استثنائية زيارة ولي العهد لواشنطن

أقل ما يمكن ذكره عن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو أنها زيارة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. استثنائية بأهميتها للبلدين، بحفاوة الاستقبال وتميزه، بعدد ومستوى الاجتماعات التي تخللتها، بتنوع وحجم الاتفاقات والتفاهمات المبرمة، بكثافة التغطيات الإعلامية لها من قبل الإعلام الأمريكي، وأخيراً وليس آخراً بالاهتمام اللافت لها دولياً انطلاقاً من تأثيراتها ونتائجها المرتقبة على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي.

مما لا شك فيه أن العاصمة الأمريكية واشنطن معتادة على استقبال قادة الدول وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، فوفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية زار الولايات المتحدة 35 رئيس دولة في عام 2017م تراوحت مدد زياراتهم من يوم إلى 3 أيام، غير أنه يمكن القول بأن زيارة ولي العهد السعودي جاءت مختلفة ومتميزة ليس فقط بما ذكرته أعلاه ولكن أيضاً بما واكبها من حراك ونشاط مليء بحيوية وروح الشباب وطموحه الذي يعانق عنان السحاب، ويعكس بكل فخر واعتزاز صورة المملكة الشابة الجديدة وانطلاقها بأقصى سرعة إلى المكانة الدولية المتقدمة التي تصبو إليها على كل المستويات.

ففي واشنطن تناولت اجتماعات ولي العهد قضايا عديدة من أبرزها مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة طموحات التوسع والهيمنة الإيرانية، وتعميق فرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية وتعزيز التحالف العسكري والأمن القومي المشترك. وفي الساحل الغربي انصبت اللقاءات مع كبار التنفيذيين لشركات التكنولوجيا على التعاون في مجالات التقنية والاقتصاد المعرفي. وفي هيوستن كانت اللقاءات مع كبار مسؤولي شركات الطاقة لبحث خطط الطاقة البديلة وتطويرها في المملكة. وفي بوسطن التقى سموه مع رؤساء الجامعات وكبرى الكليات والمعاهد البحثية لاستعراض سبل التعاون في الجوانب العلمية والبحثية وريادة الأعمال وهندسة النظم وتطوير أساليب التعليم لمواكبة متطلبات العصر.

كما ذكرت فإن العالم بأسره ينظر بترقب إلى هذه الزيارة التاريخية التي حققت حتى قبل ختامها نتائج هامة لعل أبرزها ليس فقط التأكيد على عمق ورسوخ العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، ولكن نقلها لتلك العلاقة إلى مستويات أعلى غير مسبوقة، منحها التقارب بين قيادتي البلدين بعداً جديداً سوف يسهم في خدمة مصالحهما المشتركة والمساهمة في دعم السلام والاستقرار الدوليين.