كتاب 11

10:56 صباحًا EET

مقام الصبر وخير الجزاء

خلق الله الخلق وصوره وارسل الرسل ليهدى الى صراطه المستقيم وجعل للكل مقامات فى ايمانه بالله يعيش به ويقيم عليه, هذا يهبط فى مقامه وهذا يعلو ..واعلى هذه المقامات هو مقام الصبر وجعل الله فى الجنة بابا خاصا للمخصوصين من عباده وهم الصابرون …وكان سيدنا ايوب عليه السلام يقول ” الحمدلله الذى رزقنا مقام الصبر ” بعد ان ابتلاه ربه بالكثير وبعد كل ما عانى كان يرى عليه السلام ان الصبر رزق من الله ………..

ويبتلى الله البلاد والعباد ,وكان لمصر نصيبا من هذه الابتلاءات وعانت وتألمت وصبرت واحتسبت …

ابتلاها الله بالمعتدين عليها وهى التى على مر تاريخها لم تعتد على أحد …ابتلاها بالهكسوس والرومان والتتار والمماليك والعثمانيين والانجليز والفرنسين واسرائيل وآخرون من ابنائها اشتراهم اعداؤها للنيل منها …وكل هؤلاء الكارهون جاؤاغيرة وحقدا من مصر وعلى مكانتها ..

حسبوا ان مصر بحرا ساكنا ولم يعرفوا ان بحر مصر يسكن فى اعماقه الف الف اعصار .

وابتلى الله مصر بالامراض فقاوموها وصبروا واحتسبوا

وابتلاهم بحكام حكموها بعضهم حسب ان الحكم جاءه لانه افضلهم واحسن منهم ..فسقط ..وآخر ظلمهم وقتل منهم الكثيرين …فسقط وبقيت هى واقفه..

وآخر لم يصدق انه حكم مصر فركبه جنون العظمة فاندحر وانتهى ومات

وآخر بعد ان حكم تحكم واهملهم واهمل شئونهم وحسب انه القادر المقتدر وانه الملك وان ملكه لابد ان يورثه فصبروا عليه وعزلوه بعد ان فاض بهم الكيل

وآخرون حسبوا ان الله ورثهم مصر وورثهم الدين وادعوا كذبا انهم هم اصحاب دين الله وحدهم فصادروا الدين فجعلوا جهنم لمن يرفضهم والجنة لمن معهم فثارت مصر عليهم بعد ان رأى شعبها انهم ليسوا اصحاب الدين ولا خلفاء الله فى الارض وانهم يتاجرون بالدين ورب الدين , وبعد ان خلعهم الشعب ظهر وجههم القبيح وسقطت اقنعتهم فراحوا يقتلون ويروعون ويتآمرون فما نالوا الا الخزى والعار .

كل هذا والله الحكيم الخبير يبتليهم ليزيد مناعتهم ومنعتهم

صبر اهل مصر سنوات وعقود ..فالامراض كثيرة والمظالم اكثر والالام جبال والدموع موجعة.

كل هذا والله يسمع ويرى ..فجاءت رحمته ان قيض الله لهم رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ومنح الله لمصر رجلا صادقا مخلصا يعمل من اجل راحتها ..يعمل ويصلح ما استطاع وكان هذا الرجل خير جزاء للصابرين وكان عبدالفتاح السيسى.

التعليقات