون الآخر وقرر أن يقف علي مسافة واحدة من المتظاهرين وشباب جماعة الإخوان المسلمين، لم يكن يتوقع أرباب الشر بمكتب الإرشاد أن يصمد المتظاهرون أمام ميليشيات بلغ عددهم 30 الفا، واستخدموا كافة أنواع الأسلحة البيضاء والنارية، وتحصنت الميليشيات بقصر الاتحادية واحتموا فيه، للحيلولة دون وصول المعارضين للإعلان غير الدستوري، وفتحوا جبهات قتال في كل الشوارع المؤدية للقصر، وسرعان ما كانت رائحة الدم تفوح في المكان، مصابون، قتلى، ويظهر مواطنا وسط مشهد الغليان والدموية باكيا بحرقة لاطما خديه رافعا يده للسماء داعيا بأن كانت تقطع يده قبل أن ينتخب مرسي، هذا المواطن ياسر أمين – 28 سنة – الذي أزاد من شعورنا بالمذبحة أضاف: "لم أكن أعرف أن نجاحه وجلوسه على الكرسي سيتسبب في تحويل مصر إلى ساحة حرب"، ثم يصرخ ويزعق بصوت متهدج: "إفرح يا ريس انت وجماعتك المصريين بيقتلوا بعضهم".
وكشفت عصابة الإخوان من جديد عن الوجه الدموي البغيض لها وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" ولمندوبها في قصر الرئاسة بإطلاق الميليشيات على المعتصمين السلميين، وإدارة العدوان من داخل أسوار القصر الرئاسي، ولن ينسى التاريخ ترديد الميليشيات "حي على الجهاد" خلال مهاجمات الثوار متناسين أن هؤلاء هم أصحاب الفضل فى خروجهم من جحورهم للنور، ولكنهم لم يتحملوا مظاهرات سلمية ولكنها كسرت غرور مرسي وعصابته، فكان الهجوم التتاري الذي طال الجميع، بالتعذيب والقتل والأسر داخل غرفة بساحة القصر.
وسجل التاريخ تلك المذبحة باسم مرسي وعصابته، كما أضيفة لصحيفة سوابقه، والسجل الإجرامي لمجرمي مكتب الإرشاد وحاشية رئاسة الجمهورية.
هذا جزء ضئيل من سوابق الرئيس المتهم وعصابته الموجودون الآن رهن التحقيقات في قضايا لا حصر لها.

التعليقات