كتاب 11

11:59 صباحًا EET

أبو يكر البغدادي..والتحريض الكاذب

“نحن هنا” هي الرسالة التي أراد زعيم تنظيم داعش الإرهابي “أبو بكرالبغدادي” أن يوجهها إلى العملاء في أوروبا ، تسجيل صوتي هو الأول منذ نحو عام يثير الشك حول حقيقة وضع هذا الكائن ، ومكان وجوده ، لم يظهر البغدادي صورة بل صوتا ربما بسبب الخسائر التي لحقت بالتنظيم نتيجة الضربات الموجهة إليه من جانب روسيا وسوريا ، حرض البغدادي من وصفهم بأنصاره في أوروبا على شن هجمات في كل العواصم الأوروبية وتكثيف حوادث الطعن والدهس ، وهاجم دولا عربية على رأسها السعودية ومصر والإمارات والأردن والبحرين ، لم بهاجم قطر الممول الرئيسي لتنظيمه الإرهابي، كما استثنى تركيا التي تفتح له أبوابها وتسهل لأتباعه عبور الحدود إلى سوريا والعراق والأردن ومصر ، كما لم يذكر كلمة عن إيران المستفيد من عمليات داعش .

دعوات التحريض ليست بجديدة على تنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة ، رغم محاولات مموليه وداعميه أنعاشه بالأموال ليستمر في خدمة أهدافهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، ودعوات البغدادى الهدف منها إرباك الوضع في هذه الدول وتخفيف الضغط على تركيا في خلافها مع واشنطن ، وكذلك إيران في ظل تشديد العقوبات عليها”، أما هجومه على الدول العربية فيدل على إفلاسه، ويؤكد أن أغلب مقاتليه هربوا ولم يبق منهم إلا القليل، لذلك تركزت دعوته لمن وصفهم بالأنصار في أوروبا وكندا ودول أخرى.

ضلوع تنظيم الحمدين في قطر في التحالف ودعم تنظيم داعش الإرهابي لتنفيذ مخططات إرهابية، بالتمويل والتخطيط بات الشغل الشاغل لإمارة قطر ، زيارات أمير قطر لتركيا السرية والعلنية يحضرها رئيس المخابرات التركية، ويكون ضمن أهداف الزيارة كيفية الحفاظ على هذا الكيان الإرهابي للقيام بأدوار تخريبية في سوريا والعراق وليبيا ومصر، فتظيم داعش مستمر في خدمة أهداف أسرائيل وقطر وتركيا تقومان بالتمويل والتخطيط وترجمة هذه الأهداف على أرض الواقع. تركيا وقطر غير مرتاحتين لبسط الجيش السوري نفوذه على معظم الأراضي السورية وتدعمان داعش لتحقيق انتصارات وبسط سيطرته على أراض جديدة . ورغم الإعلان عن مقتله أكثر من مرة ، أخرها في يونيو 2017 بحسب ما أعلنت روسيا ، يؤكد مسوؤلون عراقيون أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة في الأراضي السورية ويتنقل في الخفاء برفقة أربعة إلى خمسة اشخاص بينهم أبنه وصهره.

ويعود آخر خطاب للبغدادي إلى 28 سبتمبر 2017 قبل اسبوعين من سقوط الرقة، المعقل السابق لتنظيمه في سوريا، وللتمويه رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، والصورة المعروفة للبغدادي هي التي ظهرت مرة واحدة امام الكاميرا لدى اعلانه ما يسمى “دولة الخلافة ”
عام 2014.
لغة البغدادي التحريضية ما هي الا دليل على يأسه ويقينه بأنه لا أمل له ، وما يفعله اعضاء تنظيمه الإرهابي ما هو إلا إثبات وجود زائف ، ولا يمكن أن يكون هذا البغدادي المختل عقليا سوى زعيم عصابة مصيره القتل ولو بعد حين .

التعليقات