كتاب 11

09:07 صباحًا EET

نوفمبر .. الضربة القاضية لأرض الفرات والبقية

في بيان أوباما في حديقه الورود والذي عكس غضبه من استخدام السلاح الكيميائي وتردده في التدخل العسكري، دعا مجلسه للأمن القومي الى الاجتماع. والذى قال فيه :"لم أتخذ قرارا بعد في شأن عمل عسكري…ولكن عندما كنت أتحدث عن أسلحة كيميائية، هذا ما كنت أقصده"، في اشارة الى "الخط الاحمر" الذي رسمه للنظام السوري.ومذذ ذلك،شرع البيت البيض يصوغ أقوى الحجج لتدخل عسكري.وعلى هذا الاساس، ثم أصدر البيت الابيض في اليوم التالي بيانا يقلل الحاجة الى انتظار محققي الامم المتحدة لان "أدلتهم" شوهت بالقصف المستمر للمواقع التي تعرضت للأسلحة الكيميائية.والاثنين، ألقى وزير الخارجية جون كيري خطابا مدويا اتهم فيه بشار الاسد ب"وقاحة أخلاقية".

في غضون ذلك، تابع مستشارو البيت الابيض بعصبية المأساة التي حصلت على الضفة المقابلة من الاطلسي.كانوا يعرفون أن محاولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفوز بتفويض مجلس العموم البريطاني لتدخل صعبة، الا أن سقوط الاقتراح في تصويت أولي شكل انتكاسة كبيرة.ومع أن مساعدين للرئيس قالوا قبل التصويت البريطاني إن أوباما مستعد لشن ضربة من دون انتظار التصويت البريطاني الثاني المقرر غدا الثلثاء، حرم غياب المباركة البريطانية واشنطن مستوى آخر من الشرعية.أن دعم أوباما حملة حلف شمال الاطلسي ضد الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي ترك أثرا سلبيا في أوساط الكثيرين في الكونغرس.وقد وقع نحو 140 نائبا من الجمهوريين والديموقراطيين رسالة تطالب أوباما بتصويت على ضرب سوريا.وإذ كانت حجة الادارة الاميركية ضرورة التحرك بسرعة في ليبيا لمنع مذبحة في حق الثوار في بنغازي، يقول مساعدون في البيت الابيض إن ذلك الالحاح لا ينطبق في وضع سوريا.ويوضح أحدهم أن رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أبلغ الى أوباما أن الضربة المحدودة التي يفكر فيها ستكون بالفاعلية نفسها إذا حصلت "في غضون ثلاثة أسابيع أو في غضون ثلاثة أيام".
كل هذه الامور كانت بحسب مراسل "النيويورك تايمس" في بال أوباما عندما دعا رئيس أركان البيت الابيض الى نزهة مسائية مبكرة الجمعة في الحديقة الجنوبية للبيت الابيض.في حينه، كان موظفو البيت الابيض في الجناح الغربي يأملون في العودة باكرا الى منازلهم لاعتقادهم أنهم سيمضون عطلة نهاية الاسبوع في العمل.ولكن بعد ذلك ب45 دقيقة، أي قبل السابعة مساء بوقت قصير، دعا أوباما مستشاريه ليبلغ اليهم أنه قرر تنفيذ ضربة عسكرية ولكن بعد اللجوء الى الكونغرس.والأمر هنا فى غاية الخطورة إذ يعلم الجميع أن هدف أمريكا هو إبادة النظام السوري لصالح إسرائيل، وإسرائيل تخطط وأمريكا تنفذ، حتى أن مخطط الشرق الأوسط الكبير هو مخطط إسرائيلي ينفذ بامتياز، إذ قال بيريز في الثمانينات أن العقل الإسرائيلي هو الذي سيحكم المنطقة كلها بالنفط الخليجي والأيدي العاملة الرخيصة المصرية!. ومن قبل صرحت كونداليزا رايس بأن منطقة الشرق الأوسط سيعاد ترتيبها بما يخدم المصالح الأمريكية.
ونجد أنه بعد فشل المشروع أمريكى- صهيونى  لتحويل مصر لبؤرة لجذب الإرهابيين في عهد المعزول محمد مرسي،الذى كان أداة سهلة فى تحقيق غايتهم ، هنا التفتت أمريكا لسوريا لتكون بؤرة لتنظيم عالمي من الإرهابيين. المكمن هنا ليس فى ضرب سوريا وإسقاط نظام ،ولكن فى إشعال المنطقة وتفتيتها وفتح الباب على مصراعيه للجمعات الإرهابية من ناحية ، وضعف الحيلة من الدول العربية التى تفتح أبوابها لمرور البوارج العسكرية لضرب سوريا فى الوقت الذى ترفض فية الدول الاجنبية ضربها لاإنها تعلم النتائج مسبقاً .. الوقت ليس بكثير لكى نفكر ونتحد قبل الإختفاء والضربة المتوقعة فى منتصف نوفمبر القادم ومن هنا ستتغير الخريطة .
 

التعليقات