كتاب 11

04:57 مساءً EET

مواجهة مشروع تفكيك مجلس التعاون الخليجي

نعم يوجد مشروع لتفكيك مجلس التعاون الخليجي وهناك محاولات لزعزعة واضعاف دول الخليج العربي. وما يحصل الان بين الدول الداعية لمكافحة/مواجهة الإرهاب هي انتفاضة لحماية مجلس التعاون الخليجي من هذا المشروع الخطير الذي كانت دولنا تحاول تجنبه لسنوات طويلة, ومع كل أسف بعض أدوات هذا المشروع الخبيث موجودة في قطر.

نقولها بكل أسف ومرارة ولكنها الحقيقة التي لم يعد بالإمكان تغطيتها أو غض النظر عنها. ونقول للمتحمسين للوساطة الكويتية عبر أمير الانسانية صاحب السمو أمير دولة الكويت الحبيبة: إنكم تقدمون حسن النوايا في وقت نواجه فيه مشروع التفكيك ونحاول حماية دولنا من الأدوات والمنفذين لهذا المشروع.

لسنا في حالة خلاف على توحيد اسعار السلع ولسنا في مواجهة مع قطر لنفرض عليها كيف تدير حكومتها انما في مواجهة مشروع تفكيك وتدمير المنطقة، فإن تخلت القيادة في قطر عن هذا المشروع تكون انقذت نفسها والمنطقة من مستقبل مظلم, وان كابرت فإنها تضر مصلحتها ومصلحة شعبها بأخذهم رهينة للاستمرار في هذا المشروع وعزلهم عن اهلهم وعمقهم الطبيعي والذي تحملت دولنا من اجلهم اكثر من 20 سنة من اذى وتآمر خطير وصل إلى محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ودعم الفوضى في البحرين والسعودية وايواء أصحاب الفكر المتطرف والتحريض على مصر والإمارات والقائمة تطول للأسف الشديد.

فمن هو حريص على مجلس التعاون الخليجي وعلى مصلحة الشعوب الخليجية عليه ان يقف مع من يحاول الحفاظ على هذا الكيان وتقويته ضد من يحاول تدميره وتفكيكه، عليه ان يقف مع الشعب القطري الشقيق وحمايته من هذا العبث الخطير من أشخاص اعتقدوا انهم بتدميرهم لجيرانهم والتآمر عليهم سيكون لهم الدور الابرز في القيادة ولكنهم عاجزين عن رؤية الواقع والمتغيرات وأن لا يمكن ان يكون هناك قيادة فوق الأطلال, انما بالتعاون مع الاشقاء الذين تربطهم مصالح مشتركة ومصير واحد ممكن ان يتشاركوا في قيادة النهضة والبناء وتنمية المنطقة إلى الأفضل. التلاعب بالمصطلحات واستعمال الخطاب الشعبوي ممكن ان يشتري بعض الوقت ولكنه لا يغير المنطق ولا النتائج الحتمية. ممكن ان يضلل البعض ولكن في الأخير سيصطدم بالدمار الذي تنتجه هذه السياسة ولن ينفع الندم بعدها. فعندما يطرح موضوع مطالب الدول المقاطعة على انها تدخل في السيادة القطرية ومحاولة إخضاعها، تتلاعب القيادة في قطر على حقيقة ان كل الدول المقاطعة ملتزمة أصلا بهذه المطالَب وهي جزء من ميثاق مجلس التعاون الخليجي الذي تخالفه قطر ولا تلتزم به بأفعالها.

عندما تتلاعب بموضوع طلب إغلاق قناة الجزيرة على انه يمس حرية الرأي وهي لا تقبل المساس بهذا المبدأ وتعتبر ان الناس بسطاء وتنطلي عليهم حقيقة انهم سجنوا الشاعر القطري بن ذيب لأكثر من 15 سنة بسبب بيت في قصيدة شعرية!

فمطلب إغلاق قناة الجزيرة هو لأنها تحرض على العنف والإرهاب والفوضى في المنطقة، لا لأنها تُمارس حرية الرأي. فاستضافة اشخاص على انهم رجال دين يبررون الهجمات الانتحارية التي يذهب ضحيتها المدنيون ويحللونها شرعًا ليست حرية رأي. وعندما تنتج قناة الجزيرة الكثير من الأفلام الوثائقية المليئة بالكذب والتزييف عن البحرين وتشوه سمعتها والتحريض على الفوضى فيها لا يمكن اعتبار هذا حرية رأي ولا مهنية إعلامية ودع عنك مبادئ حسن الجوار.

وكذلك لا يمكن ان نسمي اتصالات مستشار أمير قطر السابق بإرهابيين ومطلوبين أمنيا وتقديم الدعم لهم وتحريضهم محاولة تقوية مجلس التعاون واستقراره واحترام ميثاقه ولا سوء فهم يحتاج لمحلل يفسر لنا النوايا!

تمسك قطر بإيواء أشخاص مطلوبين أمنيا أو فارين من العدالة في دولهم ودعمهم ماديا وتوفير كل الإمكانيات لهم لنشر الفوضى والتآمر على دولهم لا يخدم الشعب القطري ولا استقرار مجلس التعاون.

مطالب الدول المقاطعة لا تحتاج الى وسيط على الرغم من ان الدور الذي يقوم به أمير دولة الكويت الحبيبة الشيخ صباح محل تقدير العالم بأسره ولكن الحقيقة هي ان بإمكان القيادة في قطر ان تنهي الأزمة حالاً عبر تخليها عن مشروع تدمير المنطقة ونشر الفوضى والإرهاب. ان تتمسك القيادة القطرية بميثاق مجلس التعاون وتراعي مصالحه التي هي نفسها مصلحة الشعب القطري وتقدم الضمانات المناسبة ستنتهي الأزمة من غير وسيط ولا فتح ملفاتها امام الاستخبارات الألمانية ولا الارتماء بالحضن الإيراني الذي يعطي ويذكر قطر برد الجميل ولا إرجاع العسكر الأتراك الى أراضيهم بعد ان دفع الشعب القطري الكثير من اجل استقلاله عن الدولة العثمانية.

فأحد أهم مطالب الدول المقاطعة ان تكون قطر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيها وسياساتها لا ان تكون اداة في يد مشروع مدمر وتستغل من احزاب وجماعات لا يهمها الشعب القطري ولا مصلحة قطر نفسها، فهل تدرك ذلك القيادة في قطر وهل تخاطب شعبها بهذه الحقيقة؟ للأسف ما نراه حتى الان من القيادة في قطر عكس ذلك تماما، العزة بالاثم والتلاعب بالمصطلحات وتحريف الحقيقة استراتيجية ثمنها اكبر من مقدرتهم على دفعه ولا نتمنى نتائجه الحتمية على الشعب القطري. فمن ينصحهم بالاستمرار ويوهمهم ان الغلبة لهم ليس سوى مدافع عن مصالحه الشخصية وعدو لقطر.

منذ بداية الأزمة كنّا نرى الدول المقاطعة تتخذ إجراءات متدرجة لا تتناسب مع حجم ما تعرضت له من أضرار بسبب السياسات القطرية مراعاة للشعب القطري ولإعطاء الشيخ تميم مخرجا مناسبا من هذه الازمة، وكنا ومازلنا على أمل ان يتخذ الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر القرار الشجاع والتاريخي بأن يقف مع شعبه ومع بقية شعوب الخليج العربي وقياداتها ضد مشروع الدمار والخراب. وعندها ستقف معه كل قيادات المنطقة وشعوبها وسيكون المنقذ الحقيقي لقطر وللمنطقة. وختاما، نذكر المطالبين بالحياد وأصحاب الموقف الذي يساوي بين المخطئ والمتضرر ومن يريد الوساطة بقول الله سبحانه وتعالى: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فإن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». فالأَوْلى ان يكون الإصلاح بينهم بعد ان يفيء الذي بغى اولا ومن ثم يكون الحكم بالعدل والقسط.

التعليقات