كتاب 11

09:26 صباحًا EET

المواطن “الاسانسير”!!

تستطيع أن تكون كل شىء وعكسه.. يمكنك أن تكذب ويصدقك الناس.. إمتلاك القدرة على الخداع, سلوك سينمائى مزيف!! لو حاولت إثارة الجدل حول شخصك فأنت مريض نفسيا.. وإذا كان الجدل حول مواقفك فاعلم أنك تفكر.. وحين تتحول إلى سلاح فاسد يستخدمه أصدقاؤك وأعداؤك.. فأنت “بهلوان”!!
“حازم عبد العظيم” إبن زمنه وتجربته وظروفه وقدراته.. ركب سفينة الثورة رغما عنه.. نجح فى خطف الأنظار.. أقبلت الجماهير على عروضه رغم رداءتها.. هدأت الأحوال فاكتشف مرافقوه أنهم لا يعرفون له إسما ولا رسما.. إعتقد أنه خدع الجميع, فمضى مستعرضا ومزهوا بزى “البلياتشو”!! تعلم الدنيا أنه إبن “أحمد نظيف” وصرخ ليقول أنه ضد نظام “مبارك” ليؤكد على إنحيازه لثورة يناير رغم صعوبة كونه ثائر.. هو ضد الإخوان بحثا عما بعد ذهابهم.. ظن أنه نجا من انكشاف أمره بتصدره المشهد مؤيدا للرئيس “السيسى” أصابه اليأس والإحباط لحظة اكتشافه أنه أصغر من أن يكون لعبة يلهو بها الكبار!!
الدكتور “حازم” إختار رجل الأعمال “العبيط” لكى يراهن عليه!! قدم نفسه كقائد لسفينة حزب واعد.. خذله صديقه وتركه عاريا.. بعد رفض الحزب لوجوده.. حاول أن يستر نفسه بالعودة لحضن الدولة.. إفتعل أزمة وراهن على عرض جديد من عروضه المجنونة والماجنة!! تأكد الجميع أنه برنامج مصاب بـ”فيروس” يجب تجنبه.. إصطفاه الإخوان لتخريب العقول.. راهن عليه الفاسدون لترويج بضاعتهم.. إندس بين الشرفاء محاولا خداعهم.. أصابه الذهول حين عرف أن الدنيا تضحك لكونه لعبة يحركها كثيرون من خلف الكواليس!!يبكى عندما يكتشف أن الجميع يفعلون به ما شاءوا!! يستمتع بوجوده على المسرح دون أن يكون له دور.
“حازم عبد العظيم” صداع لا يصيب الرأس بألم.. يعيش أوهام أنه رقم صحيح غير مدرك حقيقة أنه “صفر” على الشمال.. أصابته “متلازمة 25 يناير” ينام على صوت جماهيرها, ويصحو على أصوات الثائرين عليها.. يهرب من الخوف إلى الرعب.. يحتمى بالأعداء فى مواجهة الخصوم.. ينام فى أحضان المتربصين به بحثا عن لحظة هدوء لدى الساخرين منه.. تعامله الدنيا على أنه “نكتة” ويعتقد فى تألقه بتقديم مأساة.. يفزعه مروره على شوارع الصدق والأمانة والاحترام.. فيهرب إلى حوارى الكذب والتدليس والتهريج, ويستريح فى مجارى الدنيا الراكدة!!
أعترف بأنه خدعنى وخدع كثيرين ممن خطف أنظارهم.. فهو جاد حين يلهو.. ساخر لحظة الجد.. يتكلم صمتا.. يسكت فتسمع صخبا.. جعل من نفسه عنوان إدانة لثورة 25 يناير.. وعنوان إدانة لثورة 30 يونيو.. كما كان عنوان إدانة لفساد زمن مبارك.. وعنوان إدانة لفاشية الإخوان.. والمؤسف أن البعض يعتبره عنوان إدانة للرئيس السيسى حين اختاروه ضمن حملة ترشحه للرئاسة.. يبدو كمن يجب أن نرضيه بتزويجه من “هنومة” فهو عنوان إدانة لكل شىء وعكسه.. لأنه اختار مع سبق الإصرار والترصد أن يكون “المواطن الاسانسير” يصعد بك إلى حسب ما ترى.. ويهبط بك إلى حيث تريد!!

التعليقات