تحقيقات

10:45 صباحًا EET

سوريا على مفترق طرق (تقرير)

دخلت الحرب الأهلية السورية عامها الثامن دون أن تلوح في الأفق أية نهاية وشيكة لها. وعلى عكس ذلك، يقول مصطفى آيدن، كاتب رأي في صحيفة “حريت” التركية، تشير تدخلات إضافية في الصراع من قبل لاعبين إقليميين ودوليين، لاحتمال استمرار دوامة العنف هناك.

وحسب آيدن أصبحت المأساة الإنسانية لهذه الحرب الأهلية الأكبر في العالم، في ظل ارتفاع عدد النازحين داخلياً ولاجئين وأشخاص بحاجة لمساعدات عاجلة. وقد أدى تورط أطراف إقليميين ودوليين في تلك الحرب، مع تباين أهدافهم، لتعقيد الوضع في سوريا. ولا يبدو أن ثمة مخرجاً سهلاً من المستنقع السوري.

محاولات
ويلفت الكاتب إلى مساعٍ بذلت، منذ بداية الصراع، من أجل تخفيف التوتر. ومن بين من قام بتلك الجهود كانت هناك “مجموعة أصدقاء سوريا” بقيادة فرنسية، ومحادثات جنيف برعاية دولية، وعملية فيينا وأخيراً عملية أستانة بقيادة روسية. وفي إطار المحاولة الأخيرة، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني في سوتشي في 22 نوفمبر( تشرين الثاني) 2017، من أجل إيجاد حل سياسي قابل للتطبيق.

توقيت هام
وكما يؤكد آيدن، لم تثمر تلك اللقاءات سوى عن اقتراح “تخفيف التصعيد” في بعض المناطق السورية. وقبل أيام التقى الرؤساء الثلاثة مرة ثانية في أنقره لمراجعة التقدم الذي تم في تلك العملية. وكان توقيت الاجتماع هاماً لأنه تصادف مع إشارات عدة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحماسة شديدة في المشكلة.

إعلان
ويلفت كاتب المقال إلى ما أعلنه فجأة ترامب، أثناء خطابه في ولاية أوهايو الأسبوع الماضي، عن نيته سحب قوات أمريكية من سوريا” فوراً”، قائلاً إنه يجب على أطراف أخرى مراعاة ذلك.

وبحسب آيدن، فاجأ إعلان ترامب كل من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين لكونهما لم تستعدا له، ولم يتوقع أحد صدور ذلك القول عن الرئيس نظراً إلى الجو السائد في سوريا.

مقاومة
ويرجح الكاتب أن أكبر مقاومة لنية ترامب انسحاب مبكر من سوريا ستأتي من وزارة الدفاع، كما هو الحال في أفغانستان. وحيث ليس واقعياً الاعتقاد بأن البيروقراطية العسكرية الأمريكية تشارك ترامب موقفه من القضية، وخاصة عند الأخذ في الاعتبار تواجد كل من روسيا وإيران هناك وتعاونهما الفعال ضد المخططات الأمريكية في المنطقة. وسيكون إحداث تغيير كبير في السياسة الأمريكية في سوريا بمثابة استراتيجية خاطئة في وقت يسعى فيه ترامب لتشديد الضغط على إيران.

عرض حديث
وفي نفس الوقت، جاءت إعادة تأكيد الرئيس الفرنسي ماكرون دعمه لقوات سوريا الديمقراطية( قسد) من أجل دعم الاستقرار في شمال سوريا، ومنع نهوض داعش مجدداً، خلال لقاء جمعه في 29 مارس( آذار) بممثلين عن قسد. وقد أثار غضب أنقره عرض قدمه ماكرون للتوسط بين تركيا وقسد، فضلاً عن تعهده بإرسال قوات فرنسية إلى مدينة منبج السورية، لمساعدة القوات الكردية ضد أية هجمات تركية. ورغم عدم تأكيد مكتب الرئاسة الفرنسية لوعد الرئيس، فقد كان توقيته هاماً، وخاصة لأنه جاء بعد محادثات أجراها ماكرون مع ترامب، وإعلان الرئيس الأمريكي نيته سحب قوات بلاده من سوريا.

هواجس
ويختم آيدن رأيه بالإشارة لتحركات تركيا المتعددة، ورسائلها الرفيعة المستوى بشأن عزمها على تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية، ما يضاعف هواجس لدى كل من حلفائها وخصومها في المنطقة، ولربما لا تحقق لتركيا ما تهدف إليه في سوريا.

التعليقات