كتاب 11

12:04 مساءً EET

الهيئتان والصمت البيئي

نحن في حاجة إلى مبادرة وطنية مدعومة بقوانين حكومية تدعم التشجير وتواجه التصحر ويمكن الاستفادة منها ـــ حتى في الصحاري ـــ من المياه المستعملة بعد أن تتم معالجتها وتدويرها. إن الوضع خطير جدا، واستمرار حالة التصحر تفاقمها ممارسات غريبة تتمثل في جور البعض على ما بقي من أشجار في صحارينا، واستسهال البلديات لدينا في مسألة إزالة الأشجار بقطعها وليس نقلها من مكان إلى آخر.

إن الجور على الأشجار، سواء تلك التي تتم زراعتها داخل المدن ثم يجري تهذيبها وتقزيمها بزعم التجميل، أو تلك التي في الصحاري ويتم قطعها لاستخدامها كحطب، سلوك مستمر. ولقد أغنتنا حماقات البعض عن عناء التحقق من فداحة الجرائم التي يتم ارتكابها ضد البيئة.

لقد أصبح هؤلاء يصورون سلوكياتهم الممقوتة. ترى سيارة تسحب شجرة لتجتثها من جذورها، ثم تشاهد مجموعة من المراهقين الذين يقتلون الطيور المهاجرة غير الصالحة للأكل ويقومون بتجميعها على هيئة تل كبير من الطيور المذبوحة بوحشية. إن حاجتنا إلى بيئة سليمة أمر لا يغيب عن ذهن أي عاقل. ولكن سلوكيات البعض تعكس لا مبالاة نحن جميعا نتلمس آثارها البيئية والصحية.

إن “رؤية المملكة 2030” أسست لجملة من الأمور المهمة، التي تسعى إلى تحويل مدن المملكة إلى مدن صديقة للإنسان وللبيئة، وكذلك إثراء مفهوم ومقومات الرفاه والسعادة، ومن السعادة والترفيه الحفاظ على مقومات الطبيعة ومحتوياتها من الجور غير المبرر. إن من الضروري أن يغدو استصدار قرار بقطع شجرة تعترض طريقا أمرا تضطلع به جهات عدة في مقدمتها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ولا يكون القرار خاضعا فقط لإرادة البلدية.

إن التضييق على استهداف الأشجار في المدن خطوة أولى نحو تحقيق الحماية للبيئة في صحارينا. من المؤسف تماما أن دور الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وكذلك الهيئة السعودية للحياة الفطرية لا يزال محدودا جدا وهامشيا.

ولعل التقرير الذي نترقبه عن الأشياء التي تحققت خلال عام من إطلاق “رؤية المملكة 2030” يشير إلى القصور الذي تعانيه هاتان الجهتان من أجل تحفيزهما على العمل في سبيل حماية بيئتنا والإضافة لها وإثرائها من خلال إطلاق مبادرات حقيقية. لم نسمع أبدا عن مبادرة مؤثرة من أي من هاتين الهيئتين ذات صدى تهدف لحماية وإثراء البيئة. هذا مؤسف جدا.

التعليقات