كتاب 11

12:19 مساءً EET

«صناع الأمل»

من وطن الأمل والطموح وقهر المستحيل، وفي رحاب «عام الخير» الذي وجه به قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. أطلق فارس المبادرات الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة «صناع الأمل» التي تلامس جانباً مهماً من جوانب الشخصية العربية في الكثير من مجتمعاتنا، وهي تفتقد إلى الأمل وما يقوده إليه الافتقار للأمل من يأس وإحباط ترزح تحت وطأته الكثير من الشرائح الاجتماعية، وتمثل غالبية عظمى من سكان تلك المناطق.

هذه الروح المفتقدة للأمل والطموح هي أول من يسقط في هاوية الفشل، وما يقود إليه من استسلام سريع للانحراف السلوكي والفكري وغيره من صور وأشكال الانحراف عن جادة الصواب والذي تدفع بسببه اليوم الكثير من المجتمعات ثمنا باهظاً.

ذات مرة سئل الدبلوماسي الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي في ختام محاضرة ألقاها بالمجمع الثقافي في أبوظبي منذ سنوات حول أحوال هذه الأمة ومتى ينصلح حالها، فقدم إجابة أكثر دبلوماسية، وهو يقول: «عندما نعرف السبب الذي يدفع شابين عربيين من شمال أفريفيا للتنكر على أنهما صحفيين ويذهبان إلى أفغانستان لاغتيال أحمد شاه مسعود».

نفس التساؤل تقريبا طرحه الرجل الذي كان مسؤولا عن خلايا الأزمات التي تُشكل عقب اختطاف رعايا ألمان في أي بقعة بالعالم، عقب انتهاء محنة اختطافه هو نفسه مع عائلته في اليمن عام2005. إذ قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني السابق يورغن شروبورغ: «ماذا تتوقعون من شباب ليس أمامهم سوى الفراغ؟»، بعدما لم يجد حوله في تلك البقعة النائية من مأرب أي مظهر من مظاهر التنمية في المجتمعات العصرية.

غياب الأمل داء خطير ضرب الكثير من المجتمعات ولم تنجح في التخلص منه لافتقارها إلى الرؤية السديدة ومن يقدح شرارة الطموح والأمل فيها.

العديدون توقفوا أمام راتب المليون درهم سنويا لمن سيقع عليه اختيار مبادرة «صناع الأمل»، ولكن الهدف أكبر وأسمى، ويتعلق باستنهاض همم وبناء مجتمعات تولد من جديد لتنسج 20 ألف قصة نجاح . وكما قال الشيخ محمد بن راشد: «هدفنا محاربة الإحباط وصنع الأمل»، ولا يمكن لأي أمة أن تستأنف حضارتها إذا تمكن اليأس منها ومن شبابها».

التعليقات